"أطلبوا البروتوكول ولو من الصين"... مصر توثق التجربة الصينية في التعامل مع كورونا

السبت، 06 يونيو 2020 10:00 م
"أطلبوا البروتوكول ولو من الصين"... مصر توثق التجربة الصينية في التعامل مع كورونا
فيروس كورونا
هبة جعفر

العدوى تنتقل من المخالطة او الرزاز والبيئة الملوثة بالفيروس كالحمامات.. وتناول المياه بكميات كافية ووصول سعرات حرارية مناسبة للجسم أول طرق الوقاية

سر خلطات العرقسوس والتفاح المجفف ونبات التنبول في العلاج.. وقواعد العزل المنزلى وارتداء الكمامة للمتعافين

"أطلبوا البروتوكول ولو من الصين".. هكذا تعاملت الحكومة المصرية مع تداعيات فيروس كورونا، فلم تغلق مصر أبوابها، بل فتحت الباب أمام الجميع للاستفادة من تجارب كل الدول في مواجهة هذه الجائحة، خاصة الدول التي استطاعت أن تحقق نجاحاً في المواجهة، وعلى رأسها الصين التي شهدت بداية ظهور الفيروس، لكنها اليوم تعمل على محاصرته بشكل كامل، وفق تجربة يجرى توثيقها، وحصلت مصر على نسخة منها، وقامت وزارة المالية تحت شعار "«المالية» تُسهم في بناء الوعي الوطني لمكافحة «كورونا»" بنشر جزء منه على منصاتها الإلكترونية، بهدف نشر الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.

وقالت المالية في بيانها الأسبوع الماضى على لسان الدكتور محمد معيط وزير المالية، أنه تم ترجمة ونشر تقرير موجز عن تجربة الصين فى مواجهة فيروس كورونا المستجد، عبر موقعها بالإنترنت وغيره من المنصات الإلكترونية المعتمدة؛ حتى يمكن الإسهام الفعَّال فى إرساء دعائم الوعى السليم ببعض التجارب الدولية فى مجابهة هذا الفيروس، لافتًا إلى أن هذا التقرير يتضمن ترجمة موجزة لبروتوكولات التشخيص والوقاية والعلاج لفيروس كورونا المستجد، الصادرة عن لجنة الصحة الوطنية الصينية وإدارة مكتب الدولة للطب الصينى التقليدى.

وحصلت "صوت الأمة" على النسخة الكاملة للتجربة الصينية، التي تسلمتها السفارة المصرية ببكين من جانب لجنة الصحة الوطنية الصينية، ويسمى بـ"الإصدار التجريبى السابع من برتوكول التشخيص والعلاج لفيروس كورونا المستجد"، والذى يعد نتيجة متكاملة بعد اصدار ستة بروتوكولات سابقة منذ ظهور المرض في الصين، حيث اعتمد علي متابعة الاعراض السريرية والمرضية بناء علي تراكمخبرات التشخيص والعلاج، للوصول إلي التشخيص والعلاج المبكرين للمرض، وتحسين معدل الشفاء وخفض معدل الوفيات والاهتمام بحالات الانتشار الناجمة عن القادمين من الخارج.

وبدأ البروتوكول بتحديد مسببات كورونا، وقال أن هذا الفيروس ينتمــي إلى فصــيلة الفيروســات (بيتــا)، والــتي لهــا غــلاف، وهــي جســيماتً مســتديرة أو بيضــاوية، غالبــامــا تكــون متعــددة الأشــكال، وقطرهــا يــتراوح بــين 60 إلى 140 نــومتر، وتختلف خصائصها الوراثية اختلافا كبيرا عن متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس-كوف، ومـيرس- ًكــوف)، حيث توضــح البحــوث الحاليــة أنهــا تشــترك بنســبة تزيــد عــن ٨٥٪ مــع فــيروس كورونا الشــبيه بمــرض سـارس الخفاشــى (bat-SL-CoVZC4 ، وعندما يكون فيروس كورونا معزولا في المختبر فأنه يمكن أن يكتشف فى الخلايا الرئوية الظاهرية خلال 96 سـاعة، بينمـا يسـتغرق نحـو سـتة ايام لاكتشـافه فى حال عمل مزرعة للخلايا المعزولة.

وأشار الإصدار التجريبى إلى المرضى المصابون بالفيروس المستجد هم المصدر الـرئيس للعـدوى، كما يمكن أن يكونوا من حاملى الفيروس دون وجود أعراض بادية عليهم، ومن الممكن أن تحدث العدوي من خلال رذاذ الجهـاز التنفسـي والمخالطـة القريبـة بالمصاب، وهناك إمكانية لانتقال الفيروس في بيئة مغلقة نسبيا لوجـود تركيـزات عاليـة مـن الهـواء الجــوي الملــوث لفــترة طويلــة، مع الأشارة إلى نقطة مهمة، وهى أنه وبمــا أن الفــيروس المســتجد يمكــن عزلــه في الــبراز أو البــول، فيجــب العناية بفضلات المريض جيدا حيث يؤدي تلوث البيئة المحيطة إلى الإصابة .

الأعراض المصاحبة للفيروس

وأشار الإصدار الصينى إلى أنه من خلال تشريح جثث المتوفين بالفيروس وفحص النسيج الجسدي، تم ملاحظة ضمور فى الرئتين واحتقان فى الحويصلات الهوائية المليئة بالسوائل والبروتين الليفى، وفي الأماكن الأكثر تضررا في الرئة يحدث نزيف وتدمير للأنسجة التى يتم اختراقها بواسطة الخلايا الأحادية والخلايا الليمفاوية واخيرا يحدث التليف، كما يحدث ضمور للطحال والغدد الليمفاوية ونخاع العظام بشكل ملحوظ مع انخفاض فى عددالخلاياالليمفاوية، وعدم قدرة نخاع العظام على إنتاج خلايا ليمفاوية، كما يحدث نزيف بؤرى، وضعف وتدمير مبكر لعشرة القلب مع تسرب الخلايا الأحادية الخلايا الليمفاوية أو التهاب الرئة، وتخثر الدم فى بعض الأوعية الدمويةن والتهاب الكبد وتضخم الخلايا لليمفاوية والنسيجية، وتلاحظ تواجد جلطات صغيرة وتضخم للمرارة بشكل ملحوظ.

وأشار التقرير أيضاً إلى ظهور سائل غني بالبروتينات في كبسولة باتمان يؤدى إلى حدوث تدهور ووقف فيوظائف الكلى، وفقد للخلايا الظاهرية فى الكلى، بالإضافة إلى فشل أعضاء أخرى، منها ضعف الخلايا العصبية.

وتناول التقرير الصينى ما اسماه بالخصائص الإكلينيكية، وقال أنه وفقا للبحث الوبائي الحالى، فإن فترة حضانة الفيروس من يوم إلى ١٤ يوما ومعظمها من ثلاثة إلى سبعة أيام، يعانى خلالها المصاب من الحمى، والإرهاق وألم فى العضلات،والسعال الجاف، واحتقان الأنف وسيلانها، والتهاب الحلق، والإسهال فى حالات قليلة، ويتدهور سريعا وتصل حدة الإصابة بالمرض بعد أسبوع واحد إلى ضيق التنفس، وقد يعانى بعض الأطفال وحديثى الولادة من أعراض غريبة، أو تظهر عليهم أعراض خاصة بالجهازالهضمى مثل القىء والإسهال، أو يصابون بالخمول وضيق في التنفس، أما المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة عادة لا يصابون بالالتهاب الرئوي، لكن هناك حميمنخفضة وتعب محتمل.

وأشار التقرير إلى أنه في المراحل الأولى من المرض وجد أن عدد كرات الدم البيضاء قد تكون طبيعية أو منخفضة، وعدد الخلايا الليمفاوية قليل، ولدى معظم المرضى ارتفاع فى CRP، وارتفاع فى معدل ترسيب كرات الدم الحمراء ونسبة طبيعية من بروكالسيتونين.

ولفت التقرير إلى وجود اختلاف فى الأعراض الخفيفة للالتهاب الرئوي لفيروس كورونا والالتهابات الرئوية الأخرى مثل فيروس الأنفلونزا والفيروس المتزامن التنفسي، وقال أنه بالنسبة للحالات المحتملة، ينبغي بذل الجهود لاستخدام أساليب مثل الكشف السريع واختبار الحمض النووى الفيروسي للكشف عن مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

شرب المياه ووصول سعرات حرارية مناسبة مهم لمقاومة الفيروس

وتضمن علاج المصابين بكورونا، السماح للمرضي بالراحة في السرير وبدء العلاج على الفور وضمان وصول كمية كافية من السعرات الحرارية لأجسامهم، ومتابعة شرب كميةكافية من الماء للحفاظ على استقرار البيئةالداخلية للجسم، ورصد العلامات الحيوية لحركتهم ووصول كميةكافية من الأكسجين إليهم، مع الحرص على تناول العلاج الفعال لتوفير الأكسجين في الوقت المناسب بما فى ذلك القسطرة الأنفية والأكسجين القناعى، وتوصيل الأكسجين بشكل كبير إن أمكن، واستنشاق الهيدروجين المختلط

بالأكسجين.

وفى الحالات الحرجة، وحال زاد معدل ضربات القلب فجأة أكثر من ٢٠٪ أو حدث انخفاض فى ضغط الدم لأكثر من20%مع ترهل الجلد وانخفاض حجم المسالك البولية، قال التقرير أنه يجب مراقبة ما إذا كان المريض يعاني من صدمة أو نزيف فى الجهاز الهضمى أو فشل فى القلب، وفي حالة الفشل الكلوي ينبغي التركيز على توازن السوائل داخل الجسم، والعمل على ضمان جودةالتغذية بما فى ذلك تناول مكملات الغذاء والعناصر الأساسية بالنسبة للحالات الحرجة.

وأشار التقرير إلى أن علاج البلازما، مناسبة للمرضي الذين يعانون من التطور السريع للمرض ومن يعانون من أمراض خطيرة، على أن يكون الاستخدام والجرعة وفقا لبروتوكول العلاج السريرى مع البلازما.

العلاج بالطب الصينى التقليدى

وتناول التقرير استخدام الطب الصينى التقليدي في العلاج، وقال أن هذه الفيروس ينتمى إلى فئة الطاعون التقليدى الناجم عن العوامل المسببة للأمراض الوقائية، لذلك ففي أثناء العلاج السريرى (للحالات المؤكدة) يلزم تطهير الرئة وإزالة السموم، لافتاً إلى أنه فى حالة متلازمة الرئة متراكمة الحرارة والتي تشهد انخفاض فى درجة حرارة الجسم، والسعال الجاف، وانخفاض البلغم، وجفاف الفم، وعدم الرغبة فى شرب الماء، والتعب، وضيق الصدر، والكسل، أو الشعور بالغثيان وفقدان الشهية، واحمرار اللسان مع بياض الغشاءالخارجى، فإن الوصفة الطبية الموصى بها عبارة عن خلطة من بعض الأعشاب الصينية الجافة، منها 10 جرامات من نبات التنبول، و10 جرامات من التفاح المجفف، و10 جرامات من العرقسوس المجفف، من خلال غليهم في 400 مل من الماء، ويتم تناولها مرتين صباحاومساء.

وأشار التقرير إلى أنه بالنسبة  للحــالات الحرجــة كالطــاعون ومتلازمــة انغــلاق الرئــة، والتى تشــمل الحمــى،والســعال، والــبلغم المصــفر، أو الــدم فى اللعــاب، أو صــوت صــفير فى الــنفس، وضــيق التــنفس،

والتعــب، والجفــاف، والشــعور بالغثيــان، وفقــدان الشــهية للطعــام، وقلــة التــبرز والتبــول، واحمــرار

اللسان، وبطء النبض، فإن الوصـفة الطبيـة الموصـى بهـا عبارة عن خلطـة مـن بعـض الأعشـاب الصـينية الجافـة، منها 9 جرامـات من اللوز و3 جرامات من العرقسوس و10 جرامات من الماجنوليا و15 جراما من عشبة الفاكهة، يتم غليهم في 200 مل من الماء، ويتم تناولـه مـن ٢-٤ مـراتعن طريق الفم أو الأنف.

انتهاء العلاج والخروج من المستشفى

وحدد بروتوكول العلاج الصينى الحالات التي يسمح لها بالخروج من المستشفى، وهى عودة درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها واستمرارها لأكثر من ثلاثة أيام، مع وجود تحسن ملحوظ فى أعراض الجهاز التنفسى تظهره الأشعة، واختفاء واضح للالتهاب، وتكون نتيجة اختبارات الحامض النووى لفيروس كورونا سلبية لمرتين على التوالي، على أن يكون الفاصل الزمنى بين العينتين لا يقل عن ٢٤ ساعة، على أن يوصى المريض بعد الخروج من المستشفي بالعزل المنزلى14 يوما وارتداءكمامة، والعيش في غرفة جيدة التهوية إن أمكن، والحد من مخالطة أفراد الأسرة، وفرض العزلة أثناء أنشطتهم اليومية ونظافة اليدين وتجنب الخروج.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة