مأساة إنسانية في قها: كورونا يحول حياة طالب الثانوية إلى جحيم

الإثنين، 25 مايو 2020 02:00 م
مأساة إنسانية في قها: كورونا يحول حياة طالب الثانوية إلى جحيم
كورونا

مأساة إنسانية صعبة عاشها مصطفي بعد وفاة والده بسبب فيروس كورونا وإصابة كل أفراد الأسرة بالفيروس القاتل، وهو ما بدل حياته من طفل إلى رجل صار مسئولا عن أسرته بعد وفاة الأب صاحب الـ47 عام والذي كان يعمل مسئول حماية مدنية بسنترال العتبة التابع لشركة المصرية للاتصالات.

وقال مصطفي صبحي أبوجبل: «في البداية كنت أسمع عن فيروس كورونا مثل أي شخص ولم يخطر أبدا على بالي أنه سيصيب والدي». وتابع: فوجئنا بظهور أعراض برد لمدة يومين فقط علي والدي فهو عمره 47 عاما ويعاني من مرض الضغط، فقام بالكشف وتم تحويله لمستشفي حميات بنها وتم أخذ عينة منه، وتوفي عقب ذلك قبل ظهور نتيجة العينة، وثاني يوم أبلغتنا مديرية الصحة أنه كان يعاني من كورونا، فقمت وأشقائي وبعض أقاربي بالتوجه لأخذ مسحات مننا، وبالفعل أثبتت المسحات إصابتي وشقيقتي الصغرى 6 سنوات، وخالي ونجل عمي ووالدته، ومكثنا 5 أيام بمستشفي حميات بنها وتم تحويلنا لمستشفي قها للحجر الصحي، ومنهم من نقل لمستشفيات عزل أخرى.

وأكمل مصطفي: «مكثت في مستشفي قها للحجر الصحي، 7 أيام  مريرة، بالرغم من أن جميع أطقم الأطباء والتمريض غاية في الاهتمام والرعاية بجميع المرضي». وتابع قائلا: كان الأفطار يأتي بالصباح والعلاج في حدود الساعة 12 ، ثم تأتي وجبتا الغداء والعشاء سويا، والعلاج في تمام الساعة 12صباحا، فضلا عن قيام الممرضين بالدعم النفسي لي وتشجيعى علي المقاومة والعلاج ،حيث أن حالتي النفسية كانت سيئة بعد وفاه والدى الذى كان يمثل لي كل شيء.

وأضاف: كورونا ليس عارا، فهو مرض وابتلاء من الله ،عندما علمت بإصابتي كتبت علي صفحتي على الفيس بوك أننى مصاب وسأذهب لمستشفي العزل وطلبت من جميع المخالطين لي الاطمئنان علي أنفسهم ،حتي لا أتسبب في أذى لأى شخص. وأكمل مصطفي أنه يقوم حاليا بمتابعة دروسه ومذاكرته حيث أنه طالب ثانوية عامة، مشيرا إلي أن تلك الظروف أثرت عليه كثيرا ولكنه يقاوم من أجل تحقيق وصية والده بالنجاح مطالبا الجميع بالدعاء له بالنجاح والتوفيق.

ونشرت مستشفى العزل بقها، بمحافظة القليوبية رسالة دعم وتشجيع للطالب ابن قرية كفر الدير مركز شبين القناطر، والذى صبر على مقاومة فيروس كورونا وذلك بعد وفاة والده، وإصابة أسرتها بأكملها بالفيروس. وأوضحت المستشفى فى منشور على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك: «كل المرضى الأبطال عندنا مش هننساكم حتى بعد شفاءكم ودايما فى بالنا وبندعيلكم بالتوفيق، الطالب البطل طالب بالصف الثالث الثانوى أصيب بفيروس كورونا، وكل أسرته (والده وأخته وخاله وجدته وابن عمه وزوجة عمه)».

وتابعت: توفى والده متأثرا بكورونا فى مستشفى الحميات قبل نقله وتم نقل الأسرة لمستشفى قها للحجر الصحى وتلقوا رعاية واهتمام، وكان مصطفى لافتا للنظر بشجاعته ومعنوياته العالية واهتمامه بدراسته حتى فى وقت المحنة، كأنه بيرسل رسالة إننا أقوى من المرض وسننتصر عليه وان المستقبل لنا بإذن الله». وأضافت المستشفى: «مصطفى الحمد لله خرج تعافى وبيجهز نفسه لامتحانات الثانوية العامة قريبا وكلنا بندعيلك يا مصطفى، شد حيلك يا بطل».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق