خساسة أردوغان تتواصل.. ما وراء تصدير تركيا لـ«دواعش توانسة» إلى ليبيا

السبت، 18 يوليو 2020 02:43 م
خساسة أردوغان تتواصل.. ما وراء تصدير تركيا لـ«دواعش توانسة» إلى ليبيا
علاقة قوية تجمع المخابرات التركية وتنظيم داعش

يستخدم رجب طيب أردوغان، رئيس النظام التركي، كل الأساليب "الخسيسة" لتحقيق أطماعه في ليبيا، حيث شرع مؤخرا على مواصلة عمليات نقل الدواعش المتواجدين في السجون الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا بشمال حلب، وغيرهم من الذين ما زالوا يتمتعون بحرية التحرك عبر الحدود التركية – السورية، إلى ليبيا، للقتال إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق التي تدعمها أنقرة.
 
ويحاول النظام التركي الإيحاء للعالم بأنه يقوم بدور فاعل في محاربة الإرهاب، لكن ما يفعله يوميا يؤكد الصلات الوثيقة التي تجمع بين المخابرات التركية وتنظيم داعش الإرهابي.
 
مؤخرا، عمدت الاستخبارات التركية بأوامر من رأس النظام، على نقل مجموعات إرهابية وعناصر في تنظيم “داعش” من جنسيات أجنبية، من الأراضي السورية نحو الأراضي الليبية على مدار الأشهر القليلة الماضية، حيث غادر هؤلاء الإرهابيون عبر مطار غازي عنتاب إلى إسطنبول ومنها إلى ليبيا.
 
 
وتوضح إحصائيات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تركيا نقلت ما يزيد على 2500 عنصر من تنظيم داعش من الجنسية التونسية باتجاه ليبيا، وذلك من أصل 4000 إرهابي تونسي سبق وأن سهلت تركيا دخولهم الأراضي السورية، وقدّمت لهم كافة التسهيلات، فضلاً عن الآلاف من الدواعش من جنسيات مغاربية أخرى.
 
ونشر قبل أيام،  المرصد السوري تقريرًا أكد أن دفعة جديدة من المليشيات الإرهابية أرسلتهم الحكومة التركية إلى ليبيا، للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب “حكومة الوفاق” ضدّ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
 
457544
 
وبلغ عدد المرتزقة التي أرسلتهم تركيا حتى الآن إلى الأراضي الليبية قرابة 16100مرتزق من الجنسية السورية، حيث قُتل منهم حوالي 500 مسلح، في حين تواصل أنقرة في جلب المزيد من فصائلها المرتزقة إلى معسكراتها لتدريبهم في تركيا ثم إرسالهم إلى ليبيا.
 
وقالت مصادر للمرصد السوري، إن قادة الفصائل الموالية لتركيا تنفذ عمليات سرقة من المستحقات المالية المخصصة للعناصر، إذ يقوم قادة فصائل سليمان شاه “العمشات” بدفع مبلغ 8000 ليرة تركية لكل مقاتل شهرياً، بينما يقوم قادة فصيل “السطان مُراد” بدفع مبلغ 11000 ليرة تركية لكل عنصر، مع العلم أن المخصصات الشهرية لجميع المرتزقة السوريين المتواجدين على الأراضي التركية من المفترض أن تفوق الأرقام المذكورة.
يُذكر أنّه في مايو الماضي، وصل والي حمص الأمني السابق في تنظيم داعش، إلى ليبيا مع 50 عنصراً من الجنسية السورية ممن كانوا معه في ريف حمص الشرقي في منطقة تدمر. 
 
وكان المذكور قد غادر تنظيم داعش لينضم إلى جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وبعد ذلك توجّه إلى عفرين ضمن مناطق "الاحتلال التركي" لينضمّ لصفوف الفصائل الموالية لأنقرة وتحديداً فرقة الحمزات.
 
وأكد رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّه في حوزته الأسماء الكاملة للدواعش الذين تمّ نقلهم من سوريا إلى الأراضي الليبية، وذلك في حال طلبها الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الذي لطالما تمّ اتهامه بأدلة قاطعة بتقديم كافة أشكال الدعم لتنظيم داعش.
 
مرتزقة-مسلحين-داعش-تركيا
 
وكان كشف المرصد السوري مؤخرا، عبر مصادر موثوقة، عن معلومات وتفاصيل حول كتيبة تضم عشرات العناصر من تنظيم داعش، منضوين في صفوف فصيل “تجمع أحرار الشرقية” العامل في الشمال السوري بدعم من أنقرة، وتتألف تلك الكتيبة من نحو 40 مقاتلا جميعهم من الجنسية العراقية، يعملون لصالح الشرقية والاستخبارات التركية.
 
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإنّ مهمة الكتيبة تتجلى بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات وتفخيخ، بالإضافة للتعرّف على عناصر التنظيم الأجانب الذين يحاولون الهرب باتجاه الأراضي التركية، والمُتخفين ضمن الريف الحلبي، ليقوموا بعد ذلك بزجّهم في السجون، ومنهم من جرى تصفيته ومنهم تم نقله إلى تركيا مقابل مبالغ مالية طائلة، كما علم المرصد السوري أنه جرى مساومة المتواجدين في السجون بغية إرسالهم إلى ليبيا للقتال هناك.
 
وعلى عكس ادعاءات أنقرة بأنّها تُحارب الإرهاب، يقول مراقبون لنشاط التنظيم المتواصل في الأراضي السورية رغم القضاء على خلافته المزعومة مارس 2019، إنّ داعش ما زال يتمتع بتواجد فاعل في تركيا، وهو ما يُساعده في استمرار تلقي الدعم والتحرّك بحرية في سوريا والعراق، حيث يستخدمهم النظام التركي للزج بهم في عدوانه الخارجي.
 
وتأتي هذه المستجدات، بعد أيام قليلة من تقارير مماثلة نشرت حول زج المخابرات التركية بدفعة جديدة من المرتزقة نحو ليبيا، على الرغم من التحذيرات الدولية حيال الانتهاكات التي ترتكبها تركيا في ليبيا، وتداعياتها على أمن واستقرار الأراضي الليبية والمنطقة ككل.
 
tttt
 
وأرسلت تركيا قبل نحو أسبوعين دفعة أخرى من المرتزقة السوريين الذين دربتهم تركيا على أراضيها تزامنا مع عودة المئات منهم من ليبيا إلى سوريا بعد تخلف تركيا عن وعودها تجاه من تزج بهم في ساحات القتال الدامية بالأراضي الليبية.
 
وتعكس هذه الخطوة مدى أطماع تركيا في ليبيا وثروات المنطقة، حيث يستمر أردوغان في مساعيه لتحقيق أطماعه التوسعية والتنكر لتعهداته بمؤتمر برلين، متمردا على القوانين الدولية ومتحديا المجتمع الدولي بأكمله.
 
وكشف المرصد السوري، خساسة السلطات التركية في التحايل على المقاتلين السوريين وغيرهم من بقية الجنسيات بتقديم وعود مالية واهية، تخلفت عن دفعها مرارا لآلاف المقاتلين الذين أرسلتهم منذ أواخر العام الماضي.
 
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، إن "أنقرة تخدع المرتزقة السوريين بوعود برواتب ومكافآت كبيرة"، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي للرئيس التركي، هو السيطرة على مناطق النفط وعلى رأسها سرت وكذلك زعزعة الأمن القومي المصري.
 
وبحسب المرصد السوري سادت حالة من الاستياء في صفوف المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا، بسبب تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها، مشيرا إلى مدى معاناتهم داخل معسكرات طرابلس، فيما حصل قبل أسابيع تمردًا من قبل المقاتلين السوريين على الضباط الأتراك ورفضهم خوض معارك في جبهات عدة، معبرين عن رغبتهم في العودة إلى سوريا، داعين نظرائهم من المرتزقين إلى عدم القدوم إلى ليبيا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة