وداعا أمير الإنسانية.. 66 عاماً من العطاء للكويت وللأمة العربية

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020 04:02 م
وداعا أمير الإنسانية.. 66 عاماً من العطاء للكويت وللأمة العربية

رحل أمير دولة الكويت الشيخ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (91 عاما) عن عالمنا منذ قليل، بعد أن وافته المنية فى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء استكمال علاجه منذ 23 يوليو بعد عملية جراحية أجراها في بلاده.

واتشح العالم العربي كله بالسواد على رحيل الأمير الملقب بأمير الانسانية فمحطات كثيرة ومسيرة حافلة بالعطاء حاضرة في الأذهان، منذ توليه أول مسؤولية "عمل عام" في 1954 وهو في الـ 25 من عمره، ومروراً بتوليه منصب أول وزير للإعلام بالكويت، ثم منصب وزير الخارجية على مدار 40 عاماً، فرئيس للوزراء خلال الفترة من 2003 إلى 2006، ثم أميراً للكويت منذ عام 2006، وما تخلل ذلك من مناصب ومهام ومسؤوليات عديدة تولاها، لم يتوان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في خدمة وطنه وأمته والإنسانية بشكل عام، فحققت الكويت في عهده قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، وأسهمت وساطاته في حل العديد من أزمات المنطقة.

توجت مبادراته الإنسانية، التي كانت لها أصداء عالمية بتكريم رفيع من الأمم المتحدة بمنحه في 9 سبتمبر 2014 لقب "قائداً للعمل الإنساني" وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الحاكم الـ15 لدولة الكويت الابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم العاشر للكويت.

 

EjE4y58XcAA31yC

 

ولد في 16 يونيو عام 1929، ودخل  "المدرسة المباركية" ومن ثم أوفده إلى بعض الدول لاسيما الأجنبية منها للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية التي ساعدته في ممارسة العمل بالشأن العام، وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يرافق والده في رحلاته الخارجية.

 

بدأ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حياته السياسية الأولى وتمرس في العمل العام ولم يكن قد تجاوز الـ25 عاماً من عمره عندما تم تعيينه في 19 يوليو عام 1954 عضواً في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها بمهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذ تلك الخطط.

 

وفي عام 1955 تولى منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تولى تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، كما أولى اهتماماً بالفنون وعلى رأسها المسرح، فأنشأ أول مركز لرعاية الفنون الشعبية في الكويت عام 1956، ثم في 1957 أضيفت إلى مهامه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر، إذ عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت "الكويت اليوم"، وتم إنشاء مطبعة الحكومة لتلبية احتياجاتها من المطبوعات ووقتها تم إصدار مجلة "العربي".

 

EjE0AVwXcAEZD5S

 

بعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عضواً في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 وزيرا للإرشاد والأنباء، التي تحول اسمها بعد ذلك لوزارة الإعلام، ليكون أول وزير لها في تاريخ الكويت.

وفي 28 يناير 1963، وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزيراً للخارجية، لتبدأ مسيرته مع العمل السياسي الخارجي والدبلوماسية التي برع فيها ليستحق عن جدارة لقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين في العالم، بعد أن قضى 40 عاماً على رأس تلك الوزارة المهمة قائداً لسفينتها.

وإبان عمله وزيرا للخارجية، رفع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد قبولها عضواً فيها في 11 مايو 1963، وبذل طوال سنوات قيادته لوزارة الخارجية جهداً كبيراً في تعزيز وتنمية علاقات الكويت الخارجية مع مختلف دول العالم، كما قام بالعديد من الوساطات التي أسهمت في حل العديد من الأزمات.

 

EjE4F24WoAUDEtg

 

 

وشهدت البلاد نتيجة ذلك استقراراً في سياستها الخارجية وثباتاً اتضحت ثماره في الثاني من أغسطسب عام 1990 عندما وقف العالم أجمع مناصراً للحق الكويتي في وجه غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي أثمر صدور قرار مجلس الأمن رقم 678 الذي أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية لتحرير الكويت.

ونظراً إلى ما يتمتع به من فطنة وذكاء وقدرة فائقة على تحمل المسؤولية، فقد أسندت إليه العديد من المناصب، إضافة إلى منصب وزير الخارجية، حيث عين وزيراً للإعلام بالوكالة في الفترة من 2 فبراير 1971 وحتى 3 فبراير 1975.. وفي 16 فبراير 1978 عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، ثم في 4 مارس 1981 تسلم حقيبة الإعلام بالوكالة، إضافة إلى وزارة الخارجية حتى 9 فبراير 1982.

ويوم 3 مارس 1985 عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حتى 18 أكتوبر الأول 1992 عندما تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.. وأسندت إليه مهمة تشكيل الحكومة الكويتية بالنيابة عن ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بسبب ظروفه الصحية، وذلك يوم 14 فبراير 2001.

في 13 يوليو 2003، صدر مرسوم أميري بتعيينه رئيساً لمجلس الوزراء، ليسجل نجاحاً جديداً في قيادة دفة السياسة الداخلية، كما نجح على مدار 40 عاماً في قيادة السياسة الخارجية لبلاده، ومنذ اللحظات الأولى لتوليه منصب رئاسة الوزراء، حرص الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على تبني رؤية شاملة وعميقة للتنمية في الكويت تطول مختلف قطاعات الدولة، وعلى رأسها القطاع الاقتصادي، فقام بتشجيع القطاع الخاص وفتح فرص العمل الحر أمام الشباب من خلال دعم المشروعات الصغيرة.

واستمر في مسيرة العطاء رئيساً للحكومة الكويتية حتى يناير عام 2006، عندما اجتمع مجلس الوزراء واتخذ قراراً بالإجماع بتزكية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميراً للبلاد، وفقا للمادة 3 من قانون توارث الإمارة الصادر عام 1964.

وكان أول أمير كويتى منذ عام 1965 يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة..، وعلى مدى 55 عاماً من تولي الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم شهدت البلاد نهضة تنموية شاملة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق