سلامات يا ماما أمريكا

الخميس، 05 نوفمبر 2020 01:06 م
سلامات يا ماما أمريكا
طلال رسلان

صدعونا بالحديث عن ماما أمريكا وديمقراطية ماما أمريكا والعالم الواصي، يا حرام، على دول العالم الثالث، ثم أداء الإعلام الأمريكي الذي لا يأتيه الباطل من بين شاشاته ولا من خلف أقلامه.

يا سادة أمام أعينكم الآن مشهد الانتخابات الأمريكية، بما فيها من حرب التخوين والتشكيك والتزوير والفساد واستباحة أي شيء وكل شيء،  وهذه تغطية الإعلام الأمريكي، أمام أعينكم، بألاعيبه وانحيازاته ومصالحه التي تحكم على الجميع بالرضوخ التام للاختيار بين ترامب أو بايدن.

في يومين سقط اللثام وغارت قشرة ألوان الماكياج الناصعة، وظهر الوجه الحقيقي لأمريكا، وحقيقة الأمور بما لا يدع مجالا للشك في نسخة أخرى لما صنعوه بإعلامهم تحت مسمى ممارسات العالم الثالث وتعاطيها مع الديمقراطية وحرية الرأي.

ببساطة ودون عمق يمكنك بسهولة تقسيم وسائل الإعلام الأمريكية بين الانحياز التام لأحد المرشحين، قائمة سيعثر عليها عقلك بمجرد قراءة عناوين القنوات والمواقع والصحف، أو حتى بمجرد المتابعة لدقيقتين لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، لن يختلف اثنان الآن على أن صوت المصلحة وحده يحكم ويحرك من خلف الكواليس.

بين يديك حاليا تقرير لصحيفة نيويورك بوست يكشف تصويت موتى في الانتخابات الأمريكية، وتم إرسال بطاقات اقتراع بالبريد إلى مجلس إدارة الانتخابات فى مدينة نيويورك باسم ناخبين موتى، يالا سخرية القدر، ما تحدث عنه ترامب لشهور قبل انطلاق المارثون الانتخابي يحدث بحذافيره ولا تنس أن ترسل السلام للمخدوعين والمنبطحين لبروبجندا الحرية المعلبة.

على مواقع التواصل الاجتماعي الفضيحة الأمريكية كاملة، نشر الأمريكيون فيديو آخر يظهر فيه أحد الأشخاص يقوم بملء ورقة اقتراع اليكترونية للتصويت في الانتخابات لشخص يدعى "جون أيكن" من مواليد العام 1900 بولاية ميتشجان، حيث من المفترض أن يكون بلغ من العمر 120 عاما، أي أنه يعتبر في عداد الوفيات، كما ظهر فيديو ثالث لشخص يدعى "ويليام برادلي" من مواليد 1902 بمدينة ديترويت في ميتشجان أيضا، أثناء ملء ورقة الاقتراع الإلكترونية.

ثم حدثني عن المعركة النزيهة عندما يطالب ترامب بوقف احتساب الأصوات البريدية المتأخرة، بعدما ظل على مدار أشهر يثير الشكوك حولها وما يمكن أن تسببه من حدوث تزوير فى الانتخابات، بينما يستخدم الديمقراطيون وأنصارهم كل الأسحلة مشروعة وغير مشروعة لحساب كل الأصوات فى ظل ما تشير إليه التقديرات من أن نسبة كبيرة ممن صوتوا مبكرا فى هذه الانتخابات مؤيدين لبايدن.

أتذكر، كما الجميع، سيل التقارير من وسائل الإعلام الأمريكية على مشهد الانتخابات في مصر، أي مشهد بالمناسبة رئاسية وبرلمانية، أتذكر اتهامات التزوير وشراء الأصوات التي تبنتها حملات كبرى مدفوعة الأجر لإظهار الصورة المظلمة المهينة، أتذكر تصدير فيديوهات لتصوير الأمر بالمسرحية، الآن حق عليهم أن يحدثونا عن مسرحيتهم الماسخة أمام العالم.  
 
صدّعوا رؤوسنا بريادتهم للعالم وبحضارتهم وشفافيتهم وديمقراطيتهم المزعومة، وها هي التصريحات المتبادلة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية بوقوع التزوير في الانتخابات والاعتراض على النتائج خير دليل على كذب هذه المزاعم.
 
إذا.. رحبوا معي جميعا بماما أمريكا في نادي العالم الثالث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق