صحابيات الهدى.. «أم عمارة» بطلة اليمامة العجوز

الأحد، 26 أبريل 2020 08:00 م
صحابيات الهدى.. «أم عمارة» بطلة اليمامة العجوز
ولاء عكاشة

تعتبر أم عمارة من أوائل الصحابيات  الجليلات، إذ كانت ممن بايعن النبي، في ليلة العقبة، حيث تروي لنا أم عمارة كيف كانت بيعتها، يومها وفقا لما أخرجه ابن أسعد في الطبقات وتقول: «كان الرجال يصفقون على يدي رسول الله، ليلة العقبة، والعباس عم النبي أخذ بيد رسول الله، فلما بقيت أنا وأم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي السلمية نادى زوجي غزية بن عمرو: يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا تبايعانك فقال: قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء».
 
وكانت نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية، وكنيتها أم عمارة، أخت عبدالله بن كعب الذي شهد بدرا، وأخت أبي ليلى عبدالرحمن بن كعب لأبيهما وأمهما، تزوجها ابن عمها زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف، فولدت له عبد الله وحبيب، اللذين صحبا النبي. 
 
ضربت لنا أم عمارة أقوى مثال للمرأة المسلمة، على مر العصور، فشهدت الصحابية الجليلة، ليلة العقبة وغزوة أحد والحديبية ويوم حنين وبيعة الرضوان ويوم اليمامة وغيرها، وقدمت ابنائها للشهادة، فظلت أم عمارة تحظى بمكانة كبيرة في حياة الخلفاء الراشدين.
 
كان لها دور بارز في يوم «أحد»، حيث شاركت يومها مع ابنها وزوجها، وخرجت تسقي الجرحى، وقاتلت حتى جرحت بضعه عشر جرحا، وأبلت بلاء حسنا، و قال عنها رسول الله: «يوم أحد ما التفت يمينا أو شمالا إلا وأراها تقاتل دوني».
 
قتل ابنها حبيب على يد مسيلمة الكذاب، الذي ادعى النبوة في قومه، بني حنيفة في اليمامة، فعندما أرسله رسول الله لمسيلمة، سأله الكذاب: «أتشهد أن محمد رسول االله؟، ليرد عليه حبيب بـ نعم، ثم سأله مسيلمة ثانية: تشهد أني رسول الله؟، فرد عليه: أنا لا أسمع»، وتكرر ذلك أكثر من مرة وقتها، حتى أخرج مسليمة سيفه، وقطع حبيب عضوا عضوا، ومات شهيد رضي الله عنه، وعندما علمت بنت كعب بمقتل ابنها، احتسبته صابرة شهيدا عند الله سبحانه وتعالى.
 
وقتل ابنها الآخر، عبد الله بن زيد، يوم الحرة، ويذكر أنه من قتل مسيلمة الكذاب بسيفه. من أبرز أدوار الصحابية الجليلة، مشاركتها في معركة اليمامة، لقتل مسيلمة الكذاب، رغم أن عمرها كان قد تجاوز الستنين وقتها، ولكن لم تضعف عزيمتها، فقد استأذنت من ابو بكر الصديق ، للخروج مع من خرج لقتال مسيلمة الكذاب، فسمح لها، فكانت من أبطال اليمامة، وعندما قتل ابنها عبد الله مسيلمة، سجدت لله شكرا.
 
وتوفيت رضي الله عنها في مطلع خلافة عمر بن الخطاب، في السنة الثالثة للهجرة، ودفنت في البقيع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق