ثلاثية الإخوان الجهنمية. صدروا وجدي غنيم للشباب في الثمانينات..واستخدموا الانترنت وعمرو خالد في الألفية الجديدة

الإثنين، 03 أغسطس 2020 09:00 ص
ثلاثية الإخوان الجهنمية. صدروا وجدي غنيم للشباب في الثمانينات..واستخدموا الانترنت وعمرو خالد في الألفية الجديدة
وائل غنيم وعمرو خالد ووجدى غنيم

حوار عفوي بين الناشط السياسي وائل غنيم وبين والده كشف عن رحلة طويلة من التجنيد السياسي التي عملت التنظيمات الدينية علي تنفيذها طوال 30 عام، بعد أن حكي الشاب كيفية وقوعه في فخ التجنيد كاشفا عن الارتحال من التبليغ والدعوة إلى الإخوان وتبني أفكار تحريم الغناء وتكفير مبطن للدولة دون أى تحرك رسمى يذكر، ليبقى المجال مفتوحا أمام التيارات الدينية وعلى رأسها الإخوان ليفعلوا ما يحلوا لهم، سواء بالكاسيت فى الثمانينات أو بالإنترنت فى بداية الألفية.

 

ثلاثية الشيخ والكاسيت والتنظيم

 

عملية التجنيد كانت تتم بحرفية شديد وبخطة محكمة تعتمد علي وجود داعية أو شيخ يحظى بشعبية واسعة دون أن يعلم صلته بالتنظيم، ولابد أيضا من وجود الية للتداول والانتشار تتطور بتطور الزمان، وأخرا لابد من وجود ماكينة تنظيمية تحشد الشعبية للشيخ وتروج منتجاته عبر الية التداول، ثم تحصد الثمار عبر تجنيد القادمين الجدد.

 

الثلاثية الجهنمية حققها الإخوان أكثر من مرة منذ منتصف الثمانينات وحتى نهاية العقد الأول من الألفية، ففى فترة من الفترات تصدر وجدى غنيم المشهد وكان من شروط نجاح الداعية الذى تصدره الإخوان هو إشاعة أنه مضطهدا أو يتعرض للمنع من الخطابة، ليصبح هو الشيخ غير الرسمى صاحب العلم الشرعى الحقيقى الذى تخشاه المؤسسة الرسمية.

 

 اللافت أن وجدى غنيم لعب هذا الدور باقتدار رغم أن الأيام أثبتت ضحالة حجته وتهافتها، وكان يعتمد فى هذا الوقت على حس الدعابة الذى يغلف به الاف من الأفكار السامة، وكان أول من تناول الظواهر الاجتماعية من المنظور الإخوانى ثم أعاد تصديرها للمجتمع، فتحدث عن سلوك المسلم كمدرس، محامى، حتى العامل المهنى.

 

كانت شريط الكاسيت هي الآلية التى استخدمها الإخوان لترويج وجدى غنيم ونشر أفكاره والمحصلة أنهم حصدوا كثيرا من الأتباع والأنصار، وأصبحت تجارة الكاسيت للخطب الدينية أكثر رواجا من أغانى المطربين فى ذلك الوقت.

 

الانترنت وعمرو خالد

 

فى مطلع الألفية ظهر الوجه الجديد ليكون نجم الدعوة الدينية دون أن يعلن ذلك صراحة، وهو عمرو خالد الذي ظهر علي جميع الفضائيات بخطاب رقيق وملابس كاجوال، فأصبح هو الداعية الممنوع الذى تحاربه الدولة حسب الخطة الإخوانية، ووصل الأمر إلى أن الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان صعدت أمر منعه من الخطابة فى مجلس الشعب، رغم أنه من الأساس لم يكن فى هذا التوقيت يحمل مؤهلا دينيا يمكنه من ارتقاء المنبر .

 

مع تطور الزمان أصبح الإنترنت هو وسيلة الرواج، لكن زاحمهم فى هذا التوقيت الكثير من التيارات الدينية فحشد السلفيون لأبى إسحق الحوينى ووصفوه بـ"أعلم" أهل الأرض، وظهرت على شاشات الفضائيات فتاوى تتحدث بكل جراءة عن تحريم تعليم الفتيات، وأن الفتاة حتى لو كانت منقبة فهى السبب فى التحرش بسبب لون حقيبتها، كل ذلك كان يجرى على مرأى ومسمع من الجميع دون أن تتدخل الأجهزة الرسمية فيما كانت التيارات الدينية تكتسب أرضا جديدة كل يوم وتشحذ بطارية ماكينة الحشد.

 

وعندما  سقط نظام مبارك ووثب الإخوان وحلفائهم من التيارات الدينية بدت الحقيقة مختلفة تماما عما كان يعلب فى الكاسيت والإنترنت وكان طبيعيا أن يثور الشعب ضدهم لإسقاطهم، وأن تبدأ الدولة مرحلة المواجهة مع أفكارهم وتعريتها بالكامل لتنهار شعبيتهم وهو ما حدث الأن

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة