محملة بالأسلحة والمتفجرات.. فضيحة الـ«سيارة الجيب» تكشف التاريخ الأسود للتنظيم الخاص للإخوان

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 11:20 ص
محملة بالأسلحة والمتفجرات.. فضيحة الـ«سيارة الجيب» تكشف التاريخ الأسود للتنظيم الخاص للإخوان
الاخوان

يعد شهر نوفمبر، من الأشهر التي لها مكانة خاصة لدى جماعة الإخوان الإرهابية، فقد ارتكبوا فيه عدد كبير من الجرائم الإرهابية، أشهرها قضية «السيارة الجيب»، التي تورط فيها مصطفى مشهور، قيادي التنيظم الخاص والمرشد الخامس لجماعة الإخوان، وهي القضية التي أثارت جدلا واسعا في مصر، وخارجها.

 

قضية السيارة الجيب

تعتبر قضية السيارة الجيب، من أشهر القضايا المتعلقة بالعمليات العدائية لجماعة الإخوان، والتي نتج عنها إعلان النقراشي باشا، بحل الجماعة، علاوة على اتجاه الحكومة المصرية حينها، باتخاذ قرار بالحل نهائي، حينها قرر أحمد عادل كمال، العضو بالتنظيم الخاص، يوم 15 نوفمبر 1948، نقل بعض الأوراق والمعدات المتعلقة بالنظام من شقة في حي المحمدي، إلى شقة أخرى لدى إبراهيم محمود علي، أحد أعضاء الجماعة بمطقة العباسية، واصطحب معه كمال طاهر عماد الدين، داخل سيارة جيب مخصصة لأعمال التنظيم الخاص، فى 15 نوفمبر 1984، لتودع هذه الأشياء على سبيل أمانة في شارع جنينة القوادر بـحي الوايلي بالعباسية، أمام المنزل رقم 38، إلا أنه كان من سكان هذا المنزل مُخبر ولديه حالة خصام مع جاره إبراهيم محمود علي، ولاحظ أن السيارة لا تحمل أرقامًا، كما أنها تخص خصمه إبراهيم محمود، فانتهز الفرصة وضبط السيارة كيدًا في خصمه، فوجد أن الأمر لم يكن مجرد عدم حمل السيارة لترخيص من المرور، بينما كان في داخلها أسلحة ومتفجرات، فأبلغ الشرطة وتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة، لينكشف بسبب تلك الواقعة أمر التنظيم السري الخاص لجماعة الإخوان المسلمين، ما أسفر هذا الحادث عن إعلان محمود فهمي النقراشي باشا، رئيس الوزراء حينها، أمرا عسكريا بحل جماعة الإخوان المسلمين، واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفي الدولة والطلبة المنتمين لها، فكان هذا القرار سببا في إسراع التنظيم الخاص بجماعة الإخوان، باغتيال النقراشي باشا.

 

أعترافات عضو التنظيم الخاص عن القضية

كتب أحمد عادل كمال، أحد قادة النظام الخاص، والذي كان متورطا في حادث السيارة الجيب، في كتابه بعنوان «النقط فوق الحروف - الإخوان المسلمون والنظام الخاص»، في الفصل العاشر، عن قضية السيارة الجيب: «كان سقوط السيارة الجيب في 15/11/1948 وتراءى للنقراشي، بها أنه قد استمكن من الإخوان، كان النقراشي رئيسا للوزارة وحاكما عسكريا عام ورئيسا للحزب السعدى، أكثر الاحزاب المصرية هزالا وضعفا حينذاك، كما كان في نفس الوقت وزيرا للداخلية وللمالية في وزارته، وفي 8/12/1948 أصدر أمره العسكري بحل جماعة الإخوان المسلمين، ولم تنقض 3 أسابيع حتى سقط قتيلا في عرينه بوزارة الداخلية برصاص الإخوان، وكان لذلك الاغتيال أسباب 3، هي كما افصح عنها عبد المجيد أحمد حسن، الذي نفذ عمليه اغتيال النقراشي، تهاونه في شأن قضية وحدة مصر والسودان، وخيانته لقضية فلسطين، واعتداؤه على الإسلام بحل الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الإسلامية في عصرها.

وتابع: «منذ وقع النقراشي، قرار حل الجماعة وهو يدرك أنه ارتكب حماقة وتهورا يعرضه لما أصابه، فأعد لنفسه حراسة مشددة وبروجا مشيدة، وكان يذهب أياما إلى رئاسة مجلس الوزراء وأحيانا إلى وزارة الداخلية، وأحيانا أخرى إلى وزارة المالية، وقد استدعى الأمر قيام الإخوان بعملية رصد متوال لمعرفة جدوله في توزيع أيامه على وزاراته، كذلك كان يغير طريقه من منزله في مصر الجديدة إلى أي من تلك الوزارات بوسط المدينة، لذلك استبعدت فكرة اصطياده في الطري، وفي صباح يوم الثلاثاء 28/12/1948، ذهبت قوة الحراسة المكونة من الصاغ عبد الحميد خيرت، والضابط حباطي علي حباطي، والكونستابل أحمد عبدالله شكري، إلى منزل النقراشي لاصطحابه، وانتظروا الباشا حتى نزل إليهم قبل الـ 10 صباحا بـ20 دقيقة، وركب الأول معه في سيارته، بينما استقل الآخران سيارة أخرى تتبعها، ووصل الركب لوزارة الداخلية نحو الساعة 10، ونزل الباشا من سيارته أمام الباب الداخلي لسراي الوزارة واتجه لمصعد مجتازا بهو الساري وإلى يساره الصاغ عبد الحميد خيرت، وخلفه الحارسان الآخران، هذا بالإضافة إلى حراسة أخرى تنتظر بالبهو مكونة من كونستابل وصول وأونباشى بوليس.

واكمل أحمد عادل كمال: «كان هناك أمام وزارة الداخلية مقهى الأعلام، وتم اختياره مسبقا ليجلس به عبد المجيد أحمد حسن، والذي تسمى باسم حسني، منتظرا مكالمة تليفونية لتلقي إشارة بمغادرة الموكب في طريقه للوزارة، وتمت تلك التجربة مرات قبلها، وفي يوم الحادث تلقى الضابط حسني، إشارة تليفونية بأن الموكب قد تحرك، فغادر المقهى إلى البهو الداخلي لوزارة الداخلية، وهناك كانوا يخلون البهو من الغرباء في انتظار وصول الرئيس، لكن عبد المجيد، وقد تزيا بزي ضابط بوليس، لم يطلب إليه أحد الانصراف فهو من أهل البيت.

ويواصل: «حين غادر عبد المجيد، مقهى الأعلام، كانت هناك عيون على مقهى آخر ترقبه، شفيق أنس في زي كونستابل، ومحمود كامل السيد، في زي سائق سيارة بوليس، فتبعاه إلى داخل الوزارة، اجتاز عبد المجيد، الباب الخارجي ثم الداخلي وانتظر في البهو، وجاء النقراشي، بين حرسه متجها نحو المصعد، ففاجأه عبد المجيد، بإطلاق 3 رصاصات من مسدس برتا إيطالي الصنع، وتم ذلك بسرعة خاطفة وأصابت الرصاصات الهدف فسقط النقراشي، على الأرض جسدا له شخير وخوار، كانت الساعة 10.5 العاشرة صباحا، وأخذ رجال الحرس بما حدث فلم يستطع أحد منهم عمل شيء قبل إطلاق المقذوفات الـ3.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة