سبقه انتشار عدد من الأوبئة.. ماذا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية لـ«كورونا» وباء عالميا؟

الأربعاء، 11 مارس 2020 09:35 م
سبقه انتشار عدد من الأوبئة.. ماذا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية لـ«كورونا» وباء عالميا؟
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس

في تطور جديد، لقضيّة انتشار فيروس كورونا في العالم، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الأربعاء، إن المنظمة ترى أن تفشي فيروس كورونا يشكل وباء، وأضاف خلال مؤتمر صحفى "قلقون للغاية من مستويات الانتشار ومن مستويات عدم اتخاذ الإجراءات "اللازمة"، لذلك وصلنا إلى تقييم مفاده أن كوفيد-19 (فيروس كورونا) يمكن تصنيفه بأنه وباء".

الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية
الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية

 

 وأكد مدير منظمة الصحة العالمية، على أن عدد الحالات خارج الصين زاد بواقع 13 مثلا خلال الأسبوعين الأخيرين.

 وأضاف مدير المنظمة، خلال مؤتمر صحفي لمنظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا، أن الأسابيع المقبلة تشهد زيادة في عدد الحالات والوفيات والبلدان التي تتضرر من فيروس كورونا، مضيفا ونشعر بالقلق البالغ على وتيرة الانتشار للفيروس على دول العالم.

وتابع مدير المنظمة العالمية أن على كل القطاعات والأفراد بمواجهة فيروس كورونا، وعلى جميع البلدان مشاركة أجهزة الدولة بالكامل للحد من انتشار الفيروس.

الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان
الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان

 

الفرق بين الوباء العالمى والمرض العادى

وبعد هذا المؤتمر الصحفى العالمى، لمدير منظمة الصحة العالمية، يثور السؤال حول الفرق بين المرض العادى والوباء العالمى، أو ما الفرق بين الوباء والوباء العالمي الجائحة، وما هي الإجراءات، التي يجب اتخاذها لمواجهة الفيروس، بعد أن أصبح وباء عالمياً، فحسب تعريف منظمة الصحة العالمية للوباء بأنه "انتشار مرض بشكل سريع في مكان محدد"، أما الوباء العالمي (الجائحة) فهو "انتشار الوباء بشكل سريع حول العالم".

ويجب أن يكون المرض معديا لتحقيق شروط وصفه بالوباء، فانتشار النوبات القلبية مثلا لا يُعد وباء، كما أن وصف الوباء لا يعني بالضرورة أن المرض فتّاك أو سيوقع الكثير من الضحايا.

الكوليرا
الكوليرا

 

الفرق بين الوباء و"الجائحة"

مرض أو فيروس كورونا، الذي يحمل كثيراً من هذه الأوصاف، كان قد اقترب من تحقيق الشرط الأخير (الانتشار العالمي)، بعد إعلان إيطاليا، إسبانيا، لبنان، إيران، العراق، عمان، الكويت ودول أخرى تسجيل إصابات بالمرض مؤخرا، عقب تسجيله في الأراضي القارية الصينية، واليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، وألمانيا، ودول أخرى.

وقد سجّل مركز السيطرة والوقاية من الأمراض الأميركي CDC إصابات في 35 بلدا، لكن القائمة التي كان آخر تحديث لها صباح يوم الاثنين الماضى، لم تعد دقيقة بعد تسجيل الإصابات في العراق ودول خليجية.

 

فيروس الانفلونزا تحت المجهر
فيروس الانفلونزا تحت المجهر

 

ويقال إن هذا المركز يستعد تحسبا لإعلان كورونا وباء عالميا.

ومع إن انتشاره في هذا العدد من البلدان يعتبر كافيا من ناحية التفسير الجغرافي لوصفه بـ"الوباء"، لكن أيضا يجب أن يكون "منتشرا" في الدول التي يصيبها، وحتى الآن اقتصر انتشار الفيروس الشديد على الصين بالدرجة الأولى، وكوريا الجنوبية، وإيران (كما يبدو).

وفي حالة إيران، تتخوف الجهات الصحية العالمية من التكتم الذي فرضته هذه الدولة على معدلات انتشار العدوى، خاصة وإن الوفيات المعلنة لا تتناسب مع المعدل للعالمي للوفيات والإصابات.

كما أن دولا مثل العراق، التي تقيم تبادلا بشريا واسعا مع إيران، ولا تمتلك نظاما صحيا كفوءا، وفيها كثافة بشرية عالية، قد تكون معرضة لمخاطر تكوين بؤر عدوى شديدة.

ولكل هذا قالت منظمة الصحة العالمية خلال الأيام الماضية، إنه على العالم أن يستعد لإعلان كورونا وباء عالميا (جائحة).

فيروس انفلونزا الخنازير
فيروس انفلونزا الخنازير

 

ماذا حدث في آخر وباء؟

وإذا كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت كورونا "وباء عالميا" فقد يكون لهذا تأثيرات جدية، ووفقا لخطة التحضير لانتشار الأوبئة، على الحكومات أن تقوم بـ"تحريك كامل لنظامها الصحي، والمؤسسات، والعاملين الصحيين على مستوى الدولة، لتوزيع معدات الوقاية الشخصية والأدوية".

 

ووفقا لهذا التقدير، قد يكون إعلان الوباء تحديا هائلا أمام بعض الدول، مثلما حدث حينما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الوباء العالمي، بعد انتشار فيروس H1N1 أو مايعرف بـ إنفلونزا الخنازير في عام 2009.

وقد تعرّض هذا القرار وقتها للانتقاد من بعض الدول التي أحست إنها تحملت أعباء غير ضرورية وصرفت ثروات على لقاحات المرض، كما تسببت في حالة رعب "غير ضرورية" بينما كان الفيروس سهل الهزيمة نسبيا.

وقد يكون من بين التدابير أيضا، فرض قيود على السفر من وإلى المناطق الأشد تأثرا، أو إجبار العامة على اتخاذ تدابير وقاية غير معتادة مثل لبس الكمامات، والخضوع لحجر صحي عام أو فردي، والتلقيح الإجباري.

أبشع الأوبئة في التاريخ

وللتذكير بهذه الأمراض، التي تحوّلت من أمراض عادية إلى أوبئة بل صارت أكثر الأوبئة ضررا على البشرية خلال تاريخها الحديث، ومنها فيروس HIV أو وباء الإيدز في فترة الذروة من عام 2005 – 2012، وعلى الرغم من أن العدوى بهذا المرض الفيروسي تحتاج لتدابير غير اعتيادية، ويمكن الوقاية منها، إلا أن الإيدز قتل حوالى 32- 36 مليون شخص من أصل 74.9 مليون شخص أصيبوا به منذ تشخيصه، وبحسب المجلات الطبية فإن مثل هذا العدد يتعايش مع المرض حاليا، كما تم التعرف على المرض أول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1976

الانفلونزا الآسيوية
الانفلونزا الآسيوية

 

وباء الانفلونزا عام  1968

من الأوبئة أيضا، تطور ما يسمى بانفلونزا هونج كونج، ويعرف الفيروس علميا بـH2N2.

، وقد تمكن هذا المرض من الانتشار بسرعة خلال ثلاثة أشهر، في معظم أنحاء العالم، منطلقا من هونج كونج، التي قتل من سكانها نحو 500 ألف شخص منذ ظهوره.

الانفلونزا الآسيوية  1956-1958

الانفلونزا الآسيوية، تنتج أيضا عن نوع من فيروسات H2N2.

، وقد بدأت هذه الانفلونزا من مقاطعة جويزو الصينية وانتشرت إلى سنغافورة، هونج كونج، والولايات المتحدة الأمريكية، التي قتلت فيها أكثر من 69 ألف شخص بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، وبلغ عدد القتلى 2 مليون شخص.

وباء الانفلونزا 1918

انتشر وباء الانفلونزا بين عامي 1918 و1920، وأصاب نحو 500 مليون شخص، وبعض التقديرات تقول إن الوباء قتل 25 مليون شخص في أول 25 أسبوع من انتشاره، بمعنى مليون شخص أسبوعيا.

فيروس الإيدز
فيروس الإيدز

 

وبحسب المصادر الطبية فإن ما يفرق هذا المرض عن بقية أنواع الانفلونزا إنه قتل الشبان الأصحاء بشكل أكبر من المسنين والأطفال، مختلفا عن باقي أنواع الانفلونزا التي تقتل المرضى وكبار السن والأطفال بشكل رئيس.

وباء الكوليرا السادس 1910-1911

ظهرت الكوليرا في الهند، حيث قتلت أكثر من 800 ألف شخص، قبل أن تنتقل إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية وروسيا والولايات المتحدة، حيث قتلت 11 شخصا فقط، بسبب الإجراءات الصحية المتبعة، وعدد القتلى أكثر من 800 ألف شخص.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق