3 صدمات لاقتصاد المملكة.. السعودية تتسلح بالإجراءات المؤلمة لمواجهة كورونا

الإثنين، 11 مايو 2020 09:30 م
3 صدمات لاقتصاد المملكة.. السعودية تتسلح بالإجراءات المؤلمة لمواجهة كورونا
محمد بن عبدالله الجدعان وزير المالية السعودى

أملا في الخروج من الأزمة بأقل الأضرار الممكنة، تعمل المملكة العربية السعودية، على عدة أصعدة تستهدف حماية اقتصاد المملكة لتجاوز أزمة جائحة كورونا العالمية غير المسبوقة وتداعياتها المالية والاقتصادية، كان من بينها إصدار عدة إجراءات، من بينها إلغاء بدل غلاء المعيشة بداية من يونيو المقبل، ورفع ضريبة القيمة المضافة من 5% لـ 15% بدءا من يوليو.

وتسبب أزمة وباء كورونا في تكبيد الاقتصاد السعودي نحو 100 مليار ريال، بحسب ما قاله وزير المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط السعودى محمد بن عبدالله الجدعان، الذي أكد أن هذه الإجراءات تأتى استكمالاً للقرارات المتخذة مسبقاً للحد من تفاقم الآثار السلبية للأزمة من مختلف جوانبها الصحية والاجتماعية و الاقتصادية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس»، عن الجدعان قوله، إنه بلغ أثر ما تم إقراره من إجراءات 100 مليار ريال تقريبا، شملت: إلغاء أو تمديد أو تأجيل لبعض بنود النفقات التشغيلية والرأسمالية لعدد من الجهات الحكومية وخفض اعتمادات عدد من مبادرات برامج تحقيق الرؤية والمشاريع الكبرى للعام المالى (1441 - 1442 هـ) (2020م).
 
واستطرد، إضافة إلى ذلك تقرر إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءا من شهر (يونيو) لعام (2020م)، وكذلك رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من (5%) إلى (15%) بدءاً من الأول من شهر (يوليو) لعام (2020م)، مؤكدا أن الحكومة مستمرة فى اتخاذ القرارات الضرورية لحماية المواطنين والمقيمين والاقتصاد بشكل مبكر للحد من تفاقم الأزمة وتبعاتها.
 
وأردف وزير الاقتصاد السعودى: «لرفع كفاءة الصرف، تم تشكيل لجنة وزارية لدراسة المزايا المالية التى تصرف لجميع العاملين والمتعاقدين المدنيين ومن فى حكمهم الذين لا يخضعون لنظام الخدمة المدنية فى الوزارات والمصالح والمؤسسات والهيئات والمراكز والبرامج الحكومية، والرفع بالتوصيات خلال (30) يوماً من تاريخه».
 
وشدد على أن الأزمة العالمية لانتشار الجائحة تسببت بثلاث صدمات لاقتصاد المملكة كل منها كفيل بإحداث تغيير مؤثر على أداء المالية العامة واستقرارها ما لم تتدخل الحكومة بإجراءات لاستيعاب هذه الصدمات، مشيراً إلى أنه نتج عن انتشار الوباء وما اتخذته دول العالم من إجراءات احترازية صدمة أولى تمثلت فى انخفاض غير مسبوق فى الطلب على النفط أثّر سلباً على مستوى الأسعار وأدى إلى انخفاض حاد فى الإيرادات النفطية التى تعد مصدراً كبيراً للإيرادات العامة لميزانية الدولة.
 
كما تمثلت الصدمة الثانية فى تسبب الإجراءات الوقائية الضرورية المتخذة للحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين وسلامتهم ومنع انتشار الجائحة فى توقف أو انخفاض كثير من الأنشطة الاقتصادية المحلية وانعكس ذلك سلباً على حجم الإيرادات غير النفطية والنمو الاقتصادي.
 
أما ثالث هذه الصدمات المؤثرة على المالية العامة، فكانت الاحتياجات الطارئة على جانب النفقات غير المخطط لها التى استدعت تدخل الحكومة من خلال زيادة الاعتمادات لقطاع الصحة بشكل مستمر لدعم القدرة الوقائية والعلاجية للخدمات الصحية، إضافة إلى اعتماد عدد من المبادرات لدعم الاقتصاد وتخفيف أثر الجائحة والمحافظة على وظائف المواطنين.
 
وبيّن الوزير السعودى، أن هذه التحديات مجتمعة أدت إلى انخفاض الإيرادات الحكومية، والضغط على المالية العامة إلى مستويات يصعب التعامل معها لاحقاً دون إلحاق الضرر بالاقتصاد الكلى للمملكة والمالية العامة على المديين المتوسط والطويل، وبالتالى وجب تحقيق مزيد من الخفض فى النفقات، وإيجاد اجراءات تدعم استقرار الإيرادات غير النفطية وبناءً عليه، قامت وزارتا المالية والاقتصاد والتخطيط بعرض التطورات المالية والاقتصادية والإجراءات المقترحة لمواجهة هذه التطورات، حيث صدر التوجيه باتخاذ أكثر الإجراءات ملائمة وأقلها ضرراً وأخفها حدة.
 
وأوضح الوزير الجدعان: أننا أمام أزمة لم يشهد العالم مثيلاً لها فى التاريخ الحديث، من أهم سماتها عدم اليقين وصعوبة معرفة واستشراف مداها وتداعياتها فى ظل تطورات يومية تتطلب من الحكومات التعامل معها باليقظة والقدرة على اتخاذ القرارات الملائمة فى الأوقات المناسبة وسرعة الاستجابة والتكيف مع الظروف بما يحقق المصلحة العامة وحماية المواطنين والمقيمين وتوفير الاحتياجات الأساسية والخدمات الطبية الضرورية.
 
واختتم تصريحاته بقوله، إن الإجراءات التى تم اتخاذها اليوم وإن كان فيها ألم إلا أنها ضرورية وستكون بإذن الله مفيدة للمحافظة على الاستقرار المالى والاقتصادى من منظور شامل وعلى المديين المتوسط والطويل، لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق