ازدواجية المعايير.. خرق المسؤولين لقيود كورونا في العالم يثير غضب الرأي العام

الإثنين، 31 أغسطس 2020 11:31 ص
ازدواجية المعايير.. خرق المسؤولين لقيود كورونا في العالم يثير غضب الرأي العام
كورونا

أدى تفشي وباء كورونا إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، في محاولة للحد من انتشار الفيروس، فبالإضافة إلى إيقاف السفر بين البلدان، حاولت بعض الحكومات تقييد حركة الناس داخل حدود بلدانها الخاصة أيضاً ومنع الاختلاط بين الناس في الأماكن العامة.
 
ولكن كانت المفاجأة هو خرق المسؤولين حول العالم للقيود التم تم فرضها بسبب وباء كورونا، لذلك عندما يقوم الأشخاص الأقوياء أو ذوي النفوذ بكسر القواعد، يثير هذا غضبا عاما ويركز الأضواء على عدم المساواة في المجتمع.
 
واستقال فيل هوجان، مفوض الاتحاد الأوروبى الأسبوع  الماضي، من منصبه لكسره قيود كورونا بحضوره حدث سياسى لجمعية الجولف مع 80 آخرين، وكان هو أحد أعضاء النخبة السياسية الذين تم الإمساك بهم وهم يخترقون القواعد.
 
كما استقال من قبل وزير الزراعة فى إيرلندا دارا كوليرى بعد ما أطلق عليه فضيحة الجولف جيت. وعقد العشاء بعد يوم من مواجهة الحكومة التى يعمل بها زيادة فى حالات كورونا وفرضت قيود على الفور قصرت التجمعات الداخلية على 6 أشخاص فقد، عن عدد 50 كان مسموح به فى السابق.
 
واضطر وزير الصحة فى نيوزيلندا إلى الاستقالة الشهر الماضى بعد عدة عثرات منها خرق قواعد البقاء فى المنزل لأخذ عائلته إلى الشاطئ.
 
وفى مؤتمر الحزب الجمهورى بالولايات المتحدة العام الماضى، تم تجاهل قواعد التباعد الاجتماعى إلى حد كبير. وفى أحد الأمثلة الصارخة، تجمع أكثر من ألف شخص فى البيت الأبيض، كان القليل منهم يرتدى الأقنعة، ويجلس قرب بعضهم البعض، ليسمعوا الرئيس ترامب وهو يقبل ترشيحه مساء الخميس الماضى.
 
وفى بريطانيا، أصبح سلوك كبير مستشارى رئيس الوزراء بوريس جونسون، دومنيك كامينجز، مثالا على ازدواجية المعايير فى أذهان الجمهور. حيث يتوقع من الناس العاديين إتباع القواعد بينما يمكن للنخبة على ما يبدو كسرها مع الإفلات من العقاب.
 
 فقد رفض كامينجز الاعتذار عن قيادته لمسافة طويلة فى إنجلترا مع زوجته وطفله أثناء الإغلاق، بينما كانت زوجته مريضة يشتبه فى إصابتها بكورونا، وقاد السيارة بعد ذلك إلى مكان جميل. ورغم الضجة التى أثيرت، لم يستقيل كامينجز ولم يتم إقالته. وقامت الشرطة بالتحقيق فى أنشطته، لكنه لم يواجه أى إجراء.
 
وانتهك مسئولون كبار آخرين فى بريطانيا القواعد، مثل المسئول الطبيى الرئيسى فى اسكتلندا كاثرين كلادرود التى استقالت فى إبريل الماضى وتم تقديم إخطار رسمى من الشركة بعد كسرها القيود مرتين لزيارة منزلها الثانى.
 
واستقال أيضا البروفيسور نيل فيرجسون، خبير الأوبئة البارز الذى قدم المشورة للحكومة البريطانية من منصبه الحكومى فى مايو بعدما كسر قواعد الإغلاق بالسماح بعشيقته بزيارة منزله.
 
وتقول سوزان ميكى، أستاذ فسيولوجية الصحة فى كوليج لندن إن مثل هذه النماذج لها تأثير مستمر على استعداد الرأى العام للالتزام بالقيود. وتعد ميكى جزءا من  مجموعة استشارية سلوكية فى لجنة ساجا العلمية الحكومية فى بريطانيا التى شاركت فى وضع الاستجابة لكورونا. وهى جزء أيضا من خبراء آخرين فى نفس الشأن.
وتقول ميكى إنهم يعرفون أن الثقة والنزاهة المتصورة أمرين هامين للغاية فيما يتعلق بحماية الالتزام. ونعرف أيضا من البيانات التى تم جمعها من المسوح الأسبوعية أن الثقة تراجعت بشكل كبير وكذلك الالتزام، بعد الضجة التى أثارها دومنيك كامينجز. فمن الصعب للغاية بناء الثقة مرة أخرى، من السهل خسارتها، ومن الصعب بنائها.
 
 
وأكدت ميكى أن قرار جونسون وحكومته الدفاع على تصرفات كامينجز جعل الأمور أسوأ.
 
وتقول ليندا باولد، أستاذ الصحة العامة بجامعة أدنبرة إن مثل هذه التصرفات من قبل أشخاص مؤثرين تفاقم الإحساس بالتقيد لأنها تقدم رسالة بأنها هناك قاعدة لنا وقاعدة لهم. وهذا مضر للغاية وشىء مؤسف أيضا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة