كورونا يربك أفلام الخيال العلمى الأمريكية

السبت، 04 أبريل 2020 01:49 م
كورونا يربك أفلام الخيال العلمى الأمريكية
سعيد محمد أحمد

 
أجيال كثيرة عاشت ربما كذبة كبيرة كما نعيشها اليوم فى ظل سطوة الأسطورة الأمريكية، بوصفها القوة الأولى فى العالم، وفرضت نفسها على المعمورة عبر اختراعها نموزج ومثال للقوة الخارقة تقدم دوما الحلول لكل العقد، ولا تهزم على الأطلاق فى أى مجال من مجالات الحياة.
 
الجميع شاهد ذلك عبر السينما الأمريكية وتعظيمها لذلك النموذج الخارق، بدءا من أفلام" الكاوبوى" مرورا بجيمس بوند وسيلفستر ستالونى، والعملاق الأخضر وفيجن والرجل النملة والرجل العنكبوت، وغزو العراق وقبلها حرب فيتنام، ومن ثم اخترعوا الصواريخ والصواريخ المضادة لكل شيء وموجهه إلى كل شيء وأى شيء على الكوكب.
 
الكل تلقى الرسالة على مدى عقود طويلة وترسخت فى الوجدان الإنسانى، ونسوا أو تناسوا تماما، وهم فى خضم ثورتهم التكنولوجية فى حرب الكواكب، والأسلحة الذكية، قيامهم باختراعات فى تتبع الفيروسات، خاصة ذلك "الكائن المجهول" الذى يمثل أصغر من أى شىء برغم علمهم به وبأسراره الكاملة، وفشلها فى إطلاق اسلحتها الذكية تجاهه، والتى عجزت عن أن تصيب ذلك الفيروس المعلوم والمجهول، أو معرفة حتى طرق علاجه والقضاء عليه فى الوقت الذى يحصد فيه الألاف على مدار الساعة فى كوكبنا .
 
فيما اقتصرت أحلامنا على شخصية "الفانوس السحرى" و" طاقية الأخفاء " و" فرافيرو جاى"  فى أفلام الفانتزيا المصرية، وكذا أيضا فى السينما الأمريكية باختراع " قبعة إخفاء" صغيرة جدًا يمكن بواسطتها إخفاء أشياء في منتهى الصغر في المختبر، ودون بحث جاد أو اهتمام بالبحث العلمى وبعلمائنا على مدى عقود طويلة، واكتفينا باللامبالاة مع جشع الرأسمالية العالمية المتوحشة بتكنيز الأموال عوضا عن استخدامها فى البحث والتقصي حول سلامة العنصرى البشرى والارتقاء به وانفاقها على البحوث والمختبرات العلمية  والطبية .
 
العالم اليوم، وتحديدا القوة  العظمى فى حالة من الارتباك ، ولنرى وعلى الهواء مباشرة وفى غمضة عين، الإدارة الأمريكية بكافة مؤسساتها وما تملكه من ترسانات حربية وعسكرية أمام شعوبها لا تأثير لها، ومهددة بهذا الفيروس الذى يحصد على مدار الساعة الالاف من مواطنيها وأخرها استغاثة قائد حاملة الطائرات " يو اس اس تيودور روزفلت " لوقف تفشى وباء كورونا وإصابة بعضا من طاقمها المكون من أكثر 4000 جندى ووضعهم بالحجر الصحى، وليتم عزل قائدها على الفور بسبب استغاثته العلنية، وليكشف فى الوقت ذاته مدى كذب الأعلام الأمريكي الذى صور له أن بلاده لديها ما لديها لحمايته من كل الأزمات.
 
الفيروس المتناهى الصغر كشف مدى حقيقة وواقع البطل الخارق وعجزة عن تقديم الحلول، وصدقوا أنفسهم أنهم بمنأى عن أية مخاطر، فيما بدت المنظومة الصحية الأمريكية للكثيرين منهم وكأنها قلعة من البلور ولتصاب بالعديد من الشروخ ، مما اصابتهم بالصدمة والتخبط والحيرة، وليشاهد العالم فى خضم تلك  الأزمة الإنسانية حجما من الاتهامات المتبادلة بين أمريكا والصين، وتحميل كل منهما للأخر مسئولية  ذلك الفيروس، ومع عجز ترامب برغم رصده تريليونات الدولارات عن تقديم حلول سريعة وفائقة، ووصل به العناد فى اصراره بتوجيه اللائمة إلى الصين وتسمية ب"الفيروس الصينى"، كما جاءت تصريحات ترامب الصادمة أيضا للجميع و لتلقى بظلالها السوداء على مدى خطورة القادم  والمجهول وعجزها عن وقف نزيف الإصابات المتزايد بشكل سريع ومرعب حتى فاق قدرتها على ملاحقته ليصل الأمر بأغلاق البلاد واعتبار بعض الولايات مناطق موبوئه ، وأن على الجميع أن يستعد له..
 
 وهنا بيت القصيد من كل هذ.. أين نحن مما يجرى حولنا؟.. حقيقة الأمر أن هناك حقيقة واحدة أمام كل المصريين، أولا أن ما قامت به الحكومة وتقوم به على مدار الساعة برغم أوضاعها الاقتصادية فاق ما قامت وتقوم به امريكا والعديد من دول اوروبا من إجراءات حماية لمواطنيها سواء فى الداخل أو الخارج، ومتابعة جادة ومحكمة لكل الحالات المخالطة التى ظهرت وتظهر بشكل متوال وتقديم كافة اوجه الرعاية الصحية المتبعة عالميا ، كما أن الأوضاع الحقيقة تقتصى ضرورة الالتزام بالبقاء فى المنازل مهما كانت الأسباب ولابديل عن ذلك سوى بالوعى والأدراك بخطورة الموقف على سلامة مصر والمصريين حتى يتم الخروج من تلك الأزمة بأقل الخسائر وهو الأمر الذى أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارا ، نعم إننا  نعيش على أرض الكنانة، وأكرمها  المولى عزل وجل، وتجلى على أرضها، وذكرها فى كتابة الكريم بقوله تعالى فى سورة يوسف الأية " 99 "، - وقال ادخلوا مصر انشاء الله أمنين -  ففيها الحمى، وخزائن الأرض من الثروات ما يكفى، وحصنتنا  فى السابق من المجاعة وعلاجها لكل داء، وليس بالتواكل، وانما بالأخذ بالأسباب ما يفرض علينا جميعا الالتزام بكل الضوابط حماية لنا جميعا وكل شىء مقدر بعون الله .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق