هل تضغط الدول الإقليمية لمنع الحرب في ليبيا؟

الأربعاء، 15 يوليو 2020 11:33 ص
هل تضغط الدول الإقليمية لمنع الحرب في ليبيا؟
ليبيا
محمد الشرقاوي

أمس الثلاثاء، توقع المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، اندلاع معركة كبرى في محيط سرت والجفرة، بين ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة تركياً والجيش الوطني الليبي.
 
توقع المسماري، بالطبع جاء وفق معلومات استخباراتية مؤكدة، إضافة إلى رصد تحشيدات الوفاق وتركيا، والدفع بآلاف المرتزقة السوريين والتشاديين، منوهاً: الجيش ينتظر انطلاق المعارك في أي لحظة وأنه لم يقم بالهجوم، لكنه سيردع أي قوات تحاول التقدم، حيث اتخذ كل ما يلزم ورصد كل الإمكانيات لإفشال محاولة الوفاق للوصول للهلال النفطي حيث إن الجيش يحمي مصالح الشعب الليبي والشركاء الأجانب من شركات معنية بالنفط الليبي.
 
المسماري قال إن المعركة القادمة لن تكون ليبية فقط وستشهد تدخلاً إقليمياً وأجنبياً، مبيناً أن تركيا عادت الاتحاد الأوروبي واليونان ومصر وأرسلت رسائل سلبية في اتجاهات عديدة.
لكن يظل السؤال: هل ستسمح الدول الكبرى باشتعال حرب إقليمية؟، بالطبع لا، فبعد ساعات من تصريحات المسماري، جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره التركي رجب أردوغان، تناول مستجدات الأوضاع في ليبيا وشرق المتوسط، وزعمت الرئاسة التركية أن الطرفان اتفقا خلال الاتصال، على العمل عن كثب في ليبيا لضمان تحقيق استقرار دائم في البلاد.
 
يقول مراقبون، إن توقيت الاتصال حاسم، فالولايات الأمريكية أحد أبرز الأطراف الفاعلة في ليبيا حذرت مؤخراً من اندلاع أي صراع مسلح قد تهدد أمن المنطقة بأكملها، ودعت إلى ضرورة إخراج كافة القوات الأجنبية. 
 
 
تصريح رسمي جديد، أكد فيه قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكينزي، ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، مؤكداً دعم بلاده للحوار بين الفرقاء الليبيين.
 
في الوقت ذاته، أكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تعمل كافة الأطراف المنخرطة في الصراع في ليبيا وتلك الداعمة لها على التوجه نحو الحل السياسي وفق مخرجات مؤتمر برلين.
 
قوات الجيش الوطني الليبي
 
 
وقالت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل، إن الاتحاد لا يرى بديلاً عن احترام الأطراف لمقررات مؤتمر برلين، خاصة فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن والدولي الخاص بحظر توريد السلاح لليبيا، كما أنه يفكر بتشديد نظام العقوبات لإنفاذ هذا الأمر.
 
فرنسا أيضاً أكدت على أنه لا حل عسكري في ليبيا، داعية الأطراف الليبية والقوى الدولية للعمل من أجل حل سياسي، وطالبت
وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، تركيا باحترام حظر توريد السلاح إلى ليبيا.
 
وزيرة الدفاع الفرنسية
وزيرة الدفاع الفرنسية
بارلي، قالت إن استقرار ليبيا مهم لفرنسا لأنه يؤثر على الوضع الأمني في البحر المتوسط وبالتالي في أوروبا، وبالتالي فإنه في حال أي عمليات عسكرية سيكون هناك تدخلاً فرنسياً، وفق المعطيات على الساحة. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح عن ذلك رسمياً، ودعا إلى استئناف الحوار بشكل فوري من أجل وقف إطلاق النار. وهو ما تؤكده إيطاليا أيضاً.
 
والاثنين، ناقش وزيرا الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأمريكي، مايك بومبيو،  قد قمة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وقضايا ضمان الاستقرار الاستراتيجي في العالم، ومهمات تسوية النزاعات في مناطق متفرقة بالعالم، بما في ذلك الأوضاع في كل من أفغانستان وليبيا وسوريا.
 
ورغم كل تلك النداءات، تواصل حكومة الوفاق ونظيرتها التركية الدفع باتجاه وقوع حرب في منطقة الهلال النفطي الليبي، وهو ما أكد عليه وزير الدفاع الروسي، سيرجي لافروف، بأن حكومة الوفاق تعول على الحل العسكري. 
والاثنين، قال وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، أن عملية عسكرية سيتم تنفيذها في حال عدم انسحاب الجيش الوطني الليبي، من مدينة سرت الساحلية.
 
وفي حوار مع قناة "تي آر تي" التركية قال إنه يجب تسليم سرت والجفرة لحكومة الوفاق الليبية وقد يتم تنفيذ عملية عسكرية حال عدم الانسحاب من سرت.
 
المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، حذر من أي تصعيد عسكري في ليبيا، وقال إن عدم الالتزام بوقف إطلاق النار سيقود إلى حرب طاحنة في ليبيا- لا يعلم نتيجتها إلا الله- والحرب شر لا يريده أحد"، حسب قوله.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق