الإخوان ينشرون كورونا في ليبيا.. من هنا بدأت الحكاية (تحليل)

الجمعة، 05 يونيو 2020 01:00 م
الإخوان ينشرون كورونا في ليبيا.. من هنا بدأت الحكاية (تحليل)
رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ورئيس المجلس الأعلى للدولة الاستشاري خالد المشري
محمد الشرقاوي

في أبريل الماضي، كانت وتيرة أعداد مصابي فيروس كورونا في ليبيا منخفضة للغاية، درجة كانت تدخل في 8 و9 أيام دون تسجيل حالة واحدة، غير أنه في ليلة وضحاها، قفزت الأعداد بشكل كبيرة، وصلت حتى الآًن لأكثر من 200 حالة.
 
 
الرقم وإنه ظنه البعض بسيطاً، إلا أنه لم يكن سيصل إلى تلك الحالة، فمنذ اللحظات الأولى بالنسبة للأوضاع القائمة هناك وتدهور الوضع الأمني والصحي، يكون من الصعب السيطرة على الفيروس في ظل استمرار تزايد الأعداد.

المرتزقة ينقلون الفيروس
من اللحظات الأولى لظهور فيروس كورونا في ليبيا، اتخذت الحكومة الليبية – المؤقتة- إجراءات مكثفة، وطبقتها بحزم، حيث فرضت حظر التجوال بشكل كامل وجزئي، وعطلت المدارس والمصالح الخدمية وتعزيز القطاع الطبي. 
 
على النقيض تماماً كانت حكومة الوفاق الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، والمدعومة تركياً، حيث أعلنت عن إجراءات تراها حاسمة، وخصصت  ميزانيات تزيد عن نصف مليار دينار ليبي، وذلك بالتزامن مع استمرار دخول المرتزقة السوريين إلى ليبيا، قادمين من إسطنبول التركية- بؤرة المرض- للقتال ضد الجيش الوطني الليبي، دون إجراء أي فحوصات، وكان منهم حاملاً لكورونا.
 
تقارير صحيفة، تحدثت عن ذلك، وأيضاً المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، والذي قال إن مطار معيتيقة، والذي تسيطر عليه الميليشيات به حالات لسوريين مصابون بكورونا. وعلى الرغم من ذلك، ظل مؤشر الإصابات ضعيفاً، لكن الشهر الماضي وتحديداً في 5 مايو، كانت ليبيا على موعد جديد في رحلتها مع كورونا، حيث دخلت طائرة ليبية قادمة من تركيا، تحمل ليبيين عالقين هناك، من بينهم 9 أشخاص لم يخضعوا للفحص، لا في مطار مصراته ولا إسطنبول. 
 
 
مرتزقة سوريين
 
رحلة العالقين من إسطنبول الموبوءة
 
من بين القادمين إلى ليبيا، كان أفراد مقيمين بفندق "بولمان إسطنبول"، وهو ضمن مجموعة فنادق تعاقدت معها خارجية حكومة الوفاق، لتسكين كافة العالقين بالمدينة التركية. 
 
وتستند الخطة المتبعة لترحيل المواطنين العالقين في تركيا، على الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، مع إجراءا اختبار (PCR) قبل بداية الحجر واختبار أخر قبل العودة، تصدر به إفادة معتمدة، ولا يسمح للمواطن الصعود إلى الطائرة دون إبراز "إسورة اليد". ما يعني أن الرحلة بأكملها خضعت للفحص الطبي.
 
إلا أن بيان صدر في 15 مايو، من قبل وزارة صحة حكومة الوفاق، طالب القادمين من تركيا، والذين دخلوا إلى ليبيا في يوم الثلاثاء، 5 مايو، بسرعة التوجه إلى إجراء فحوصات كورونا مرة أخرى، ما يعني أن هناك شبهة حول التحاليل والفحوصات التي أجريت لهم في تركيا. 
 
صحف ليبية تحدثت عن تلك الأزمة، وقالت إن الإجراءات التي تتم في تركيا مجرد إجراءات روتينية، ويعزز ذلك، أن الدولة التي يتفاقم فيها فيروس كورونا بشكل ملفت، هي في الأساس غير قادرة على إنقاذ مواطنيها.
 
وبعد ساعات من بيان وزارة الصحة، تم الإعلان عن تسجيل حالة إصابة بكورونا، من بين القادمين على متن الرحلة، لتكسر ليبيا صيام 9 أيام متتالية دون تسجيل حالة إصابة واحدة، بدأت من 6 مايو، وكان إجمالي الإصابات 64 إصابة بينها 33 حالة نشطة و28 حالة شفاء و3 وفيات.

الإخوان يتوسطون لدخول ليبيين دون عزل
الأمر لم يتوقف عن هذا الحد، فعلى متن ذات الطائرة القادمة من تركيا، كان هناك 9 أفراد توسط لهم رئيس المجلس الأعلى للدولة الاستشاري خالد المشري، أحد رجال جماعة الإخوان الإرهابية، لإدخالهم على متن الطائرة دون فحوصات. كانوا لعائلة إرهابي ليبي. 
 
وأكد ذلك بيان للقنصلية الليبية في إسطنبول، كشف عن اتصالات هاتفية من قبل خالد المشري، مع رئيس لجنة متابعة عودة الليبيين العالقين بالخارج، بشأن السماح لأسرة ميليشياوي "قتل"، بصعود الطائرة القادمة من مطار إسطنبول على أن يتم اتخاذ الإجراءات الصحية بمطار مصراته.
 
وفي 6 مايو، دخل 9 مواطنين بإحدى الرحلات العائدة من إسطنبول إلى مطار مصراته الدولي دون الخضوع لإجراءات الفحص الطبي، بحسب اللجنة العليا لإدارة الأزمة والاستجابة لمكافحة كورونا مصراته، ما يعني أنه لم تجر لهم الفحوصات، كما توعد الإخواني. 
 
خالد المشري
خالد المشري

استغلال سلطات في "رحلة كورونا"
من بين وقائع استغلال السلطات في ليبيا، كانت أيضاً في مايو، حيث وكيل وزارة صحة حكومة الوفاق، محمد هيثم عيسى، والذي استغل سلطاته في نقل أسرته إلى العاصمة الألمانية برلين، في السابق، وفق تقارير ليبية. 
 
وبعد تفشي فيروس كورونا في ألمانيا، استغل المحسوب على جماعة الإخوان سلطاته في إعادة عائلته إلى ليبيا مجدداً، وأرسل طائرة "الإسعاف الطائر" المملوكة للدولة الليبية، في رحلة تصل تكاليفها إلى أكثر من 40 ألف يورو، لإعادة عائلته من ألمانيا إلى طرابلس، وبالتالي لم تخضع لأي فحوصات.
 
 

ارتفاع معدلات الإصابة 
الطائرة التركية كانت بداية اللعنة، ففي الأسبوعين الماضيين- الأخير من مايو والأول من يونيو- ارتفع إجمالي عدد المصابين إلى أكثر من 200 ليبي، بزيادة أكثر من 150 مصاب، وهو رقم كبير، بالنسبة لبؤر التواجد (العاصمة طرابلس ومدينة سبها).
 
وسبق للجنة العليا لإدارة الأزمة والاستجابة لمكافحة كورونا مصراته، التحذير في خطاب موجه لوزارة الخارجية بحكومة الوفاق، من حدوث تفشي وباء كورونا بسبب عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه، مهددة بأنها ستضطر إلى وقف استقبال الرحلات إن تكرر هذا الأمر حفاظا على الصحة والسلامة العامة.
 
إلا أن حكومة الإخوان الإرهابية حاولت تجميل وجهها، وشكلت لجنة في نهاية مايو، تقول إنها تهدف إلى تحديد المسؤولين عن ذلك، يترأسها وكيل وزارة داخلية الوفاق العميد خالد التجاني مازن، وعضوين آخرين، مندوب عن جهاز المخابرات الليبية.
 
وطالب المجلس الرئاسي لحكومة في القرار لجنة التحقيق المشكلة بالكشف عن أوجه الخلل والقصور في برامج إعادة المواطنين العالقين بالخارج واقتراح المعالجات اللازمة في هذا البرنامج، على أن تلتزم اللجنة بتقديم تقرير بنتائج التحقيق للعرض على رئيس المجلس الرئاسي خلال مدة أقصاها خمسة أيام من تاريخ صدور القرار، وفق المادة الثالثة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق