فنان الروبابيكيا.. وليد يكتشف الفن في البقايا والمخلفات ويرفع شعار "إحياء التراث"

الجمعة، 29 يناير 2021 09:00 م
فنان الروبابيكيا.. وليد يكتشف الفن في البقايا والمخلفات ويرفع شعار "إحياء التراث"

حين يقترب الشاب الثلاثيني وليد غريب، من باب دكانه الصغير بمدينة دهب ويبدأ فتحه، تشعر أنه فتح باب على زمن آخر، فالمكان الصغير ممتلئ بالأشياء العتيقة التى وضع لمسته على بعضها وحولها عناصر للحياة اليومية بنكهة الماضي، وترك بعضها على حالها لتعيدنا إلى زمن آخر. 

تليفزيون أبيض وأسود، تليفون بقرص، راديو عتيق، وشرائط كاسيت، تتراص إلى جوار لمبة جاز ومصباح نحاسى ومبخرة عتيقة وأباريق. عشرات العناصر التي تتسابق على خطف عينيك تتراص بعناية في مختلف انحاء المكان الذي تحول إلى مزار للزمن الجميل بمدينة دهب. 

"كل ما هو قديم بالنسبة لي كنز.. هذه مملكتى التى أكتشف نفسى فيها".. هكذا تحدث وليد عاشق الروبابيكيا عن دكانه، الذي أبهر زوار مدينة دهب من مصريين أو أجانب على حد سواء. 


قال وليد في تصريحات صحفية: "أنا أعشق الأصالة وكل ما هو قديم كنت أتمنى لو عشت في ثلاثينيات القرن الماضي، ولكن عوضني الله بحب هذه الأشياء التي تحي قلبي وعقلي في زمن عز فيه الاحتفاظ بالأشياء الثمينة".

رحلة وليد مع الروبابيكيا بدأت فى عام 2000، وحكى لـ"اليوم السابع":  كنت أعمل في إعادة تدوير الأشياء، بعدها شاركت إخوتي في فكرة تطوير الأشياء القديمة والمخلفات وإعادة تدويرها بشكل تحف فنية مبتكرة، تحت شعار "ليه لا"، نزلت الشوارع المصرية القديمة والحارات والأرياف، وجمعت الكثير من المقتنيات التى تعبر عن تلك الأماكن وعن الزمن الماضي بكل تفاصيله، من تحف قديمة، براويز، تليفزيونات، أجهزة راديو. حصلت على بعضها نظير مبالغ مادية والأخرى دون مقابل، المهم أنى بحب ألملم كل ماهو قديم، لدي قناعة أنه كنز.

يرى وليد فى الروبابيكا التى يعيد تدويرها ما هو أبعد من مجرد ديكور ويقول: "أنا بحيى تراث، وبعيد الحياة لحاجات بتترمي رغم إننا بلد ثقافات المفروض المفروض نهتم بتراثنا".

يرى وليد أن الأشياء القديمة كلما طال عمرها تزيد قيمتها ولا يصح بيعها وقال في تصريحات صحفية: المكان أصلًا مزار، أنا ببيع منه حاجات بعملها بإيدى عشان أدفع الإيجار والكهربا للمكان، لكن عندى أشياء منذ عهد الملك فاروق، عملات قديمة، وتحف تراثية مش للبيع، لأن هدفي من المكان هنا يكون برواز للبلد، الأجانب بيجوا يتصوروا وبينبهروا بيه ومش بيصدقوا إن في حد في مصر بيعمل التحف دى، لأن الشغل ده أصلًا بيدرس بره"

وتابع: "أصنع من الخردة أشغال يدوية، العجلة أصنع منها لمبة، أو أباجورة، تجد لمبة تخرج من تسجيل، أدوات المطبخ أصنع منها تحف جذابة".

وتابع وليد" المكان عنوان، واخترت دهب لأنها بلد هادية، ومحافظة على نفسها بلد جميلة بكل ما فيها ومتماشية جدًا مع فكرى واحساسي بالأشياء،  لو صحيت من النوم وقالولي مافيش دهب وهنشيل كل الجمال ده والفكر ده، هحسن أن ابني اتخطف مني وأحزن شديد".

وأنهى عاشق الروبابيكيا حديثه قائلًا: "ما بحبش أحط المعوقات في دماغي، لأنها ممكن تعطلني، أنا مابحبش أعطل نفسي، أتمنى أن كل الناس تكون صافية النية، والحمد لله هو الرزق بيجى لوحده، وبردوا زى ما قال الكاتب الشهير عندما تريد شيئًا ما حقا فإن الكون بأسره يطاوعك على تحقيق رغبتك، والحمد لله أنا حققت حلمى".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة