25 يناير.. الشرطة في خدمة الشعب

السبت، 23 يناير 2021 10:00 م
25 يناير.. الشرطة في خدمة الشعب
عيد الشرطة
أعدت الملف دينا الحسينى

الداخلية تهزم مخططات التشوية الإخوانية بالسداسية القاضية في العيد الـ69
توجيه ضربات قوية للإرهابيين وتجفيف منابعه
عودة الانضباط للشارع ومواجهة الخارجين على القانون
غزو تكنولوجي للخدمات 
إحكام السيطرة على منافذ الهجرة غير الشرعية
فتح أبواب السجون امام الإعلام الدولى والحقوقيين
فاعلية مجتمعية بتوفير السلع وفتح المستشفيات الشرطية
 
سيظل 25 يناير يوماً خالداً في عقول كل المصريين، فهو اليوم الذى شهد أكبر انتفاضة لرجال الشرطة المصرية ضد قوت الاحتلال الانجليزى، قبل 69 عاماً، وتحديداً يوم 25 يناير 1952، وهو اليوم الذى نحتفل فيه بعيد الشرطة.
 
كما انه اليوم الذى انتفض فيه المصريين قبل عشرة أعوام مطالبين بالتغيير، فتحقق لهم ما أرادوا في 25 يناير 2011، وأن اختلفت الظروف بعد ذلك، حينما تسلقت جماعة الإخوان الإرهابية على ظهور شباب الثورة وسرقتها منهم.
 
25 يناير مرتبط في وجدان المصريين بالكثير من المواقف والروايات التي تستحق أن تروى، لكن تبقى الرواية الأهم اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ69 لعيد الشرطة والذكرى العاشرة لـ25 يناير 2011، أن مصر بالفعل تغيرت، كما امنت نفسها ضد أية محاولات لسرقتها من جانب الجماعة الإرهابية أو أيا من ذيولها.
 
إذا كنا نحتفل بعيد الشرطة، فلنتحدث بداية عن تفاصيل ما حدث في هذا اليوم.. تحديداً صباح الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 حينما قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
 
وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.
 
هذه الأسباب ليست فقط ما ادت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
 
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
 
وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏
 
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏
 
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.
 
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.
 
هذا ما حدث في 25 يناير 1952، فما الذى حدث في 25 يناير 2011.. 
قبل عشرة أعوام خرج المصريين مطالبين بالتغيير وأقصاء النظام الحاكم حينها، ومع مرور الأيام وحينما تأكدت جماعة الإخوان الإرهابية أن الثورة الشبابية في طريقها للنجاح، قفزت الجماعة على أجساد الشباب وظهورهم وسرقت الثورة منهم، وكانت أولى محاولاتهم هي شيطنة كل مؤسسات الدولة وفى القلب منها الشرطة والقوات المسلحة، لإنها كانت تدرك أن وجود الإخوان في الحكم لن يتحقق الا بالقضاء على مؤسسات الدولة.
 
نجحت الجماعة الإرهابية مؤقتا في مخطط الشيطنة الذى نشرته ضد مؤسسات الدولة، وساعدها في ذلك شخصيات وقوى سياسية أخرى، كانت مخدوعة في الجماعة أو لديها أغراض وأهداف أخرى، لكن يقظة المصريين كانت أسرع مما تتخيله الجماعة، حينما انتفض المصريين في 30 يونيو 2013 ضد الفاشية الإخوانية، ليكتب المصريين فصل النهاية في رواية الإخوان الفاسدة.
 
بعد 2013 كان هدف الدولة هو إعادة الاعتبار للمؤسسات التي حاولت الجماعة الإرهابية تشوييها، خاصة وزارة الداخلية ورجالها، لذلك حينما استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسى لرغبة المصريين الذين طالبوه بالترشح لرئاسة الجمهورية، فإنه عمل على دعم الشرطة المصرية لتكون سند الدولة وصمام أمانها، وأيضاً في خدمة المصريين، وهو ما تحقق بمرور الأيام.
 
لكل ذلك فإننا حينما نحتفل بـ25 يناير، فهو احتفال ثنائى بالشرطة والثورة معاً، وأهم ما في احتفالات هذا العام أنه محملة بالكثير الذى يقال عن الشرطة التي حولت شعارها "الشرطة في خدمة الشعب" إلى واقع على الأرض، وهو ما سنرصده.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق