ثقافة رئيس الوزراء

السبت، 22 أغسطس 2020 01:41 م
ثقافة رئيس الوزراء
مختار محمود يكتب :

فى هذا الصباح.. تداولت المنصات الألكترونية تقريرًا صحفيًا عن أداء وزارة الثقافة خلال الفترة المنقضية وتأكيد رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى على أن حكومته مهتمة بدعم الثقافة؛ من أجل بناء الإنسان المصرى. تصريح "مدبولى" جاء بعد مناقشته تقريرًا تلقاه من وزيرة الثقافة عازفة الفلوت الدكتورة إيناس عبد الدايم التى يبدو أنها أوهمته بأن "الدنيا بأه لونها وردى وأنا جنبك وإنت جنبى" رغم أجواء الصيف الحارة، وأن الأمور تجرى داخل وزارتها على يُرام.
 
الدكتور مصطفى مدبولى مُهذبٌ جدًا ويمتلك خطابًا هادئًا، لا يتعمد إثارة غضب الرأى العام مثل أقرانه السابقين أو بعض الوزراء الحاليين كوزير الأوقاف مثلاً.
 
وبُحكم الخبرة العلمية والعملية.. فإن "مدبولى" يجيد الكلام عندما يكون متعلقًا بالطوب والرمل والزلط وإنشاء الكبارى والأنفاق، ولكن عندما يكون الحديث عن الثقافة فإن الأمر يتطلب الاستعانة بـ"صديق صدوق"؛ حتى لا يورط نفسه فى تصريحات تُحسب عليه.
 
وإذا توقفنا فقط عند تأكيد رئيس الوزراء على اهتمام حكومته السنيَّة بالثقافة من أجل بناء الإنسان المصرى، باعتباره العنوان الأبرز الذى تم تداوله صحفيًا وإذاعيًا وتليفزيونيًا هذا الصباح، فإن الواقع يقول كلامًا مغايرًا لا يمت بما جاء فى تقرير الوزيرة وفى التصريحات الوردية الصادرة عن دولة رئيس الوزراء التى لا تصلح إلا للاستهلاك الإعلامى. وباللغة التى تجيدها "يا دولة رئيس الوزراء فإليك بعضًا من الأسئلة الوجيهة:
 
هل تعلم مثلاً أن نصيب المواطن من ميزانية وزارة الثقافة لا يتجاوز جنيهاً واحداً؟ وهل تعلم أن 90% من ميزانيتها يتم تخصيصها ك مرتبات ومكافآت للعاملين بالوزارة وأعضاء اللجان المحتلفة الذين لا يقدمون شيئًا مذكورًا يستحقون عليه أجرًا؟ وهل أخبرتك وزيرة الثقافة مثلاً بأن تلالًا من الكتب، تقدر نفقات إنتاجها بما يقرب من 30 مليون جنيه تملأ مخازن الوزارة؟ هل تعلم أن الوزارة تملك ما يقرب من 600 مركز وقصر ثقافة، معظمها مُعطل أو مُغلق أو مهجور؟ هل تعلم أن الوزارة تعانى من وجود عجز حقيقى فى الكوادر الفنية المتخصصة القادرة على إثراء العمل الثقافى الحقيقى؟ هل تعلم أن الوزارة تخاصم التكنولوجيا فى كثير من تفاصيل العمل بها؟ هل تعلم أن بعضًا من قطاعات الوزارة تحول إلى أوكار لكارهى الإسلام والعلمانيين المتطرفين، علمًا بأن التطرف شرٌّ مستطير سواء كان خاصًا بالدين أو بالعلمانية؟ هل نسيت أن هذه الوزارة هى من أرادت من قبل تكريم "سيد القمنى"، ومنحت فيما بعد أرفع جوائزها لـ "جابر عصفور" وربما تكرِّم فى القريب العاجل كلاً من: "خالد منتصر وفاطمة ناعوت"؟ هل تعلم أن البرامج الثقافية الجادة والحقيقية يتم تغييبها بشكل كامل عن وسائل الإعلام الرسمية المختلفة؟ هل تعلم أنه تم إبعاد مسؤولة كبيرة مؤخرًا من منصبها بالوزارة لأنها أعلنت أنه لن يتم ترجمة الكتب المحرضة على الأديان والمناوئة للقيم والأخلاق والأعراف؟
 
وإجمالاً.. فإن وزارة الثقافة، رضى دولة رئيس الوزراء أو لم يرضَ، هى وزارة خارج السياق تمامًا ومعزولة عن الرأى العام، ولا تلعب أى دور فى بناء الإنسان المصرى أو تشكيل وعيه أو إثراء معرفته، وهو ما يخالف توجيهات رئيس الجمهورية!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق