يا ليلة الثأر أنيستينا.. إعدام هشام عشماوي

الأربعاء، 04 مارس 2020 11:38 ص
يا ليلة الثأر أنيستينا.. إعدام هشام عشماوي
طلال رسلان

الآن تهدأ أرواح الشهداء في منامها
الآن تنزل السكينة على الدماء الطاهرة
الآن ترتدي أمهات وزوجات وأبناء الشهداء ملابس العيد

مزق دفاترك القديمة كلها.. واكتب لمصر اليوم شعرا مثلها.. قل ما شئت واحتفل كيف شئت وافتح شبابيك الأمل على مصراعيها.. مصر تثأر لدماء أبنائها ولا صوت يعلو في أرجاء المعمورة على صوت الحق والعدل، بعد مشاهد التفجيرات والإرهاب دفع فيها المصريون ثمنا غاليا من دماء شهدائها ومستقبل أبنائها.

«إعدام الإرهابي هشام عشماوي».. خبر أثلج الصدور، وكتب رسائل جديد في بأس الدولة المصرية بداية من عملية القبض على الرأس المدبر للعمليات الإرهابية في أحلك الأوقات التي مرت بها مصر حتى رميه في التراب.

الرسالة الكبرى التي لا تفوقها رسالة أن مصر الكنانة لا تنسى شهداءها، ولا يمكن أن تضيع دماؤهم هدرا، فمن دونها الأجساد والرقاب، يد مصر لن تُغل عن رقاب أعدائها أينما كانوا ولو بعد حين.
 
رسائل أخرى قوية في نهاية هشام عشماوي، تتعلق بقوة الدولة المصرية، ضد من يتوهمون بالتطاول وتغطية وجه مصر عن النور بالمال والإرهاب، وقوى إقليمية ودولية داعمة للميليشيات، تبدأ بتركيا وقطر، وتمتدّ إلى عواصم أوروبية تبني حساباتها على كسر شوكة مصر.
 
استغل هشام عشماوى ومن على شاكلته حالة الفوضى ما بعد 25 يناير، تورط رأس الأفعى في هجمات إرهابية على الدولة وأجهزتها، منها عملية «الكتيبة 101»، لكن مع استقرار مفاصل الدولة واستعادة التوازن النسبي في ما بعد سنوات التي تلت ثورة 30 يونيو، بدا في الأُفق أن قبضة الدولة آخذة فى الإحكام شيئا فشيئا ضاربة على رؤوس الإرهاب ومحاصرته.
 
خان عشماوي انتماءه الوطنى انتصارا لأعداء مصر، وقبل ذلك خان قسم الولاء الذى أدَّاه طالبًا في الكلية الحربية وضابطا، دخل ساحة الإرهاب مرتزِقا، قاتده قناعة مختلة، بأنه سيفلت بجرائمه اعتمادا على التنظيمات الإرهابية، لكن نسي أن مصر ومؤسساتها العسكرية لا يمكن أن تغمض عينها وتقبل أن يتحوّل واحد ممّن وضعت زى العسكرية المقدس على أكتافهم إلى مرتزق يحركه المال، حتى لو تطهَّرت منه المؤسسة ونزعت لباسها عنه. إذ يظل رهن القيم الوطنية وحسابها المغلّظ.
 
عملية القبض على عشماوي وصولا إلى حكم إعدامه بمثابة ضربة قوية لقيادات تنظيم القاعدة والدول الراعية للإرهاب، لا شك في أنه كان من القيادات الإرهابية الصعبة والخطيرة، فلديه قدرة على قراءة الجغرافيا السياسية داخل الحدود الشرقية بسيناء، وكذلك الحدود الغربية المتماهية مع الحدود الليبية.

الحكم الصادر اليوم هو الثالث في حق الإرهابى هشام عشماوى بالإعدام، حيث صدر قبل ذلك حكم بإعدامه بقضية كمين الفرافرة وقضية أنصار بيت المقدس 3، واليوم الحكم الثالت بقضية أنصار بيت المقدس.
 
احترف عشماوي القتل والتفجير والإرهاب، بعد تجرده من نعمة الولاء والانتماء لمصر، تطرفه واعتناقه للفكر التكفيرى المنحرف، تكفيره للدولة والشعب وخيانته لبنى وطنه وأهله، انضمامه للتنظيمات الإرهابية وارتكابه العديد من الجرائم، وقيامه بالتخطيط لعمليات القتل والإرهاب فى سيناء والصحراء الغربية، كل ذلك استوجب تغليظ العقاب لكن لا شيء بعد الإعدام إلا جهنم وبئس المصير.
 
المسيرة الإجرامية لعشماوى شملت ارتكابه للعديد من الجرائم الإرهابية فى سيناء، منذ انضمامه للتنظيم الإرهابى "أنصار بيت المقدس" فى عام 2012، ثم قيامه بعد ذلك بتشكيل وإنشاء تنظيم "المرابطون" ونقل نشاطه الإرهابى إلى الصحراء الغربية ومنطقة الحدود مع ليبيا، حيث خطط وشارك فى تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية فى مصر وليبيا، إلى أن سقط أخيرا فى أيدى رجال الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر.

الرسالة التي اختتمت مشهد إعدام هشام عشماوي كانت مفادها بأن مصر دولة قانون بالتوازي مع يدها الطائلة وقوة إرادتها في الثأرها لأبنائها، طبقت ذلك وبكل حزم على قضية الإرهابي الشهير ومن معه.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة