2020 2021 الإنجاز يكتمل (ملف خاص).. تجديد الخطاب الديني معركة مستمرة

السبت، 02 يناير 2021 10:00 م
2020 2021 الإنجاز يكتمل (ملف خاص).. تجديد الخطاب الديني معركة مستمرة
تجديد الخطاب الديني
محمد الشرقاوي

 
قطعت الدولة المصرية على مدار سنوات شوطاً كبيراً في إطار تجديد الخطاب الديني، لمنع تعزيز التطرف المجتمعي والديني في الشارع المصري، وهو الأمر الذي بات ملحوظاً، في كافة المؤسسات الدينية، عبر تضافر جهود تلك المؤسسات مع رؤية الدولة المصرية، وتحديداً منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم. 
 
وحمل الرئيس السيسي لواء تجديد الخطاب الديني على عاتقه، باعتباره أحد الملفات التي لا غنى عنها في محاربة الإرهاب المسلح والفكري، وأكد على ذلك في مناسبات كثيرة، وصلت لأكثر من 16 مناسبة، لتضع الجميع أمام مسئولياته تجاه ما يواجهه العام اليوم من تلاعب بالخطاب الديني من قبل الجماعات المتطرفة.
 
وتستمر جهود المؤسسات الدينية في ملف تجديد الخطاب الديني، وهو أمر أكد عليه الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، في مؤتمر دار الإفتاء، الاثنين الماضى، قال إنه من واقع خبرات دار الإفتاء المصرية ومن وحي مسيرتها التاريخية، فإنها تؤمن إيمانًا راسخًا بأن رسالة تجديد الخطاب الديني ضرورة حتمية حتى تؤدي المؤسسة الدينية العريقة واجب الوقت على الوجه الذي ينبغي.
 
وعلى مدار عام 2020، عكفت دار الإفتاء المصرية على صياغة رؤية استراتيجية، يقول المفتي إنها للخمس السنوات القادمة بمشيئة الله تعالى، والغاية من هذه الرؤية مواكبة ما نتوقعه من مستجدات مقبلة بناء على دراسات وإحصائيات علمية دقيقة، وبواسطة استعمال طرق قياس الرأي الحديثة، التي توقفنا بشكل علمي دقيق على ما تقتضيه المصلحة الوطنية من إنجاز مشروعات وأبحاث أو فتاوى، وتوقفنا أيضًا على أفضل وأدق الطرق لتوصيل ذلك النتاج إلى المواطن المصري وإلى كل من يكون بحاجة إليه في كل بقاع المعمورة، موضحاً أن هذه الرؤية الاستراتيجية نتوخى فيها أن تكون متوافقة ومتجانسة مع رؤية الدولة وخطتها حتى العام 2030، والتي تعتمد على أساليب التقنية الحديثة ومن أهمها الرقمنة والتوسع في استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك الاهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى كترسيخ معاني الوطنية والانتماء، ودعم خطط الدولة الرائدة في التطوير والتحديث وتحسين الوضع الاقتصادي، والسعي قدمًا لتفعيل أساليب التنمية المستدامة التي تضع مصر في مصاف الدول المتقدمة الحديثة، وتضمن مستقبلًا مشرقًا للأجيال القادمة.
 
وعلى مدار العام المنتهي، ظهرت نتائج عملية تجديد الخطاب الديني بالنسبة لدار الإفتاء، حيث انعكس أدائها في صورة إقبال جماهيري كبير بلغ بحسب الإحصائيات مليونًا وثلاثمائة ألف فتوى، وفق شوقي علام، والذي فسر الإقبال الكبير، بأنه نتيجة ولع المصريين بالسؤال والفتوى دون حاجة حقيقية للاستفتاء والسؤال، والحقيقة بخلاف ذلك؛ لأن نوعية الأسئلة وتنوع الموضوعات، تدل على حاجة المواطن الماسة ورغبته الأكيدة في معرفة الرأي الشرعي الصحيح في هذه القضايا التي تنوعت ما بين فتاوى شخصية أو قضايا عامة في شتى المجالات الحياتية.
 
وبالتوازي مع تحركات دار الإفتاء تتخذ مشيخة الأزهر الشريف إجراءات جادة في هذا الشأن، على جهات متعددة داخلياً وخارجياً، في الداخل أولاً، استمرت المشيخة خلال 2020 في تنفيذ خطتها لتطوير المناهج الدينية وتنقيحها، عبر "اللجنة العليا لإصلاح التعليم"، وهي لجنة دائمة تضم علماء متخصصين وخبراء تربويين يقومون على إعادة النظر في المناهج الأزهرية وعرضها بأسلوب بسيط ولغة سهلة، وحذف الموضوعات التي لا تناسب العصر الحالي دون تجريف للعلم أو تسطيح للعقول.
 
كما عكفت مشيخة الأزهر عبر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على مواجهة فوضى الفتاوى‏، التي تصدر عن غير المؤهلين لها لحماية المجتمع ‏من النتائج السلبية لتلك الفتاوى المضللة التي تخالف التعاليم السمحة للإسلام، فكثف من فروعه للجان الفتوى بكافة مراكز الجمهورية واختيار مكان مناسب لها بالمعاهد والإدارات الأزهرية.
 
وخلال العام 2020، كان حديث الأزهر ضد التطرف الدولي واضحاً، وبعيداً عن الدبلوماسية حين حاول البعض الإساءة للإسلام ونبيه، معتبرًا أن هذه الإساءة عبثٌ وتهريجٌ وانفلاتٌ من كلِّ قيود المسؤوليَّة والالتزام الخُلُقي والعرف الدولي وعداء صريحٌ لهذا الدِّين الحنيف ولنبيِّه الأكرم.
 
 ورد الأزهر الهجمة الشرسة التي حاولت الإساءة للإسلام ونبيه في عام 2020، تصدى الأزهر الشريف، كذلك وقائع حرق المصحف في السويد محذرًا من تأجيج مشاعر الكراهية وارتفاع وتيرة الإسلاموفوبيا، بما يتنافى ومبادئ احترام حرية وحقوق الآخرين ومعتقداتهم؛ بما ينعكس سلبًا على وحدة وأمن المجتمعات التي نسعى جميعًا للحفاظ عليها، وعدداً من المواقف للحد من الخطاب المتطرف في كافة الجهات.
 
وزارة الأوقاف أيضاً لم تكن بعيدة عن تلك الملحمة الوطنية التي تقودها المؤسسات الدينية، عبر استمرار عملية إعداد الدعاة وضبط الخطاب والخطابة بالمساجد على مستوى الجمهورية، بالتوازي مع استمرار عمارة المساجد والتأكيد على الخطاب الديني الرشيد.
 
وعملت الأوقاف عبر التنسيق مع الوزارات المختلفة وخصوصاً وزارتي الثقافة والشباب وغيرها من الوزارات والجهات المعنية، على بناء الشخصية السوية القادرة على تحقيق الهدف الأساسي هو البعد عن التطرف والغلو والإرهاب.
 
ودفعت جهود وزارة الأوقاف الجادة في تجاه تجديد الخطاب الديني، إلى الحصول على إشادات دولية، منها وزارة الخارجية الأمريكية، والتي أشادت في تقريرها السنوي لمكافحة الإرهاب لعام 2019، بالجهود الدولية والإقليمية والمحلية التي تقوم بها وزارة الأوقاف في مجال مكافحة التطرف والإرهاب على المستوى الدولي والإقليمي.
 
وأشاد تقرير الخارجية الأمريكية بجهود الوزارة في إنشاء وافتتاح الأكاديمية الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين والدورات التدريبية التي تقوم بها من أجل تجديد الخطاب الديني .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة