مركز دراسات: مستقبل مظلم في العلاقلات الأمريكية التركية بسبب أردوغان.. وبايدن يستعد لتنفيذ وعوده الانتخابية بمعاقبة تركيا

السبت، 14 نوفمبر 2020 07:00 م
مركز  دراسات: مستقبل مظلم في العلاقلات الأمريكية التركية بسبب أردوغان.. وبايدن يستعد لتنفيذ وعوده الانتخابية بمعاقبة تركيا

مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية: إذا التزم بايدن بوعوده الانتخابية تجاه أردوغان سيفرض عليه عقوبات قاسية.. العقوبات على أنقرة تحظى بتأييد هائل فى الكونجرس بعد صفقة الصواريخ S-400
اردوغان
 
إذا التزم جون بايدين بوعوده الانتخابية سوف يوقع عقوبات قاسية علي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.. هذا ما خلص اليه تقرير نشره مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية بإسرائيل تقريرًا تحت عنوان ” ماذا يعني فوز بايدن لتركيا؟“، وهو التقرير الذي  أعده الباحث التركي “بوراك بيكديل”، تناول فيه مسار العلاقات الأمريكية التركية بعد فوز “جو بايدن” في الانتخابات الأمريكية.
 
وأشار التقرير إلي أن سبب توقيع العقوبات بسبب شرائه صفقة هامة من الأسلحة الروسية، بالإضافة إلى تخفيف العقوبات الامريكية على إيران.
 
ووفق التقرير الذي نشره "المرصد المصري" نقلا عن المركز الإسرائيلي، بالنظر إلى تعامل بايدن السابق مع أردوغان، أن تعامله يعطي مؤشرات مختلطة حول كيفية تعامله مع زعيم تركيا الذي يتمادى في نهجه الاستبدادي، وبالتالي فلن يكون بايدن قادرًا على اتباع نهج براجماتي خالٍ من المخاوف بشأن الحريات المدنية وحقوق الإنسان في تعامله مع أنقرة، حيث رأى أن ما تشهده تركيا من عجز متزايد للديمقراطية قد يجعل ذلك مستحيلًا. لكن على الصعيد الآخر، أشار إلى أن نظام أردوغان يمكنه اتباع خطة عمل جديدة مع واشنطن تحت قيادة بايدن.
 
وأضاف التقرير، أنه منذ اليوم الأول في بدء السباق الرئاسي الأمريكي، حظي ترامب بدعم وسائل الإعلام المؤيدة لأردوغان والمحللين الأتراك، على الرغم من أن تطبيق دونالد ترامب لمخططه تجاه الشرق الأوسط، بما في ذلك التطبيع العربي الإسرائيلي، اصطدم مع سياسة تركيا المستندة على مفاهيم إسلامية معارضة لإسرائيل، وموالية لحركة حماس.
 
 
واستطرد، أنه حتى الشيطان يفضل في تفسير هذا التوجه التركي، وتسائل كيف يدعم الإسلاميون في تركيا رئيس يُنظر إليه كعنصري مناهض للإسلام ومؤيدًا لإسرائيل؛ وفي إجابته على هذا التساؤل، يؤكد مُعد التقرير أن الأتراك رأوا أن إدارة بايدن المرتقبة قد تكون مدمرة لحكومة أردوغان.
 
وبالعودة إلى عام 2019، لفت التقرير إلى إشادة ترامب بأردوغان في وقت كانت التوقعات تتزايد فيه حول حدوث أزمة حادة في العلاقات الأمريكية التركية، حيث خالف ترامب التوقعات من خلال الإشادة بحرارة بأردوغان قبل وقت قصير من زيارته الرسمية إلى واشنطن بكلمات سخية، حيث وصفه بالصديق وأكد على عدم وجود مشكلة بينهما، كما وصفه بالرجل القوي الذي يحظى بتقديره.
 
وبالرغم من وجود العديد من الملفات التي تنطوي على مشكلات عميقة، سارت الاجتماعات في واشنطن بشكل جيد وانتهى الأمر بتبادل المجاملات، وتم تأجيل قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات الذي كان سيفرض عقوبات على تركيا في وقت كان اقتصادها على وشك الانهيار.
 
وعلى الصعيد الآخر، حظيت العقوبات على تركيا بتأييد هائل في الكونجرس بعد أن أصرت تركيا على تفعيل نظام دفاع جوي طويل المدى ومضاد للصواريخ روسي الصنع على أراضيها، حيث خشيت واشنطن من أن يؤدي تفعيل نظام S-400 إلى تهديد الأصول العسكرية الجوية للولايات المتحدة والناتو المتمركزة في تركيا.
 
لكن ترامب لم يشارك في هذا الخوف حسبما ذكر التقرير، وأكد أن سخائه تجاه رجل تركيا الإسلامي القوي كان أكثر من تجنب إصدار قانون مواجهة أعداء أمريكا.
 
 
وألمح التقرير أنه في النهاية تبين أن أردوغان كان يضغط على ترامب لعدة أشهر لإلغاء تحقيق جنائي في أحد المقرضين التابعين للدولة التركية، وهو تحقيق لم يهدد البنك فحسب، بل يهدد أفراد عائلة أردوغان وحزبه السياسي.
 
وكان بنك خلق يخضع للتحقيق بشأن اتهامات بأنه قوّض سياسة ترامب في عزل إيران اقتصاديًا، وهي إحدى ركائز خطته للشرق الأوسط. إذ أكد التقرير أنه من دون مساعدة ترامب، كان من الممكن أن يتعرض بنك خلق لعقوبات تصل قيمتها إلى عدة مليارات من الدولارات، ولازال هذا الاحتمال قائمًا، طالما لم يتحول جو بايدن إلى مؤيد هو الآخر لأردوغان.
 
وفيما يخص سياسات بايدن المتوقعة تجاه أردوغان، ألمح التقرير إلى أن تتبع تاريخ علاقة بايدن بأردوغان يحمل إشارات متضاربة حول الاتجاه المستقبلي المحتمل لتعاملاته مع الزعيم التركي المستبد.
 
وأضاف، أن بايدن بصفته نائب الرئيس سابقًا، قام بأربع زيارات رسمية إلى تركيا بين عامي 2011 و 2016، وأثير في عهده العديد من الملفات الصعبة مثل شمال سوريا، والقتال ضد داعش، والدعم العسكري واللوجستي الأمريكي للمقاتلين الأكراد. لكن أردوغان حصل على الضوء الأخضر للتوغل العسكري في شمال سوريا من ترامب في أكتوبر 2019، حيث انتشرت القوات التركية، في مواجهة القوات الكردية المجاورة والتي تعتبرها أنقرة قوى إرهابية  فيما تعتبرها واشنطن حليفاً..
 
وأضاف، أنه لطالما اتهم أردوغان إدارة أوباما بدعم الأكراد، وأدان إرسال آلاف الشاحنات المليئة بالأسلحة التي يُزعم أن الإدارة الأمريكية أرسلتها إلى المقاتلين الأكراد في سوريا لمحاربة داعش. وارتباطاً بذلك، يرجح التقرير أن وجود بايدن على رأس السلطة سيعزز من قلق أردوغان بشأن إقامة روابط أوثق بين واشنطن والأكراد السوريين.
 
 
فيما يتعلق برؤية بايدن تجاه اليونان، أشار التقرير أنه بتحليل الملامح العامة لسياسة بايدن يتضح توجهها بتقديم الدعم للجماعات والدول التي كانت تركيا تنظر إليها تقليديًا كعدو. ففي أكتوبر، نشرت حملة بايدن بيانًا رسميًا بعنوان “رؤية لليونان” تناول النقاط التالية:
 
لطالما عارض بايدن الاحتلال التركي لشمال قبرص ودعم تسوية شاملة لإعادة توحيد الجزيرة كاتحاد فيدرالي ثنائي المنطقتين ويضم طائفتين مع المساواة السياسية. ففي عام 2014، زار الجزيرة، وهو أول نائب للرئيس يقوم بذلك منذ أكثر من 50 عامًا، وقاد المفاوضات بشأن القضية القبرصية.
 
دعا جو بايدن إدارة ترامب مؤخرًا إلى الضغط على تركيا للامتناع عن المزيد من الأعمال الاستفزازية في المنطقة ضد اليونان ، بما في ذلك التهديد باستخدام القوة.
 
لطالما كان بايدن مؤيدًا قويًا للبطريركية المسكونية، وقدم دعمًا ثابتًا لقدرة البطريركية على أداء دورها كمركز للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، وهو يعتز بزيارته للبطريركية عام 2011 ولقاءاته مع قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس. كما أنه دعا تركيا إلى السماح بإعادة افتتاح مدرسة هالكي وانتقد القرار الأخير للحكومة التركية بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد.
 
لطالما كان جو بايدن صديقًا للجالية اليونانية الأمريكية في ديلاوير وفي جميع أنحاء البلاد، وأكد على امتنانه لدعمهم.
سيعمل جو بايدن بشكل وثيق مع اليونان لتعزيز الاستقرار في شرق البحر المتوسط.
 
 
على عكس الرئيس ترامب، سوف يدين بايدن السلوك التركي الذي ينتهك القانون الدولي أو يتعارض مع التزاماتها كحليف في الناتو، مثل الانتهاكات التركية للمجال الجوي اليوناني.
 
وفي تناوله لقضية إبادة الأرمن، لفت التقرير أنها تعد خط الصدع التقليدي على محور واشنطن وأنقرة ففي أبريل 2020 ، تعهد بايدن بالاعتراف رسميًا بالإبادة الجماعية للأرمن عام 1915 إذا تم انتخابه للبيت الأبيض، وهي خطوة تجنبها الرؤساء السابقون لسنوات.
 
وكتب في أحد المنشورات: “إذا تم انتخابي ، فأنا أتعهد بدعم قرار يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، وسأضع حقوق الإنسان العالمية على رأس أولويات إدارتي”. لذا، فرجح التقرير أن تصبح قضية الإبادة الجماعية أول اختبار ضغط للعلاقات الأمريكية التركية في عهد بايدن، و في أبريل 2021 ستذكره مجموعات الشتات الأرمن بالتزامه، حيث أن 24 أبريل هو تاريخ إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن.
 
وركز التقرير على التحديات التي يواجهها بايدن بشأن تركيا، والتي تتمثل حسبما ورد بالتقرير في طموحات استعادة الامبراطوري العثمانية السابقة في أراضي العراق وسوريا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا، بالإضافة إلى التوتر العسكري مع اليونان، والحصول على أنظمة الأسلحة السوفيتية السابقة، وتبني تركيا للخطاب الذي يدعي التطلع إلى تحرير القدس لجعلها عاصمة إسلامية، ورأى أنه على الرئيس الأمريكي الجديد أن يكون براغماتيًا مع تركيا وليس معاديًا أيديولوجيًا. 
 
فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، توقع التقرير أن يحاول بايدن بناء أسلوب عمل مع أردوغان قائم على “الانتهازية”، نظرًا لأن البراغماتية والدبلوماسية غالبًا ما تتغلب على المشاعر حتى في أوقات العلاقات الصعبة، وهو ما يعني أنه على الرغم من السلبيات على الصعيد النظري، إلا أنه من الممكن استعادة العلاقات.
 
 
ومن جانب آخر، فهناك التزام عميق لأردوغان تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق بالعشرات من الأمور الجيواستراتيجية، بما في ذلك المعدات العسكرية الهامة مثل نظام S-400 والتعاون المستقبلي المحتمل على نظام S-500 الأكثر تقدمًا، والجهود الروسية لبناء أول شركة نووية تركية لتوليد الكهرباء، واعتماد تركيا على الغاز الطبيعي الروسي، فكل ذلك قد يجعل من الصعب للغاية استحداث خطة عمل تركية أمريكية جديدة.
 
 
واستطرد، ينظر بايدن إلى روسيا على أنها أكبر تهديد لأمن أمريكا. ومن جانب آخر، سيعتبر تركيا حليفًا وشريكًا أساسيًا في مواجهة ألعاب القوة الروسية أو الإيرانية في المنطقة. ولكن على الرغم من كون تركيا دولة سنية عضواً في الناتو، فإن تركيا الإسلامية لا يمكنها لعب هذا الدور ضد إيران الشيعية، كما أنها ملتزمة جدًا بعلاقتها نع روسيا بالصورة التي تفيد الولايات المتحدة.
 
وبشأن التعامل مع المعارضة الأمريكية، لفت التقرير إلي أن بايدن قد يفضل اتباع سياسة أقل براغماتية تجاه تركيا، وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى مقطع فيديو لمقابلة مع بايدن مع صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر 2019 ظهر هذا العام وأثار الجدل، في الفيديو ، قال بايدن مرارًا وتكرارًا إنه قلق للغاية بشأن التطورات في تركيا ، داعيًا إلى نهج مختلف تمامًا لأردوغان من خلال الانخراط مع عناصر من قيادة المعارضة التركية كما فعل خلال فترة توليه نائباً. وأضاف بايدن: “يمكننا دعم تلك العناصر في القيادة التركية التي لا تزال موجودة والحصول على المزيد منها، وتشجيعهم على أن يكونوا قادرين على مواجهة أردوغان وهزيمته”، ليس عن طريق الانقلاب، ولكن من خلال العملية الانتخابية.”
 
وبالتالي، فلا يمكن لبايدن أن يتبع بايدن نموذجاً عملياً مع تركيا منفصلاً تمامًا عن المخاوف بشأن الحريات المدنية وحقوق الإنسان. حيث أن العجز الديمقراطي التركي المتزايد باستمرار يجعل ذلك مستحيلاً. وأشار إلى وضع منظمة فريدوم هاوس تركيا على قائمتها للدول “غير الحرة” في تقييمها لعام 2020 بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى هي، أفغانستان وأنغولا وبيلاروسيا وبروناي وتشاد وجيبوتي وإريتريا والجابون وإيران والعراق وليبيا وميانمار وكوريا الشمالية ونيكاراغوا وقطر ورواندا والصومال والسودان واليمن. ووفقًا للتقرير الخاص بسيادة القانون في الدول، تحتل تركيا المرتبة 107 من أصل 128 دولة في سيادة القانون. ووفقًا لتصنيف حرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود، فإن تركيا تحتل المرتبة 154 من بين 180 دولة ، وسجلت أسوأ من باكستان والكونغو وبنغلاديش.
 
وذكر التقرير قول عضو الكونجرس الجمهوري السابق “فين ويبر”: لا تكمن المشكلة في أن بايدن لديه موقف مختلف تجاه تركيا فحسب، بل أنه أثار عدة قضايا في الانتخابات، وانتقد ترامب في كلماته “تدليل الطغاة” وذكر أردوغان من بين آخرين. ورأى التقرير أن بايدن مجبر على اتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه العلاقات مع تركيا، لكنه لن يصل إلى حد الاصطدام، إذ أن هناك أمور أساسية تمنعه من جعل الأمور أسوأ، وأهمها، هو العامل الأمنية في العلاقات.
 
وتساءل، هل يعتمد بايدن في سياسته تجاه تركيا على مزيج من البراغماتية والحذر الأيديولوجي ؟ من وفي محاولته للإجابة على هذا التساؤل، أكد أنه من السابق لآوانه الجزم بذلك، إلا أن التعامل السابق بين بايدن وأردوغان يشير إلى أن خطاب بايدن المناهض لأردوغان قد يتلاشى، ويمكن أن يتطور إلى علاقة عمل جيدة بين الرئيس الجديد .
 
وأشار إلى قول نائب الرئيس التركي “فؤاد أقطاي” بأن انتخاب بايدن لن يغير العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بل إنها فقط مسألة مرحلة انتقالية. وبالعودة إلى الخلاف الدبلوماسي الذي وقع عام 2014 بين تركيا والولايات المتحدة، اعتذر نائب الرئيس بايدن رسميًا لأردوغان عن تصريحات تشير إلى أن تركيا ساعدت في تسهيل صعود تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
 
وفي تصريحات سابقة، قال بايدن إن أردوغان اعترف بالخطأ في السماح لمقاتلين جهاديين أجانب بعبور حدود تركيا إلى سوريا، مما أدى في النهاية إلى تنظيم الدولة الإسلامية. كما أشار التقرير إلى واقعة أخرى في أغسطس 2016، عندما تلقى أردوغان اعتذارًا آخر من نائب الرئيس بايدن لعدم زيارته لتركيا فور محاولة الانقلاب الفاشلة في الشهر السابق للزيارة. في زيارة لأنقرة، عرض بايدن على تركيا “دعم أمريكا المطلق والثابت”.
 
 
وفي هذا الصدد، أكد معد التقرير أن دبلوماسي تركي بارز اتفق مع الطريقة التي ينظر بها المتشككون في بايدن إلى تكتيكات ترامب التفاوضية الناجحة في كثير من الأحيان، حيث أخبره في محادثة هاتفية أنه يتفق مع الحجة القائلة بأن ترامب يعد سياسيًا فريدًا من نوعه، تحدث بطريقة ودية وتصرف بصرامة على الرغم من أن دعمه لحكومة أردوغان كان في بعض الأحيان يتجاوز مجرد الحديث الودي. 
 
واختتم التقرير بالتأكيد على أن فريق أردوغان قد يكون مدركًا بالفعل أنه يمكنهم وضع خطة عمل جديدة مع واشنطن في عهد بايدن، لكنه من المتوقع أن يهيمن الخطاب الذي تم تبنيه في السباق الانتخابي، لكن الحقائق على الأرض ستكون لها الأولوية مثلما قال نائب الرئيس التركي أقطاي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق