تحركات مصرية لتوفير وإنتاج لقاح كورونا وإنشاء مراكز تجميع مشتقات البلازما

السبت، 28 نوفمبر 2020 09:00 م
تحركات مصرية لتوفير وإنتاج لقاح كورونا وإنشاء مراكز تجميع مشتقات البلازما
لقاح كورونا
أحمد سامي

رئيس الفريق البحثى المصرى: النتائج المبدئية للقاح المصري "Covied Vacc1"واعدة وتصل نسبة نجاحه لـ90%.. ونجهز المتطوعين لإجراء كافة الاختبارات 

مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح: نتائج التجارب الإكلينيكية على اللقاح الصينى مبشرة جدًا.. وننتظر موافقة الجانب الصينى لتصنيعه بـ"فاكسيرا"
 
يواصل وباء كورونا انتشاره وسط تحذيرات عالمية من موجة «كورونا» الثانية، وإعلان وزارة الصحة دخول مصر موجة أخري من الفيروس كما حدث في الكثير من الدول الأجنبية والعربية، توازياً مع تسارع الخطى من أجل إيجاد اللقاح المنشود في سبيل إيقاف الانتشار السريع لهذا الوباء، وتزايد الحديث في الفترة الأخيرة عن احتمال اقتراب الوصول إلى لقاحات متعددة تكافح الوباء الذي حصد أرواح أكثر من مليون شخص حتى الآن.
 
ويعول المصريين على لقاح كورونا المحتمل لفيروس كوفيد 19، سواء اللقاح الصيني التي انطلقت تجاربه السريرية في شهر أكتوبر الماضي، بمشاركة 3 آلاف مبحوث مصري، أو لقاح "Covied Vacc1" المصري الذي يمر بمراحله النهائية، وسيتم انطلاق الاختبارات السريرية للقاح بمجرد الحصول على موافقة هيئة الدواء المصرية بعد تحقيقه نتائج إيجابية خلال التجارب المعملية.

الرئيس السيسي يوجه بالبدء الفوري في إنشاء مراكز تجميع مشتقات البلازما
وشهد الأسبوع الماضى اجتماعات وترتيبات مصرية لمواجهة الموجة الثانية من كورونا، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه، مع ريمون جريفولز وفيكتور جريفولز، رئيسي مجلس إدارة شركة "جريفولز" الإسبانية لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما، بضغط الجدول التنفيذي للمشروع القومي لتصنيع وتجميع مشتقات البلازما في مصر، والذي سيتم بالشراكة مع شركة "جريفولز" الإسبانية ذات الخبرة العريقة في هذا المجال على المستوى العالمي.
ويمثل هذا المشروع إضافة ضخمة لسلسلة المشروعات القومية التي تعتني بصحة المواطنين، وذلك بتوطين تكنولوجيا تصنيع وتجميع البلازما في مصر، وأن يتم وفق أعلى المواصفات القياسية العالمية، فضلاً عن نقل خبرة الشركة فيما يتعلق بإدارة المراكز واللوجستيات الخاصة بالبلازما بدءاً من مرحلة تجميعها وحتى الإنتاج، بما يساهم في امتلاك القدرة في هذا المجال الحيوي، الذي له مردود مباشر على صحة وسلامة المواطنين، كما وجه الرئيس بالبدء الفوري في إنشاء مراكز تجميع مشتقات البلازما في مصر، ووضع آلية فعالة ودقيقة لضمان جدارة الأداء بالتعاون مع الشركة الاسبانية، مؤكداً سيادته الأولوية المتقدمة التي يمثلها هذا المشروع على مستوى الدولة.
 
من جانبهم؛ أعرب مسئولو شركة "جريفولز" الإسبانية عن تشرفهم بلقاء الرئيس، والترحيب بالتعاون مع مصر في مجال تجميع وتصنيع مشتقات البلازما، وبنقل الخبرات وتوطين التكنولوجيا وتطوير المراكز البحثية في هذا المجال، وذلك علي خلفية الاستراتيجية الفعالة التي تنتهجها مصر فيما يتعلق بالمشروعات القومية التي تتم بالتعاون مع الشركاء الأجانب، والتي يتم إنجازها في أزمنة قياسية وبكفاءة عالية نتيجة الاهتمام والمتابعة الشخصية من قبل الرئيس.
 
كما عقد الرئيس السيسى اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للشراء الموحد، واللواء طبيب مجدى أمين مدير إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة، وقال الرئيس إن أجهزة الدولة قامت بعمل رائع في مواجهة فيروس كورونا، لافتاً إلى أن جهود مصر في مواجهة كورونا لاقت ترحيبا من الجميع، مؤكدا أنه تم مناقشة كافة السيناريوهات المختلفة للتعامل مع أزمة فيروس كورونا.
 
وسجل الرئيس كل التقدير والاحترام للأطقم الطبية، مؤكدا أنها ما زالت تقوم بدور عظيم بدأ بنهاية العام الماضى ومستمر ببذل جهد ضخم للحفاظ على الحالة الصحية للمصريين، قائلا: "ما تحقق فى هذا المجال كان أمرا جيدا ورائعا، ولا ينسب للصحة والتعليم العالى فقط، ولكن المنظومة كلها فى مصر، والحكومة عملت على دراسات وتشكيل لجان متخصصة، هناك إدارة لها كل الاحترام والتحية لما حققوه من إنجاز أشاد به العالم كله".
 
وأوضح الرئيس السيسى أن الدولة اتخذت حزمة إجراءات على المستوى الاقتصادى وتم إطلاق مبادرة الـ100 مليار جنيه لمجابهة آثار تلك الأزمة، لافتا إلى أن هذا الوباء كان له تأثير قاس على اقتصادات العالم كله، وأن مصر احتفظت بجزء من النجاح نتيجة برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تحمل أعباءه المصريون.
 
واستطرد الرئيس مخاطبا جموع الشعب المصرى: "قبل الحديث عن اللقاح والعلاج من الممكن أن يتعامل المصريون مع الوباء والحد من الإصابات أو منعها تماما عبر رفع الوعى والالتزام بعدم الجلوس فى الأماكن المغلقة لأوقات طويلة، واحترام مسافات التباعد الاجتماعى الآمنة، والتزام ارتداء الكمامات والأقنعة الواقية للحد من فرص الإصابة، كما أن الهواء المتجدد وممارسة الرياضة أمر فى منتهى الأهمية".
 
وأكد الرئيس السيسى أن هناك لجنة علمية متخصصة تدير الأزمة منذ ديسمبر العام الماضى وحتى الآن وسيتم تدعيمها لدراسة أنسب اللقاحات التى يمكن التعاقد عليها للمرحلة القادمة، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا اللقاح طبقا للمعلن لن يكون متوفرا إلا اعتبارا من منتصف العام القادم يوليو حتى ديسمبر، وأن التعاقد سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة.

التجارب السريرية علي لقاح كورونا الصيني داخل مصر
وكشفت وزارة الصحة والسكان، أنه تم وقف التجارب السريرية على اللقاح الصينى فى مصر، بعدما اكتفت الشركة الصينية المسئولة عن تجارب اللقاح، بعدد المتطوعين من مصر، وأكملوا الـ 45 ألف متطوع من جميع الدول المشاركة فى التجربة حول العالم، واكتفت الشركة الصينية بـ 3 آلاف مبحوث، من مصر حصلوا على اللقاح بواقع جرعتين، لعدم القدرة على الوصول للمستهدف بواقع 6 آلاف متطوع في الزمن المحدد للدراسة.
 
وأعلنت وزارة الصحة في أكتوبر الماضي بدء إجراء التجارب الإكلينيكية في مرحلتها الثالثة على لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، والتي تخضع للمرحلة الثالثة من التجارب الاكلينيكية، في اطار حزمة متكاملة تشمل البحوث على اللقاحات المحتملة والتعاون في مجال التصنيع حال ثبوت فعاليته، وذلك في إطار التعاون مع الحكومة الصينية، وشركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية.
 
وأشارت وزارة الصحة الى أن تلك التجارب أطلق عليها "لأجل الإنسانية" تتم في ٤ دول عربية وتحقّق سابقة جديدة من خلال مشاركة متطوعين في كل من (الإمارات والبحرين والأردن ومصر)، واستهدفت 45 ألف مبحوث على مستوى العالم، حيث تلقى المشاركون في تلك التجارب جرعتين من التطعيم بينهم 21 يوماً، على أن يتم متابعة المشاركين في الدراسة لمدة عام كامل.
 
ومرت تجربة اللقاح بالمرحلة ما قبل الاكلينيكية، (ما قبل السريرية) وهي مرحلة اختبار اللقاح في المختبرات وعلى الحيوانات، ثم المرحلة الأولى وتمت على عدد من الأصحاء لاختبار المأمونية وقياس الفاعلية والجرعة القياسية لإنتاج أجسام مضادة بمستوى مناسب، وتمت المرحلة الثانية على عدد أكبر من المتطوعين التي انتهت إلى ثبوت فاعلية وأمان اللقاح على المشاركين، ثم بدأت المرحلة الثالثة لاختبار اللقاح على مجموعة أكبر من دول العالم المختلفة وتعد مصر من ضمن تلك الدول والتي تهدف لاستكمال اختبار المأمونية والفاعلية على عدد أكبر في أماكن مختلفة.
 
الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، قال إنه تم إجراء التجارب الإكلينيكية فى مصر على اللقاح الصينى، ونتائجه مبشرة جدًا حتى الآن، موضحا أنه تم الانتهاء من التجارب الإكلينيكية فى مصر، وسيتم جمعها وإعلانها من قبل الجانب الصينى خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولو كانت فاعليته جيدة سيتم تصنيعه بمصر فى المصل واللقاح "فاكسيرا"، مضيفًا أن نسبة نجاح التجارب الإكلينيكية على اللقاح الصيني بمصر، وصلت لأكثر من 85%.
 
 وأضاف الحداد، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن تجربة اللقاح مرت بالمرحلة ما قبل الاكلينيكية،  وهي مرحلة اختبار اللقاح في المختبرات وعلى الحيوانات، ثم المرحلة الأولى وتمت على عدد من الأصحاء لاختبار الأمان وقياس الفاعلية والجرعة القياسية لإنتاج أجسام مضادة بمستوى مناسب، وتمت المرحلة الثانية على عدد أكبر من المتطوعين والتي انتهت إلى ثبوت فاعلية وأمان اللقاح على المشاركين، ثم بدأت المرحلة الثالثة لاختبار اللقاح على مجموعة أكبر من دول العالم المختلفة وتعد مصر من ضمن تلك الدول والتي تهدف لاستكمال اختبار الأمان والفاعلية على عدد أكبر في أماكن مختلفة.
 
وأشار الحداد إلى أن العالم حتى الآن أمام لقاحي فايزر وموديرنا المحتملين، واللذين من نوع الفاكسين "RNA "، لافتاً إلى أن لقاح "موديرنا" يعمل على تحفيز مناعة الجسم لمقاومة الفاكسين، ويستعمل على مرتين الأولى يعقبها الثانية فى غضون 28 يومًا، لكن مشكلة لقاح فايزر تتمثل في سبل التخزين، حيث إنه يتطلب درجات حرارة باردة منخفضة جدا تصل إلى سالب 70 وهى درجة حرارة ستواجه مشكلة كبيرة في عملية النقل. أما موديرنا يخزن في درجة حرارة 2-8 درجة مئوية، ويمكن تخزينه في الثلاجة العادية وبالتالي لقاح موديرنا له الأفضلية في عملية النقل ومن ثم هناك توقع بأن يكون أفضل كثيرا من لقاح فايزر.
اللقاح المصري يحقق نتائج ايجابية تصل إلي 90%
 
وقال الدكتور محمد أحمد على أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث ورئيس الفريق البحثى المصرى، أن النتائج المبدئية للقاح المصري "Covied Vacc1"واعدة وتصل نسبة نجاحه إلي 90%، لكنه أشار إلى عدد من الإجراءات سيتم اتخاذها بعد نجاح التجارب السريرية، منها الحصول على موافقة من هيئة الدواء المصرى، لافتاً إلى أنه يجرى حالياً تجهيز المتطوعين لإجراء كافة الاختبارات لهم، مع وضع شرط اساسى للمتطوع، وهو الا يكون تعرض للإصابة بالفيروس، مؤكداً أنه تم اختبار اللقاح على 4 أنواع من الحيوانات وفقاً لاشتراطات منظمة الصحة العالمية، وحقق نتائج واعدة.
 
وأضاف رئيس الفريق البحثى المصرى أن اللقاح أثبت فعاليته في تحفيز الجهاز المناعى لإنتاج أجسام مناعية مضادة لفيروس كورونا، وتم عمل الملف العلمى الخاص بالاختبارات الاكلينيكية وجارى عرض الملف على هيئة الدواء المصرى المنوط بها التصريح بإجراء التجارب الاكلينيكية، موضحاً أن المرحلة الأولى من الاختبارات السريرية ستبدأ على 100 شخص سليم بعد إجراء التحاليل اللازمة لهم، وبعد أخذ النتائج والمتابعة، بعدها ستبدأ المرحلة الثانية حتى نصل إلى المرحلة الثالثة التي يتم بعدها إنتاج اللقاح في حاله نجاحه والموافقة عليه.
 
من جانبه أكد الدكتور ممدوح معوض نائب رئيس المركز القومي للبحوث لشئون البحوث والعلاقات الدولية ان المركز ينتظر موافقه هيئة الدواء لبدء تلك التجارب بعد الانتهاء من التجارب على الحيوانات لانتقال الى المرحلة الإكلينيكية، مشيراً إلى أن اللقاح أنتج أجساما مضادة مرتفعة جدا ومستديمة ولا تقل بعد مرور الوقت وآمنة للغاية لا تسبب أي أثار جانبية، وتم إجراء التجارب على الفئران والجرزان وخنازير غينيا وأثبت كفاءة وفعالية وأمان وتم تجهيز ملف كامل وإرساله لهيئة الدواء ولا توجد عوائق وفى انتظار الموافقة النهائية لبدء تجارب المرحلة الأولى على البشر.
 
وأضاف معوض ، أنه تم اجتياز المراحل الأولية للتعرف على نوعية الفيروس والتتابع الجينى له من عزلات مصرية وتم العمل على التوصل لإنتاج وتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد کوفید 19 )، حيث تم التوصل إلى 4 أنواع من اللقاحات المضادة للفيروس، وأحد هذه اللقاحات الأربعة وصل إلى مرحلة التجارب الإكلينيكية، وتم تقديم ملف كامل إلى هيئة الدواء المصرية وأجازت الجزء البحثى الخاص بالمركز، وتقوم الهيئة الآن بتقييم إحدى الشركات التى سوف تقوم بإنتاج العينات الأولية ( عينات الإنتاج القياسية ) للبدء فى المرحلة الأولى من التجارب السريرية على المتطوعين
وأضاف معوض،  أنه منذ بداية الجائحة والإعلان عن ظهور فيروس كورونا المستجد فى الصين فى ديسمبر 2019، تم تشكيل فريق عمل عكف على أبحاثه لإنتاج فاکسين مضاد الفيروس كورونا المستجد، واللقاح الذي تقدم في التجارب الآن يعتمد على الفيروس الكامل الضعيف وهي نفس الطريقة المتبعه للقاح جامعة أكسفورد واللقاحين الروسي والصيني، مؤكداً أنه فور الموافقة على البدء سيتم حقن المتطوعين باللقاح، وعند التأكد من هذه المرحلة وأمان اللقاح سيتم حقن المئات من المتطوعين بالمرحلة الثانية ثم حقن الالاف في المرحلة الثالثة والنهائية. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق