الأديان السماوية حرمت التنمر وتؤثم المتنمرين.. والشريعة الإسلامية تعاقب على ذلك

الأحد، 19 أبريل 2020 04:00 ص
الأديان السماوية حرمت التنمر وتؤثم المتنمرين.. والشريعة الإسلامية تعاقب على ذلك
دار الإفتاء
إيمان محجوب

الانبا باخوم: المسيح نهر الذين يرمون المجدليه بالخطايا، وقال "من كان منكم بلا خطيئه فليرمها بحجر"
 
اتفقت الأديان السماوية على رفض التنمر، وهو ما أكده رجال الدين المسلمين والمسيحين على حد سواء.
 
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أكد أن احترام حرمة الميت وآدميته وإنسانيته واجب شرعي ووطني وإنساني، وقد مرت جنازة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهبّ صلى الله عليه وسلم واقفا، فقيل له : إنه جنازة يهودي، فقال صلى الله عليه وسلم: " أليست نفسًا"، وحذر جمعه من الجرأة على حرمة الإنسان حيا أو ميتا، أو التعرض لمنع دفنه أو مجرد تعطيل الدفن أو تأخيره، فذلك مناف لكل القيم الدينية والأخلاقية.
 
وأكد الدكتور خالد عمران، أمين عام دار الفتوى، أن المتوفى بفيروس كورونا المستجد يتم احتسابه من الشهداء، مشددًا أن دفن الجثمان نوع من التكريم كفله الشرع لكل ميت لقوله تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم»، موضحاً أن إظهار السخرية والتنمر علي مصابي كورونا فعل بذيء يعاقب عليه الشرع.
 
اما الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، فقد أكد في بيان لدار الافتاء أن رفض دفن المتوفين بفيروس كورونا نوع من الغوغائية، منوهًا بأن عقاب الأفراد الذين يمنعوا عمليات الدفن أمام الله شديد، فضلًا عن الإجراءات القانونية للدولة.
 
ولمواجهة التنمر، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى ، أن الإسلام أعلى من قيمة السلام، وأرشد أتباعه إلى الاتصاف بكل حسنٍ جميل، والانتهاء عن كل فاحش بذيء، حتى يعمَّ السلامُ البلاد، ويَسْلَم كل شيء في الكون من لسان المؤمن ويده، وقال الأزهر في تقريره نشره عن مواجهة التنمر: «ولا عجبَ -إذا كانت هذه رسالة الإسلام- أن يكون أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة هو حسن خُلُقِه، قال صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ» أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأن يكون الخلق الحسن دليلًا على كمال الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» أخرجه الترمذي.
 
وأضاف: إن التَّنمر لمن السلوكيات المرفوضة التي تُنافي قيمتي السلام وحسن الخلق في شريعة الإسلام... والتنمر لمن لا يعرفه هو: شكل من أشكال الإساءة والإيذاء والسخرية يُوجَّه إلى فرد أو مجموعة أضعف من قِبِل فرد أو مجموعة أقوى بشكل متكرر، بحيث يلجأ الأشخاص الذين يمارسون التنمر ضد غيرهم إلى استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى مبتغاهم، وسواء أكان الفرد من المُتنمرين أو يتعرّض للتنمّر، فإنه مُعرّض لمشكلات نفسيّة خطيرة ودائمة.
وتابع: وقد حرم الإسلام الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة، فقال تعالى: «..وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» 
 وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» أخرجه ابن ماجه، موضحًا: والضرر الذي وجه الإسلام لإزالته ليس الجسدي فقط، وإنما وجَّه -كذلك- لإزالة الضرر النفسيّ الذي قد يكون أقسى وأبعد أثرًا من الجسدي، قال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» ، وقال أيضًا: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ –أي: وَجَّهَ نحوه سلاحًا مازحًا أو جادًا- فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ»
 
اما الأنبا باخوم المعاون البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية في الكنيسة الكاثوليكية بالقاهرة، فقال لـ"صوت الأمة"، أن الاعتراض علي دفن الموتي والتنمر علي المصابين بفيروس جريمة ضد الانسانية، وضد كل القيم الدينية والروحية، مؤكداً أن الكتاب المقدس نهى عن ذلك في انجيل متي ( وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ ".
 
وشدد الأنبا باخوم على أن كل التعاليم الكتب السماوية تدعو الي تعظيم خلق الله وهو الانسان وتدعو للتسامح والسمو.
 
وقال الانبا ارميا حلمي راعي كنيسة الانبا بولا بارض الجولف لـ"صوت الأمة"، أن تعاليم المسيحية والانسانية تنهي عن التنمر، لان رسالة المسيح جاءت لخلاص الانسان من كل اوجاعه وخطاياه، كما أن المسيح نهر هؤلاء الذين يرمون المجدليه بالخطايا، وقال "من كان منكم بلا خطيئه فليرمها بحجر"، فالمسيحيه تحث علي التسامح وقبول الاخر، مضيفاً " موعظه الجبل التي خلص فيها المسيح إلي رسم كل معالم الإنسانية واضحة، حيث دعا الي وحدة الانسان ويجب معاونته لا التنمر عليه، وإنما الصلاة من اجله".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق