صوت الأمة تتبنى وتشارك في مبادرة «مصر أولاً.. لا للتعصب»..

الكاتب الصحفى كرم جبر: قمة الأهلي والزمالك الأفريقية ستكون بداية خطة استراتيجية إعلامية شبابية ممتدة لمواجهة التعصب

الأحد، 22 نوفمبر 2020 07:00 م
الكاتب الصحفى كرم جبر: قمة الأهلي والزمالك الأفريقية ستكون بداية خطة استراتيجية إعلامية شبابية ممتدة لمواجهة التعصب
الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام
يوسف أيوب

وزارة الشباب والرياضة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يستبقان قمة الأهلى والزمالك الأفريقية بمبادرة تحصين الجماهير 

الدكتور أشرف صبحى: الفترة الماضية شهدت احتقانا غير طبيعى بين الجماهير.. والمبادرة ليست حملة للاستهلاك الإعلامى

الكاتب الصحفى كرم جبر: اقترحنا أن تتوقف قناتى «الأهلى» و«الزمالك» عن أثارة المشاكل والأزمات وينظما بث مشترك لمدة ساعتين بوجود نجوم من الناديين

نتفاوض مع فيسبوك لمراعاة الأبعاد المحلية في المنشورات وحجب أو حذف المخالفين 

الإعلام الخاص والقومى أدى دوره المهنى والوطنى ووقف بشكل قوى في ظهر الدولة المصرية 

العاملين في الإعلام المعادى باعوا ضمائرهم وتأمروا ضد الدولة.. ولا يقدمون معلومة حقيقية وإنما انطباعات وأراء شخصية وقلب للحقائق وترويج للشائعات
 
 
الخميس قبل الماضي، شهد المجلس الأعلى للإعلام إطلاق مبادرة "مصر أولاً..لا للتعصب"، بحضور الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، والكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الإعلى للإعلام، الخميس الماضي، وجاءت هذه المبادرة فى إطار الاستعداد لنهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا المزمع إقامتها بين الأهلي والزمالك يوم 27 نوفمبر الجارى، ودعوة وسائل الإعلام للالتزام بقواعد التغطية الإعلامية لنهائى البطولة الأفريقية، وتطبيق الضوابط التي تحفظ للرياضة رسالتها.
 
وبعدها بخمسة أيام شهدت وزارة الشباب لقاء ثانى بين "صبحى" و"جبر" لبحث آليات المبادرة، وهو ما أكد أن هذه المبادرة تختلف عن غيرها من المبادرات، لإنها تأخذ طريقها للتنفيذ والمتابعة المستمرة. الدكتور أشرف صبحى، أكد من جانبه أن المبادرة تستهدف كل العناصر الرياضية لمعالجة شتى أنواع التعصب في الرياضة، مشيراً إلى ضرورة تداول إشكالية مواجهة التعصب، والعمل على التطبيق الجيد لها، والاستدامة في مواجهتها، موضحاً أن وسائل الإعلام تعد بمثابة أداة تساهم في تحقيق سلام أداء المنظومة الرياضية.
 
وعرض وزير الشباب والرياضة مجموعة من المقترحات المتعلقة بالبرامج والمشروعات كبرنامج تنفيذى مقترح للمبادرة، يرتكز على محاور التوعية، والإعلام والتواصل الاجتماعي، والمبادرات والأحداث الرياضية، وكذلك تشكيل لجنة مشتركة مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تقوم على تنفيذ المبادرة على أرض الواقع، وإقامة عدد من المشروعات المشتركة تدعو لنبذ التعصب، منها تنفيذ مهرجانات رياضية ومسابقات وندوات تثقيفية، ومؤتمر حواري موسع بحضور كبار نجوم الرياضة، وبحث إمكانية إقامة مباراة ودية بين قدامي الأهلي والزمالك على هامش ختام بطولة إفريقيا.
 
الوزير وهو يتحدث عن المبادرة كان تركيزه تجاه الاهتمام بالتكوين الشخصي المتزن لدي النشء والشباب، والعمل على توعيتهم، وتنمية مهاراتهم وصقلها، كعناصر أساسية في مواجهة التعصب، لافتاً إلى البرامج والمشروعات التي تنفذها الوزارة من أجل تحقيق تلك الأهداف.
 
وشدد الدكتور أشرف صبحى على أن الإعلام شريك النجاح، ولن ينجح دور الوزارة فى مبادرة لا للتعصب إلا بالرياضة والإعلام، لأن الإعلام هو مؤشر الأداء، والرياضة هى الأكثر تأثيراً على المجتمع، وقال أنه نشأ في حى شبرا وكان كل مشجع له طريقته الخاصة والمختلفة عن الآخر، وبانتهاء المباراة ينتهى كل شيء، لكن فى الفترة الحالية ومع اختلاف وسائل الاتصال والسوشيال ميديا أصبح كل فرد يؤثر على الملايين، وبالتالى كل المنظومة تؤثر على الرأى العام من تكوين روابط وعمق كبير، وكانت النتيجة أن الفترة الماضية شهدت احتقانا غير طبيعى بين الجماهير، دخل فيه تحديات من داخل وخارج مصر، حتى أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أحد الخطابات السياسية قائلا "تصدوا معنا"، وأصبحت هذه المبادرة لها آلية وتم مناقشتها وعقد الكثير من الندوات الخاصة بهذه المبادرة للتصدى للشائعات والفساد أيضا.
 
فكرة المبادرة كما شرحها الدكتور اشرف صبحى جاءت بمبادرة من الكاتب الصحفى كرم جبر، وقال صبحى إنه تلقى اتصالا مفاجئا من كرم جبر يطلب منه عمل فكرة عن التعصب ونبذه فى المجتمع، واقترح عليه اسم "مصر الكسبانة لا للتعصب"، فتم الاتفاق على شعار "لا للتعصب"، وعقد ندوة كبرى بحضور رؤساء تحرير وصحفيين وإعلاميين، وعندما رأيت هذا المشهد "تجمدت مكانى" وحسدت نفسى على كونى أصبحت وزيرا للرياضة وأجالس هؤلاء القامات.
 
وشدد أشرف صبحى على أن مبادرة لا للتعصب برنامج طويل الأجل، ولا تقف عند نهائى دورى أبطال أفريقيا فقط، مؤكداً أن المبادرة مستمرة ولن تتوقف، وليست حملة للاستهلاك الإعلامى ولكن ستكون مستمرة قائلا، "مش هقعد مع الإعلام وأمشى، لكن هدفها إيصال رسالة الى الجمهور أيضا".
 
المؤكد أن هذه المبادرة، وفق ما أكده الدكتور أشرف صبحى، تستطيع مقاومة الفوضى وتقدم الوعى المناسب للمجتمع، بمختلف فئاته، لوضع حداً لهذه المهزلة والفوضى التى تشهدها الملاعب والمباريات، خاصة أن الكثير من الشواهد تؤكد أن تحريض الجماهير يتم استغلاله سياسياً من دعوات التعصب والفوضى، وهو ما دفع "صوت الأمة" إلى تبنى المبادرة والعمل عليها من واقع المسئولية الوطنية التي تقع على عاتق الإعلام المصرى في هذه الأوقات تحديداً التي تشهد الكثير من التحديات التي تواجه الدولة المصرية.
 
ولكى يكون المواطنين أكثر إدراكا للمبادرة وبنودها ومعاييرها، ذهبت "صوت الأمة" إلى صاحب الفكرة الرئيسية في إطلاقها، وهو الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام، الذى فتح باب المجلس لكل الإعلاميين والرياضيين لتأخذ المبادرة طريقها الصحيح نحو التنفيذ والتطبيق.
 
في هذا الحوار أجاب الكاتب الصحفى كرم جبر على كل الأسئلة المتعلقة بالمبادرة، وأيضاً التخوفات حول مستقبلها ونتائجها.. فإلى نص الحوار..
 
 
بداية، كيف بدأتم التفكير في إطلاق المبادرة؟
 
كنا في المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام نفكر في إطلاق مبادرة حول مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في نهائي بطولة البطولة الأفريقية، من ناحية ضبط الأداء الإعلامى في البرامج الرياضية، التي لوحظ أنها في الفترة الماضية تثير بعض القضايا التي تسبب خلافات بين الجماهير وتناحر وتشاحن وكراهية، فكان رأينا في المجلس اعتبار هذه المباراة مناسبة لعدة أسباب، الأول أن هذه المرة الأولى التي يلتقى فيها فريقان مصريان في نهائي البطولة الأفريقية، كما ان هذه المباراة تأتى في وقت يعيش فيه العالم حالة من التوتر والقلق والإغلاق بسبب فيروس كورونا، لذلك من المهم اعتبار هذه المباراة رسالة إيجابية من مصر للعالم بأننا نحتفل بها.
 
بعد ذلك تحدثت مع الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة حول الفكرة والمبادرة المقترحة، فكان متحمس جداً للفكرة، خاصة انه كان يفكر في نفس الاتجاه، لذلك جلسنا واتفقنا على الأليات، ثم دعونا لعقد اجتماع موسع في مقر المجلس الخميس قبل الماضى بحضور كتاب وصحفيين وإعلاميين، وأطلقنا المبادرة بعنوان "مصر أولا.. لا للتعصب".

ما هي المحاور التي تقوم عليها المبادرة؟
 
هناك عدد من المحاور، منها الدعوة إلى التسامح الرياضى والسمو بالأخلاق السلوكية في مجال الرياضة، يضاف إلى ذلك إلى وجود إيمان قوى لدينا اننا إذا طرقنا باب التعصب الرياضى سيكون مقدمة لطرق كل أبواب التعصب في مصر، أخذا في الاعتبار أننا نتعامل مع الرياضة على أنها عشق الشعوب وتقريب بين الجميع، فبدأت المبادرة تنطلق، وعقدنا اجتماعات اتفقنا خلالها على عدة أمور، أهمها أن المبادرة يوم 27 نوفمبر ليست نهاية للمبادرة وإنما بداية تمتد لنحو أطول أو خط استراتيجية إعلامية شبابية ممتدة، تضم أربع محاور يجرى العمل عليها، وهى محور سياسة لتوعية الشباب، واخر دينى، ومحور رياضى، ورابع قانونى، وستكون هناك دورات تدريبية مكثفة يحاضر فيها أستاذة جامعات ورياضيين وفنانين تحت عنوان المبادرة، مع التطرق لصور التعصب الأخرى الكثيرة، وستكون هناك دورات تدريبية للمدربين انفسهم، وحلقات نقاشية مع الجمهور المستهدف سواء في الأندية أو الأماكن الشبابية وغيرها، من خلال إجراء حوارات موسعة.
 
وستكون هناك أجندة رياضية لاحداث العام القادم وكيفية التعامل معها وفق هذه المبادرة، كما تم الاتفاق مع وزير الشباب أنه خلال الفترة القصيرة القادمة قبل المباراة سنقوم بتنفيذ مجموعة من الأنشطة المرتبطة بالمبادرة، منها مارثون يحمل شعار المبادرة، ولقاءات في مؤسسات صحفية قومية، ونختتم ذلك بحفل كبير نرفع خلال الشعار، وكوروال من وزارة الشباب سيقدم أغانى وطنية وحماسية.
 
ونحن في المجلس طرحنا بعض الأفكار مع وزارة الشباب، منها أنه بعد انتهاء المباراة تكون هناك منصة تتويج واحدة يشارك فيها لاعبى الفريقين، وان يشارك الفريق الخاسر في المباراة في تقديم الكأس للفريق الفائز، وهذه ليست فكرة مثالية أو أخلاقية، لكن ما الذى يمنع ان يقف لاعبى الفريقين مع بعضهم على منصة واحدة في منافسة شريفة تنتهى بشكل يليق بمصر والفريقين، خاصة ان المحصلة النهائية هي أن مصر الفائزة في هذه المباراة، ولكى نعطى رسالة للجمهور أن هناك أجواء جديدة تنهى أجواء التناحر والخلاف، وهذه الأجواء لن تبدأ الا من اللاعبين أنفسهم.
 
وعلينا أن نعمل على تهيئة الأجواء لذلك، حتى لا يتكرر ما سبق وحدث في أعقاب مباراة القمة التي أقيمت قبل أشهر في الأمارات، والتي شهدت أحداث مؤسفة واحتكاكات أساءت لنا، وهنا تظهر أهمية الدور الذى يقوم به اتحاد الكرة، ومسئوليته من خلال الضوابط المشددة.
 
كما اقترحنا أن تتوقف قناتى "الأهلى" و"الزمالك" الفضائيتان عن أثارة المشاكل والأزمات، من خلال توجيه نداء للقناتين بان يعملا على ما يقرب بين جمهور الناديين، والامتناع عن كل صور السب والقذف والتراشق وكل ما يمكن ان يفرق بين الجماهير أو يثير الحساسيات، وقلنا أننا سنراقب أداء القناتين وسنشرك الرأى العام معنا في التجاوزات التي ستحدث من أيهما، حتى اذا ما أخذنا قرارا يكون قرار مجتمعى، لانه لا أحد يريد ان يفسد الأجواء.
 
واقترحنا البحث عن إمكانية ان تقوم القناتين ببث مشترك لمدة ساعتين بوجود نجوم من الناديين.
 
بالتأكيد هناك من سيرى هذه الأفكار كنوع من المثالية، لكنها في الحقيقة تمثل عودة إلى القيم الجميلة التي كانت سائدة في المجتمع المصرى، ولدينا أمثلة كثيرة يمكن الاستناد إليها ونحن نتحدث عن إمكانية أن تحدث هذه الأفكار أثارها الإيجابية في المجتمع، منها المثال الخاص بالجمهور الإنجليزى، الذى كان معروف عنه تعصبه، لدرجة أن كل الدول الأوربية كانت تمنع دخوله، وكانت تحدث حوادث كثيرة، لكن بالوعى والضوابط أصبح الجمهور الإنجليزى اليوم من أفضل الجماهير أداء وتنظيماً وتشجيعا، لذلك نحن في مصر من الممكن أن نصل إل هذه الحالة، بعد التغلب على المشاكل والعقبات، منها أن القنوات الرياضية او التي تبث برامج رياضية مطلوب ان تتحول لتكون كتيبة رأى مساندة للأفكار الداعية إلى نبذ التعصب، أخذا في الاعتبار أنا نؤمن أن هذا التأثير لن يكون في وقتها، وانما سيأخذ وقت، لكن على المدى الطويل سنصل إلى النتيجة المرجوة بعدما يحدث اقتناع بالفكرة والمبادرة.
 
ومن المهم أيضاً مشاركة الشخصيات الرياضية الكبيرة في هذ المبادرة، فإذا ظهر محمد صلاح ووجه دعوة للجماهير برفض التعصب، أعتقد أن التأثير الإيجابى سيكون أكبر.
 
المشكلة التي ربما ستواجهنا أن هناك مواقع الكترونية وصفحات سوشيال ويوتيوب موجهة وكل عملها إثارة الفتن بين الناس، ونحن من جانبا نوجه نداء لهم من واقع رغبتنا في الترغيب أولاً، أن يتوقفوا عن إثارة الفتن والشتائم، لأن هذه الأمور مجرمة بمقتضى القوانين، ولدى المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام لائحة ضوابط، وكود أعلامى يتضمن كل ذلك، وهناك جزاءات على المخالفين، ونحن بحاجة لتفعيل هذه الضوابط، وهذا الامر ليس مسئولية المجلس بمفرده، وإنما مسئولية الإعلام ككل أن يتكاتف، لإن المسألة ليس مقصودا بها المنع، وإنما نريد أن تكون الأجواء بعيدة عن التعصب والتشنج، لذلك نسعى للاتفاق على ميثاق شرف نسير كلنا بمقتضاه، ويحدد الضوابط، بحيث يكون مسموحا للإعلام أو الإعلامى أن ينتقد كما يشاء، لكن هناك أمور لا يجوز الدخول فيها، مثل وقائع السب والقذف والتحريض، لإنها كلها أمور مجرمة ويجب أن نتوقف عنها.

الملاحظ أن هذه المبادرة تعد الوحيدة التي لم تكتفى بمجرد الإطلاق وأنما تبعتها خطوات تنفيذية واجتماعات وفعاليات؟
 
الراى العام لديه هاجس أو ظنون أن مثل هذه المبادرات لم تعدو أن تكون عملية حماسية وقتية تنتهى بعدها بساعات، لكن هذه المرة الأمر مختلف، لأننا أمام اتفاق وخطة استراتيجية يتم العمل على وضعها وبلورتها، وسيتم إعلانها على الكافة وستكون مرتبطة بجدول زمنى للتنفيذ سواء المتعلق منها بالدورات التدريبية أو الاحتفالات طيلة العام، وسيتم إعلان ذلك كله للرأي العام حتى نكون ملتزمين أمامه.
 
وهذه المرة المبادرة مختلفة، لإن المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام بدخوله كونه الجهة المنوطة بتنظيم الإعلام، وهذا الأمر ليس قولاً، وإنما وفق الأكواد ولوائح ضبط الأداء الإعلامى، كما أنه يملك توقيع جزاءات وغرامات، كما يملك أن يطلب من الجهات المعنية أن تزيل محتوى أو توقف صفحة أو تحجبها أذا ما خرجت عن المعايير القانونية، ولدى المجلس لجنة للضبط الرياضى وأخرى للشكاوى ولجان للتراخيص، فأذن لديه الآليات القانونية التي يجب تفعيلها لضبط المشهد الإعلامى.
 
وبخصوص وزارة الشباب والرياضة، فهى تمتلك إمكانيات مادية وبشرية ضخمة جداً، كما أن بإمكانهم تعديل التشريعات والقوانين لكى تتوافق مع مضمون المبادرة، كما لديهم الإمكانيات لإطلاق الفعاليات.
 
وهنا حدث التقاء بين إرادة الطرفين، المجلس والوزارة أن يعملا بخطة مستمرة وليست وقتية.
 
البعض تحدث عن غياب عدد من الأطراف الفاعلة عن المبادرة مثل اتحاد الكرة واللجنة الأوليبيمة والناديين المعنيين بالمبادرة أساسا؟
 
المرحلة الأولى للمبادرة كانت بحاجة لتنطلق بسرعة لأننا مرتبطين بموعد محدد وهو 27 نوفمبر الجارى، موعد المباراة، لكن بعد المباراة ومع استمرار المبادرة سنتواصل مع كل الجهات المعنية وسنطلب منها الدخول في المبادرة.
 
هل هناك تواصل الآن مع هذه الجهات لمجرد إعلامهم بالمبادرة؟
 
تركيزنا الأن أن ندعو للهدف الاساسى وهو الابتعاد عن التعصب، مع ترك الفرصة كاملة للفريقين ليستكملا تدريباتهم استعدادا للمباراة دون أن يكون لأحد تأثير عليهم، لكن بعد المباراة ومع الخطة المستدامة للمبادرة سنطلب من الجميع المشاركة بفاعلية بها، وسنتحدث معهم للمشاركة، ولن يقتصر الأمر حينها على الأهلى والزمالك فقط، وإنما ستشمل كل الأندية.
 
لكن عملنا الأن مركز على الإعلام، وبعد المباراة ستدخل أطراف أخرى وتتسع مساحة المشاركة في مناطق كثيرة.

تحدثت عن الرغبة الحالية في الترغيب، متى سنتحول إلى استخدام اللوائح والجزاءات؟
 
الجزاءات لم تتوقف، ففي الفترة الأخيرة أوقفنا برنامج "زملكاوى" على قناة الزمالك أسبوعين، ووجهنا أنذارين لأثنين ممن يمتلكون قناة على اليوتيوب بضرورة الالتزام بالضوابط والمعايير الإعلامية، ومباراة الأهلى والزمالك الأخيرة في الدورى أصدرنا قبلها الضوابط وبعدها تقرير عن الملتزمين، وكان هناك التزام كبيرة ولم تجد الا حالة خروج واحدة تم إعلانها أمام الرأي العام، لكنها لم تكن تستحق المسألة.
 
الترغيب مهم جداً، لأن هذه المبادرة بحاجة لظهير إعلامى مساند، وأن يكون هذا الظهير لديه قناعة بالمبادرة وأهدافها، وتؤمن أن الخروج عن المعايير الإعلامية هو عمل ضد الأخلاقية والمهنية وأخلاقيات العمل الرياضى والإعلامى، لنكون على أرضية ثابتة نتحرك عليها، لذلك ينصب تركيزنا الأن على زرع القناعة بأهمية نبذ التعصب لدى كل العاملين في المجالين الإعلامى والرياضى، وأن يشاركوا معنا في المبادرة.
 
بعد أسبوع من إطلاق المبادرة كيف تابعت ردة الفعل؟
 
على جميع المستويات أرى ترحيب كبير، فهذه المبادرة تعد الأولى التي تلقى صدى كبير ويكون صوتها مسموع في أماكن وجهات كثيرة، وبدأت تجذب كثيرين للمشاركة بها وتبنيها، كما أن الرأي العام أرى أنه لا أحد يختلف على بنود المبادرة التي تستهدف أولاً وأخيراً مصر.

السوشيال ميديا واليوتيوب تتحمل الجانب الأكبر من المسئولية عن موضوع التعصب والشد والجذب الرياضى، فكيف سيتم التعامل مع الخارجين منهم؟
 
لدينا مهلة أمام كل المواقع الإلكترونية للتسجيل بالمجلس الإعلى لتنظيم الإعلام، وبعد التسجيل تبدأ الإجراءات القانونية للترخيص والمزاولة، ولدى المجلس ضوابط أنه ممكن يحجب أو يزيل صفحات، وحالياً هناك اتصالات تجرى مع شركتى فيس بوك وتويتر وانستجرام للتفاوض معهم حول أهمية وجود معايير وضوابط تراعى البعد المحلى، وتستند هذه المفاوضات على أن يتم مراعاة هذه الأبعاد عبر المنشورات الموجودة على هذه المواقع، وإزالة أو حجب الصفحات المخالفة، من خلال أتفاق موقع مع هذه الشركات، وهو نظام معمول به في دول كثيرة، ولدينا أفكار كثيرة يتم دراستها وإمكانية تطبيقها وتفعيلها بسرعة، لإن السوشيال ميديا هي فضاء فسيح صعب السيطرة عليه، وهذه مشكلة لا تعانى منها مصر فقط وإنما كل دول العالم.
 
نحن لا نريد أن ننعزل عن العالم لذلك ندرس كيف نؤثر في مواقع التواصل الإجتماعى بدل أن نتأثر بها، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الإعلام المصرى سواء الخاص أو القومى حينما يواكب الأحدث يكون الأكثر نشاطا ومهنية في التغطية، ويكون مصدر المعلومة للسوشيال ميديا وغيرها، لذلك سنجد أن أكثر من 60% من محتوى السوشيال ميديا هو محتوى تنتجه وسائل الإعلام المصرية، وبالتالى نحن بحاجة إلى ضبط الأمور.
 
هل سيكون هناك تفكير لمخاطبة الأزهر والكنيسة والتربية والتعليم ليكونوا فاعلين ضمن المبادرة؟
 
من ضمن البنود التي تحدثنا فيها مع الدكتور أشرف صبحى، توقيع بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم، لتكون هناك مخاطبة عن المبادرة في المدارس، بوضع مادة مبسطة عن لا للتعصب يتم شرحها بلغة الشباب وبأفكارهم وتكون موجودة في كل المدارس، ونأمل أن يكون هناك حصص دراسية عنوانها "لا للتعصب" لتعليم النشء التسامح الدينى والأخلاقى وغيره.
 
وهنا أيضا تبرز فكرة أهمية مواجهة التعصب الدينى، بأن نقدم مبادئ الدين بطريقة مبسطة وفق احتياجات المجتمع دون الدخول في جدلية تجديد الخطاب الدينى، لكنى أريد معرفة مفهوم الدين لعلاقاتنا مع أخواتنا الاقباط، وموقف الدين الصحيح تجاه المرأة، فالإسلام أعلى من شانها ووضعها وحقوقها، في حين أن المتطرفين ينظروا لها نظرة أخرى، وموقف الدين من الشهادة والاستشهاد والعمليات الإرهابية، فهنا هذه أمور تحتاج إلى توضيح لتحصين الناس، لإن الطريق الى التطرف يتم تزينه بفتوى وينتهى بقنبلة أو تفجير، لذلك نحن نريد أن نعلى من شعار "لا للتعصب"، سواء كان رياضى أو دينى أو غيره. 
 
هل سيقوم المجلس بإطلاق مبادرات أخرى؟
 
بالتأكيد، فلدينا بروتوكول جاهز للتوقيع مع أكاديمية البحث العلمى خاص بالإعلاميين العاملين في المجال العلمى والطبى، وتسجيل المدونات في الأكاديمية ويتم أخطار المجلس بها، وسيتم إطلاق منصة بها مفاهيم عليمة وطبية سليمة تهم المواطنين.
 
كما نتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب لتنظيم برنامج لتدريب 60 قيادة إعلامية وصحفية يمثلون كل المؤسسات، كما وقعنا أتفاق مع اليونيسيف لبرنامج تدريب حول حقوق الطفل وفق المعايير العالمية.
 
ولدينا مبادرات أخرى نعمل عليها لكن لا نريد الإعلان عنها الآن، كما نتعاون مع كل الوزارات.
 
ما هو تقيمكم للمشهد الإعلامى المصرى حالياً؟
 
حينما نقيم المشهد الإعلامى المصرى، هناك طريقتان للنقد والتقييم، الأولى أن أهدم الإعلام وأقف عليه لكى أظهر وكأنى "طويل"، والثانية أن ابنى ونقف كلنا مع بعض.
 
من جانبي أعتمد دائما في التقييم الطريقة الثانية، وشخصياً أرى أن الإعلام المصرى أدى دوره بشكل مهنى ووطنى وقام بدور قوى في التوعية خلال أزمة كورونا وفى مواجهة الإرهاب والأفكار المتشددة، ووقف بشكل قوى في ظهر الدولة المصرية بكل فصائله.
 
الإعلام المصرى الرسمي سواء الخاص أو القومى يؤدى دوره بشكل جيد جداً سواء في التوعية، وخلال الفترة الماضية حقق طفرة كبيرة، يمكن استنتاجها من نسبة مشاهدة الفضائيات المصرية، ومتابعة الصحف والمواقع المصرية، التي ارتفعت نسبة مشاهدتها ومتابعتها ولها دور كبير.
 
والإعلام المعادى؟
 
فيما يتعلق بالإعلام المعادى فيضم أشخاص باعوا ضمائرهم ويتأمروا ضد الدولة المصرية بأشكال مختلفة، ويعملون وفق توجهات من أجهزة معينة، وأجرينا دراسة في المجلس الإعلى لتنظيم الإعلى انتهت إلى أن معظم ما ينشر سلبياً عن مصر في الإعلام المعادى لا تستند لمعلومة حقيقية وإنما انطباعات وأراء شخصية وقلب للحقائق وترويج للشائعات، وهو أمر بات معروفاً للجميع، وأصبح هذا الإعلام عديم الفاعلية والتأثير والتواجد أيضاً لأنه لا يقدم سوى الأكاذيب.
 
 
صوت الأمة
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق