المأجوران!

السبت، 20 يونيو 2020 02:12 م
المأجوران!
مختار محمود

 
عزيزى القارئ.. امنح أفقك بعضًا من رحابة، افحص الصورة جيدًا من جميع جوانبها، لا تجعل أحدًا يصادر على رأيك، ولا تدع أحدًا يفرض وصايته عليك.
 
عزيزى القارئ.. لعلك فى وقت سابق، كانت تنطلى عليك أكاذيب "إبراهيم عيسى"، وأباطيل "إسلام بحيرى" بحق الدين الخاتم. ربما كنت تنخدع قليلاً أو كثيرًا. ربما توهمتَ ذات مرة أنهما مُصلحان مثلاً لا قدَّر الله. وربما كنت تغضب عندما يحاول أحد كشف حقيقتهما الواهية الواهنة. وربما كان عجز رجال الدين الرسميين عن صياغة خطاب إسلامى معاصر سببًا آخر فى رواج بضاعتهما على هذا النحو، ولكن اعلم إن لم تكن تعلم أن شيوع الباطل ليس دليلا على صحته وصلاحيته!
 
عزيزى القارئ.. هل بلغك ما تم تداوله مؤخرًا فى الإعلام الأمريكى بـ "مذبحة الأربعاء" التى قادها المدير التنفيذى للوكالة الأمريكية للإعلام العالمى "مايك باك"، الذى أصدر فور تصديق الكونجرس على تعيينه فى منصبه الجديد، قرارات بعزل المديرين السابقين للإذاعات التابعة للحكومة، وأبرزهم: السفير المتقاعد والمُستعرب "ألبرتو فيرناندز" الذي كان المدير التنفيذي لمجموعة "أخبار الشرق الأوسط" وتضم: قناة الحرة، وراديو سوا، وصاحب العلاقات الممتدة والواسعة مع الموساد الإسرائيلى؟!
 
اللافت.. أن "فيرناندز"- حسب الإعلامى المصرى البارز حافظ الميرازى- كان يخدم إدارة الرئيس الأمريكى، بل ربما يكنس ويمسح بلاطها صباحَ مساءَ، بتوجيه برامج "تليفزيون الحرة" و"إذاعة سوا"؛ لخدمة أجندة الجناح اليميني المُعادي للإسلام، بعد انتهاء معركته مع الشيوعية، والمتحالف مع الحركة الصهيونية!
 
ومن الخدمات التى قدمها المذكور لأسياده فى البيت الأبيض توفير الدعم المالى السخى وغير المحدود لكل من: "إبراهيم عيسى و "إسلام بحيرى" اللذين أخذا على عاتقهما منذ سنوات كسر الثوابت الإسلامية وإهانة الصحابة الكرام، ولم يكن يخلو الأمر من الغمز واللمز بحق النبى الكريم. وبطبيعة الحال.. كانت كل السخائم والسخائف والشتائم قاصرة على الإسلام فقط، ويمكن القطع بأن المأجورين: "إبراهيم" و"إسلام" أخلصا جيدًا لمخدومهما، وحققا ما ما يخجل الشيطان وذريته من تحقيقه على مر التاريخ، وفى مقابل ذلك جمعا ثروة طائلة سوف تكيفهما وتكفى ورثتهما من بعدهما؛ جراء إهانة الإسلام، ولا شئ سوى ذلك.
 
ولعل هذا عزيزى القارئ.. ما يفسر لك دائمًا وأبدًا سر التطاول الأمريكى والصريح على الأزهر الشريف، عبر مندوبى البيت الأبيض مثل: "توفيق حميد" و"طارق حجى" اللذين لا يتوقفان عن الإساءة إليه بسبب موقفه المعادى من "إبراهيم " و "إسلام" وكل مَن على شاكلتهما ممن يعملون ضد الإسلام، مثل: "خالد منتصر" وغيره كثيرون.
 
وإذا ألقينا الضوء على جانب من المحتوى الذى يقدمه "إبراهيم عيسى" فى برنامجه "مُختلف عليه"، والذى يُبث بكل أسف من مدينة الإنتاج الإعلامى فى مصر، فإننا سوف نلاحظ حالة الكراهية التى يسعى جاهدًا لإلصاقها بكل ما هو إسلامى، مثل: إهالة الغبار على بعض تصرفات النبى الكريم وزوجاته، وكسر هيبة الصحابة وفى الصدارة منهم: خالد بن الوليد"، كما قدم عدة حلقات للتشكيك فى أركان الإسلام. وبالتزامن مع ذلك.. كان "إسلام بحيرى" ولا يزال يطوف عبر الإذاعة والتليفزيون والوسائط التكنولوجية المختلفة لترويج بضاعته الراكدة والعفنة عبر إطلالة كالحة شديدة البرود.
 
والسؤال الأول الذى يطرح نفسه: فى ضوء ما تكشف من معلومات عن الجهات الداعمة لبرامج المذكورين، فضلًا عن محتوها الفاسد والضال.. ألا يمثل ذلك جريمة متكاملة تستدعى مثولهما أمام جهات التحقيق، أما أن ساحة الإسلام تبقى مستباحة من الداخل والخارج دون رقيب أو حسيب؟
 
أما السؤال الثانى.. فإليك أنت عزيزى القارئ: هل سوف تصر على خداع نفسها وإقناعها بأن "إبراهيم عيسى" و"إسلام بحيرى" عقلان مستنيران مُصلحان، أم سوف تقنعها بأنهما مجرد مأجورين لا هدف ولا همَّ لهما سوى المال، حلالاً كان أو حرامًا؟! عزيزى القارئ.. الأمر متروك لك وحدَك..
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق