أزمة معهد الأورام من طأطأ لـ «سلام عليكم».. هكذا قادت «صوت الأمة» مدير المعهد لمحاكمة رأي عام (صور)

السبت، 04 أبريل 2020 03:24 م
أزمة معهد الأورام من طأطأ لـ «سلام عليكم».. هكذا قادت «صوت الأمة» مدير المعهد لمحاكمة رأي عام (صور)
أزمة معهد الأورام .. ننشر تفاصيلها بالكامل
مصطفى الجمل

بعد أزمة معهد الأورام .. لا حديث اليوم في مصر يفوق الحديث عن استهتار مدير معهد الأورام، الدكتور حاتم قاسم، الذي أسفر بتأخره في اتخاذ قرارات صارمة تحد من انتشار فيروس كورونا بين مرضى المعهد وأطقمه الطبية، إلى وجود ما لايقل عن 15 حالة حاملة لفيروس كورونا، فضلاً عن معاناتهم مع الأورام.

قصة أزمة معهد الأورام برمتها بدأت من هنا في «صوت الأمة»، فقبل خمسة أيام من الآن وبالتحديد يوم الإثنين الماضي الموافق 30 مارس، أبلغ نمت معلومات إلى الزميل هشام السروجي مدير تحرير صوت الأمة بوجود حالات حاملة لفيروس كورونا من المرضى وأطقم التمريض، وقتها كان توثيق المعلومة والتأكد منها من أكثر من مصدر مختلف مطلع على ما يدور داخل معهد الأورام، أولى من سرعة النشر والحصول على سبق، نعلم تمام العلم أنه سيقلب الرأي العام ويثيره، والأخطر سيفزع نفوس الأصحاء قبل المرضى عافاهم وعافانا الله.
 
أجرى الزميل هشام السروجي تحرياته الصحفية حول المعلومة المتعلقة بأزمة معهد الأورام، وكلف الزملاء محمد أبو ليلة بمتابعة الأمر، وإبراهيم الديب بالتواصل مع عميد معهد الأورام للحصول على تصريحات فيما منسوب للمعهد، حتى توصل لطبيبة لها منصب مرموق بالمعهد تدعى ريم، أكدت له معلومته وزادته من الشعر بيتاً، وأكدت له أن سبب انتشار المرض، عدم التزام ممرض بفترة العزل المنزلية، ونزوله إلى العمل حاملاً للفيروس، ومخالطته للمرضى والأطقم الطبية، بعدها بدقائق تولت الطبيبة نشر الأمر على جروبات الأطباء بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لينتشر حديثها كالنار في الهشيم، وبعد عشر دقائق كان المنشور محذوف، وبالتواصل معها للوقوف على سبب الحذف، قالت إنها تعرضت لضغوط كبيرة من إدارة المعهد.

ذعر بين مرضى الأورام بسبب إصابة ممرضين بكورونا.. الطبيبة صاحبة المنشور تحذفه.. ومصدر مسئول ينفي

ecfc5bab-a916-4585-ac66-d1ec4b1c6565 - Copy

 

وقتها كان النشر ضرورياً والمواجهة أمر حتميٌ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، على أن نتولى مواجهة عميد المعهد بما لدينا من معلومات وما ذكرته الطبيبة قبل أن تمسح بناء على ضغط منه ومن معاونيه، فتولى الزميل إبراهيم الديب، التواصل معه، وعرض الأمر عليه للحصول على رد وافي منه، والأهم الوقوف على الاجراءات المنتظر اتخاذها لحماية هؤلاء المرضى أصحاب المناعة الضعيفة، إلا أن الرجل لم يظهر لنا سوى عجرفة مصحوبة بتشنجات صوتية، آخرها نفي قاطع لوجود أي حالات حاملة للفيروس في المعهد، وتحت هذه الجملة مائة خط.

لم يكن هناك بدٌ، من تتبع الأمر رغم النفي فنحن لسنا بصدد معلومة تحص علاوة أو حافز أو مباراة كرة قدم أو فستان فنانة، بل حياة أرواح تختلط بالمئات كل يوم، ليبدأ الأمر يأخذ منحنى مختلفاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا يقول كلمة وذاك يرد بمعلومة، ولكنها كلها كانت مجرد تخمينات، وفي كل مرة كنا نتواصل مع عميد المعهد لنطلع على الجديد في الأمر إلا أنه منذ آخر مكالمة، قطع الاتصالات مع الصحافة ورفض الرد على الجميع.

شهادات من كارثة إصابات كورونا بمعهد الأورام.. هل تطيح بمدير المعهد؟

 ثلاثة أيام يأكل الذعر في قلوب أسر المرضى بصفة خاصة، والشعب بصفة عامة، وهذا الرجل منزوع الرحمة والإنسانية والمهنية صامت لا يرد، حتى خرج ليلة أمس، عبر برامج تليفزيونية ليؤكد ما واجهناه به مراراً وتكراراً وكان يصر على النفي، خرج ليؤكد أن المعهد لا يضم حالة ولا حالتين بل خمسة عشر.

Inkeddd401730-cd59-4722-91af-ce139f3d2ea2_LI - Copy

 

بعد انفراد "صوت الأمة".. مدير معهد الأورام يعترف بوجود 15 حالة إصابة بكورونا

هذه لم تكن النهاية، بل بداية النهاية للرجل المغرور، فبعد ساعات من إعلانه عدد حالات كورونا بين مرضى المعهد، تجمهر عشرات الممرضين أمام مكتبه مالطبين إياه بإجراء مسح طبي لهم، للتأكد من خلوهم من المرض، والحفاظ على أنفسهم وسرهم وحياة المرضى المخالطين لهم ليل نهار، إلا أن الرجل لم يكن قد تعلم الدرس بعد، فأجابهم بنفس النبرة المتعالية: «امشوا من هنا.. انا مش فاضيلكم».

أطقم تمريض معهد الأورام تطالب بالكشف عليهم ضد كورونا والعميد يتجاهلهم

وثقت «صوت الأمة» شهادات الممرضين، ونشرتها في تقرير، أرسلناه لرئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت،  الذي بادر مشكوراً بفتح تحقيق في الأزمة برمتها، وإعلانه تكفل جامعة القاهرة بالمسح والفحص الطبي، لكل من أطقم المعهد الطبية وكذلك المرضى، لاكتشاف المصاب منهم بفيروس كورونا.

استجابة لـ«صوت الأمة».. جامعة القاهرة تتكفل بالمسح الطبي للمرضى والأطقم الطبية بمعهد الأورام

 
Untitled

 

حالة من الجدل والذعر سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تصرفات عميد المعهد، وسط مطالبات بإقالته بل ومحكامته على ما اقترفه في حق أبرياء لا ذنب لهم بأن تتكالف عليهم ثلاث أمراض هم الأشد خطورة على حياة أي إنسان «السرطان – كورونا – الخوف».

وتبع ذلك تحركات برلمانية واسعة، وطلبات إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزيري الصحة والتعليم، ورئيس جامعة القاهرة بشأن هذه الكارثة.

بعد انفراد «صوت الأمة».. أول تحرك برلماني بشأن كارثة إصابة أطباء بمعهد الأورام بكورونا

 

363202-WhatsApp-Image-2020-04-04-at-12.51.05-PM

 

تعليقات (1)
يارب سلم
بواسطة: فاطمة
بتاريخ: السبت، 04 أبريل 2020 05:15 م

الله

اضف تعليق