حكاية هزت الصعيد.. فتيات كرة القدم النسائية بقرية البرجاية بالمنيا يتحدين العادات والتقاليد ويصعدن للدوري الممتاز

السبت، 05 ديسمبر 2020 01:58 م
حكاية هزت الصعيد.. فتيات كرة القدم النسائية بقرية البرجاية بالمنيا يتحدين العادات والتقاليد ويصعدن للدوري الممتاز
فريق كرة قدم نسائى بالمنيا يصعد للممتاز

بإرادة قوية وباصرار غريب نجح فريق كرة القدم النسائية بمركز شباب قرية البرجاية التابعة لمركز المنيا الصعود للدوري الممتاز، متحدين العادات والتقاليد الموروثة، إلا أن الفريق بات يواجه صعوبات أكبر بسبب ضعف الإمكانيات المادية.

المثير في الأمر أن فتيات البرجاية  مواجهة العديدة من الصعوبات مثل التنمر، حيث كان الهدف أمام أعينهم لتغيير الصورة عن الفتاه المنياوية خاصة وفتيات الصعيد عامة، واستطعن تحقيق هذا الهدف ليصبحن ممثلين عن صعيد مصر عامة فى الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية، بل يضم هذا الفريق لاعبتين فى منتخب مصر وحارسة مرمى لم يدخل مرماها هدف واحد طوال البطولة.

من جانبها قالت اللاعبة آلاء، إن الرياضة بصفة عامة شيئ جميل وهى ليست قاصرة على الشباب فقط، والذى يدل على ذلك هى البطولات التى تنظم فى مختلف الألعاب ومن بينها كرة القدم النسائية.

وأوضحت لاعبة فريق البرجاية : واجهنا صعوبات كثيرة منها إقناع الأسرة والشارع فى القرية بالفريق، هذا إلى جانب مواجهتنا لكثير من السخرية من البعض، ولكن كل ذلك لم نضعه فى الحسابات كمجموعة، وكان القرار أن نحقق ما نطمح إليه، وهو ما نجحنا فيه بالفعل وتمكنا من الصعود للمتاز وتمثيل الصعيد بأكمله، والآن جمهورنا من الرجال يشجعوننا ويحضرون معنا التدريبات.

وقالت إيناس محمد، حارس مرمى الفريق: لعبت ثمانى مباريات مجموع البطولة التى تأهلنا من خلالها، ولم يدخل مرمى الفريق أى أهداف حتى نهاية البطولة، وأوضحت: أننا نمتلك مجموعة من اللاعبات ذات المواصفات العالمية، وبالفعل من بين أعضاء الفريق لاعبتان فى منتخب مصر، وهذا يعد إنجازا كبيرا للفتيات من أبناء المنيا، وسط كل الظروف التى يمر بها الفريق.

ولفتت إيناس، إلى أن الحالة النفسية للفريق ممتازة ولا يبالى من الانتقادات، وذكرت: الحمد لله هزمنا فكرة العادات والتقاليد التى سيطرت لفترات طويلة وجعلتنا نخاف أن نقترب من الرياضة، وأصبحنا الآن نحظى بشعبية كبيرة رغم أننا نلعب داخل مركز شباب وليس فى نادى كبير.

وقالت مريم عرفات، إحدى اللاعبات بالفريق: فى البداية الأمر كان صعبا على الأسرة أن تتقبل الأمر، لكن مع مرور الوقت والنجاح المتتالى وشعبيتنا التى بدأت على كل لسان تقبلت أسرنا الفكرة، وبدأ الدعم النفسى والمعنوى يزيد يوما عن يوم.

واستطردت مريم: أنا أبلغ من العمر 12عاما، وقررت لعب كرة القدم، لأن هذا اختياري وأحب اللعبة واستطعت إقناع أسرتي بالفكرة، خاصة فى ظل المنظومة المحترمة التى تتواجد فيها.

من جانبه قال الكابتن ربيع صابر، المدير الفنى للفريق، إن المنظومة داخل مركز الشباب متكاملة، وتعاون مجلس الإدارة مع الفريق هو الدافع للوصول إلى الممتاز، ونمتلك عناصر متميزة فى الفريق وسوف نعمل على تحقيق نتائج متميزة.

بينما قال الحاج يحيي فاروق، رئيس مجلس إدارة مركز شباب البرجاية: نواجه نقصا كبيرا فى الإمكانيات، والفريق يحتاج إلى دعم المحافظ اللواء أسامة القاضى، خاصة أن الفريق يمثل الصعيد بأكمله فى الدورى الممتاز، ونخشى أن يتسبب ضعف الإمكانيات فى أشياء نرفضها جميعا، خاصة مع أحلام تلك الفتيات الكبيرة، مطالبا كافة المسئولين بمحافظة المنيا بتوفير الدعم للفريق ورعايته من أجل استمرار النجاح.

أما عيد عطية، أحد أولياء الأمور، قال: نظرتنا الآن اختلفت عن السابق، والفتاة أصبحت مثل الولد من حقها أن تمارس الرياضة التى تحبها ولن نكون حجر عثرة أمامهم من أجل تحقيق أحلامهم، موضحا أنه رأى رغبة ابنته فى لعب كرة القدم فحضرت معها إلى مركز الشباب لانضمامها لفريق الكرة النسائي، وأثبتوا أنهن قادرات على تحقيق ما عجز عنه الكثيرون من الرجال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق