الأطباء والممرضون.. أبطال على خط المواجهة

الأحد، 05 أبريل 2020 06:00 ص
الأطباء والممرضون.. أبطال على خط المواجهة
الطبيب أحمد عبده اللواح
إيمان محجوب

أحمد اللواح.. أول شهداء الرحمة.. وأطباء العزل يحفرون أسمائهم في لوحة الشرف الوطنى

نائب مستشفى أبو خليفة: مش هنروح بيوتنا غير لما تنزاح أزمة "كورونا".. مفتشة تمريض: ممرضات مستشفى العزل بالأقصر قدموا ملحمة طبية غير مسبوقة
 
أكثر من ٢٥ الف طبيب مصري داخل مستشفيات العزل والحميات ومكاتب الصحة واقسام رعاية الحالات المزمنة والطوارئ يخوضون حرب ضارية لمواجهه فيروس كورونا، والحد من انتشاره للحفاظ علي ارواح المواطنيين ويحافظوا علي سمعة اقدم مدرسة طب في الشرق الأوسط، واول مدرسة طب في العالم في العصر القديم.. هذه المعركة التي ينتظر المتربصون بمصر وشعبها خسارتنا فيها سننتصر فيها بأذن الله لتصبح مصر واطباءها حديث العالم.
 
وكان اول شهداء هذه الحرب الطبيب "أحمد عبده اللواح"، أستاذ التحاليل الطبية بجامعة الأزهر، الذي وافته المنية في ساعة مبكرة من صباح الإثنين الماضى، عن عمر يناهز 57 عامًا إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد"، وقالت مي اللواح، شقيقة الطبيب الراحل أن أبنه شقيقها البالغة من العمر 24 عاما أصيبت أيضًا بالفيروس وتم نقلها لمستشفى العزل، لكن حالتها أفضل من حالة والدها، موضحة إن شقيقها شعر بأعراض المرض فقام بعزل نفسه في غرفته بعيدًا عن أسرته، وقام بتمريض نفسه ولم يذهب لمعمله أو للجامعة، مؤكدة أن حالة شقيقها لم تتحسن وذهب للمستشفى الخميس الماضي وتأكد من إصابته بفيروس كورونا وتم نقله لمستشفى العزل بالإسماعيلية لكنه توفي على الفور نظرًا لتأخر الحالة، مؤكدة أن الفيروس انتقل لشقيقها من أحد المرضى في المعمل أثناء ممارسته لعمله وأجرائه لبعض التحاليل الطبية.
 
لم يكن "اللواح" فقط من اصيب بفيروس كورونا اثناء تعامل الاطباء مع المرضي فهناك ٢٦ اصابة حيث اكد الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء،  إن إجمالى عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بين أعضاء الفريق الطبى فى مصر، وصل إلى 26 حالة إصابة حتى الآن، بينهم 6 من الأطباء البشريين، وصيدلى واحد، 7 من فرق التمريض، و4 من المراقبين الصحيين، و5 من فنيين المعامل، و3 من فنيين الأشعة، مشيرا إلى أن إصابات الأطباء تتضمن استشاري صدر دمياط، دكتورة حميات منوف، استشاري الباطنة في مستشفي الطلبة جامعة القاهرة، ودكتورة رعاية مستشفي الشروق بالهرم ودكتور بمستشفى المنيرة.
 
وكما يوجد شهداء ومصابين في الحرب التي يخوضها  جيش مصر  الابيض للحد من انتشار فيروس كورونا فهناك  قصص فداء سوف يذكرها التاريخ ابطالها افراد من جيش مصر الابيض في كل مستشفيات العزل التي تصل لحوالي ٣٥ مستشفي عزل علي مستوي الجمهورية وتقديرا لجهودهم  اضاءت مصر معالمها الاثرية ومنها اهرامات الجيزة برسالة شكر لاطباء مصر واطقم التمريض والمسعفين المعاونه لهم وتضمنت الرسالة  "شكرا لهؤلاء الذين يبقونا آمنين"
 
ورصدت (صوت الامة ) بعض القصص البطولية الرائعة قام بها الأطباء وجميع أعضاء الفريق الطبي بالمستشفيات لمواجهة انتشار فيروس كورونا، بعد أن تركوا أسرهم وأطفالهم لينقذوا حياة المرضى من فيروس ليس له علاج حتى الآن،

قصص بطولات مستشفي عزل المنصورة 
الطبيبة آية الحديدي، رئيسة العناية المركزة بمستشفى صدر بمدينة المنصورة، رافقت إحدى المريضات من الدقهلية إلى مرسى مطروح التي استغرقت 6 ساعات قبل أن ترحل الحالة لتكون أول وفاة مصرية بكورونا.. تركت الطبيبة طفلها وأسرتها ولم تتأخر عن مهمتها الإنسانية، وعلقت على ما قامت به بقولها: “أنا مكنتش خايفة من شيء إحنا طول عمرنا بنتعامل مع الالتهاب الرئوي طبيعي ومتعودين على ده، وهي كان لازم تتنقل وأخذت الاحتياطات بتاعتي ولبست البدلة الوقائية، لكن كان كل همي أحاول أنقذ حياتها”.
 
اما الدكتور محمد الجمل مدرس الامراض الصدرية بطب المنصورة فقد ذهب تطوعا واختياريا حتي يقود كتيبة كاملة داخل مستشفى العزل بالمنصورة  وضرب مثال في التضحية والفداء للوطن والاخلاص لمهنة الطب
 
شعب مصر لن تنقطع عنه جينات  البطولة  والتضحية فهي مغروسة في جذوره منذ الاف السنيين، حيث سطر مفتش صحة مدينة دهب السياحية الدكتور محمد حسين  قصة بطولية في حرب اطباء مصر ضد الحد من انتشار فيروس كورونا، فبرغم ان مدينة دهب مدينة سياحية  تواجد فيها الاف السياح ومع انتشار الفيروس القاتل هرب منها معظم المواطنين الا الاطباء والممرضين والمسعفين ، ومنهم الدكتور محمد حسين الذي من المفروض ان تنتهي مدة خدمته في ٢٨ مارس الا انه ظل في مدينه دهب التي قضي فيها شبابه بعد تخرجه من كلية الطب ويقوم يوميا بمليء خزانات التطهير بنفسه ويمشي في شوارع دهب ليطهرها يوميا من الفيروس اللعين ، لدرجة ان اهالي مدينة دهب من كثرة تفانية في تطهير الشوراع لوقايتهم يخرجون لتحيته كل يوم.
 
 قصة اخري بطالتها الدكتورة رحاب عبد الفتاح، الطبيبة التي رفضت مغادرة مستشفى العزل بعد انتهاء فترة تكليفها، والتي قالت إنها تفاجأت من حديث الكثير من الناس عنها خلال الفترة الأخيرة، قائلة: "أنا مش شايفة إني بعمل حاجة كبيرة"، مشيرة إلى أن كل الأطباء يقومون بعملهم من أجل خدمة المجتمع، متابعة: "أنا شايفة كل طبيب يقوم بدوره في مواجهة كورونا بطل".

بطولات مستشفي اسنا بالاقصر 
وفى مشهد مبهج يؤكد على تكاتف وتوحد الأطباء فى مستشفى إسنا التخصصى التى تم تخصيصها لتصبح أول مستشفى للعزل والحجر الصحي بمحافظة الأقصر وجنوب الصعيد، التقط عدد من الأطباء والتمريض المكلفون بالعمل داخل المستشفى لخدمة الحالات الإيجابية وحالات المشتبه فى إصابتهم بـ"فيروس كورونا" صور سيلفي من قلب العناية المخصصة للحجر الصحى، مع ١٣ حالة عقب تعافيهم تماما من الفيروس وظهور  تحاليلهم سلبية وهم من المصريين والجنسيات المختلفة، للتأكيد على قوتهم وقدرتهم على مواجهة هذا الفيروس بالابتسامة والضحكة دون أية مشكلات.
 
وقال الدكتور حسام فتحي احد أطباء الحجر الصحي  ” أنا موجود بالمستشفى من يوم الأربعاء 11 مارس واستقبلنا أول حالة يوم الجمعة 13 مارس الساعة 11 مساء ومن حينه وأنا جزء من فريق العزل المسؤول عن الكشف الطبي وعلاج المصابين ومشاركة في مكافحة العدوي، كما قالت الدكتورة آلاء إسلام، إحدى طبيبات العزل الصحي في الأقصر، إنها اضطرت أن تخفي على أهلها أنها تعمل في الأقصر في الفترة التي ظهرت فيها حالات الإصابة بفيروس كورونا، مشيرة إلى أنها كان أمامها خيارين، إما البقاء أو الاستمرار في العمل لرعاية الحالات، وإنها عملت معهم لمدة، وأنها لم تتردد لحظة أن تبقى، على الرغم من خوفها أن تنقل العدوى إلى أهلها وليس على نفسها.

بطولات مستشفي عزل النجيلة بمطروح 
هي اول مستشفي خصصت لعزل المصابين بفيروس كورونا في مصر ، كما استقبلت المصريين الذين عادوا من  مدينة ..ووهان ..  الصينية  حيث  قضي الاطباء، شهرا ونصف الشهر متواصلين دون إجازة بمستشفى النجيلة بمطروح، وقبل تخصيص المستشفى للعزل عرضت وزارة الصحة على الأطباء المشاركة وتركت لهم حرية الرفض أو الموافقة، ولم يجبر أحد على الحضور.
 
الأطباء لم يتطوعوا فقط بتقدم الصفوف في ظل تلك الظروف، بل كان لهم دور كبير في التوعية، حول الفيروس وسبل مواجهته من خلال تواصلهم مع المواطنين عبر وسائل التواصل الحديثة ومواقع التواصل الإجتماعي، بل والمشاركة باستشارات طبية في مختلف التخصصات تهدف للحد من النزول للشارع. ومنهم الدكتور الشاب محمد علام، نائب مدير مستشفي النجيلة المخصصة لعزل مصابي كورونا بمحافظة مرسي مطروح، الذي سخر جزء من وقته للظهور في أكثر من فيديو لتوضيح أسباب المرض وطرق الوقاية منه.
 
وتضم مستشفى النجيلة أطباء من مختلف التخصصات عناية مركزة، وباطنة، وحميات، وصدر، وآخرين اختيروا لحصولهم على شهادات مكافحة العدوى
وقالت رضا محمد ، مفتشة الخدمات التمريضية بمستشفى الحجر الصحي في الأقصر، إن التمريض قدم ملحمة غير مسبوقة في تقديم الخدمات لمرضى فيروس كورونا في مستشفى العزل بالأقصر، مشيرة إلى أن الطبيب يشخص الحالة ويكتب لها الأدوية، أما طاقم التمريض فهم من يتعاملون مباشرة مع المصابين، موضحة أن مستشفى العزل في الأقصر كان بها 74 ممرضة، وجميعهم متزوجات ولهم أسر وعائلات ولم يترددوا لحظة في التعامل مع الحالات مع زيادتها يومياً، بل أظهروا دورا بطوليا كبيرا طوال فترة عملهم في المستشفى ولم يدخروا أي جهد في التعامل مع المرضى وتقديم الخدمات لهم.
 
وأوضحت رضا محمد أنه قبل تحويل المستشفى إلى عزل صحي، تم تجهيزها وتدريب طاقم التمريض والأطقم الطبية، وكان هناك التزام كبير بالأساليب الوقائية القياسية، ولهم كل التقدير على ما قدموه في هذه الأزمة، مؤكدة أنه كان يتم تقديم الأطعمة التي يرغبون فيها، ويتم التعامل معهم بطرق ترفع من روحهم المعنوية.
 
ووجه محمد رضا، نائب مدير مستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية، رسالة للمصريين وقال لهم، "ادعمونا واسمعوا الكلام وابقوا في منازلكم... نحن على خط المعركة"، وواصل قائلًا :"مش هنروح من المستشفى لبيوتنا غير لما الازمة تنزاح ومتبرعون بأجسادنا وبروحنا حتى تنتهى الأزمة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق