ملتقى الزعماء.. فندق «كونتيننتال» يعود للحياة بـ 2 مليار جنيه بعد إهمال 20 عاما

الإثنين، 08 فبراير 2021 12:00 ص
ملتقى الزعماء.. فندق «كونتيننتال» يعود للحياة بـ 2 مليار جنيه بعد إهمال 20 عاما
فندق كونتيننتال

تواصل الشركة القابضة للسياحة والفنادق محاولة إنهاء كافة التراخيص المتعلقة بإنشاء فندق كونتيننتال بمنطقة الأوبرا بنفس طرازه القديم بعدما تم رفض الطراز الحديث له. وقال شريف البندارى رئيس الشركة العامة للسياحة إيجوث: «نحن في مرحلة التفاوض مع المستأجرين بعد أن بدأنا الهدم، وتم هدم حوالى 40% من المساحة، ونسعى لإعادة المشروع لعهده الأول بنفس شكل الطراز القديم، حيث تم رفض التصميم الحديث له الذى تم تنفيذه منذ بسنوات».

وأضاف البندارى في تصريحات صحفية، أن هناك قضايا مرفوعة من قبل أصحاب المحلات وصدرت أحكام بوقف تنفيذ الرخصة وتم تحويلها لهيئة المفوضين، وهذا يعطل العمل ونسعى للتفاوض مع الناس لكن أغلبهم رافضون. وأوضح إننا نسعى لإنهاء الخلافات معهم حتى يتنسى استكمال المشروع الذي سيكلف أكثر من مليار جنيه والدولة توليه اهتماما كبيرا جدا.

وكشفت ميرفت حطبة رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للسياحة والفنادق، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، في تصريحات صحفية، أن الفندق سيتكون من 250 غرفة ويضم قاعتي مؤتمرات و3 قاعات اجتماعات ومطعمين وجيم وسبا وحمام سباحة ومحلات تجارية وجراج 3 طوابق. وأوضحت ميرفت حطبة، أن وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق بذل مجهودا كبيرا من أجل إعادة الفندق للحياة، وبنفس طرازه القديم بحيث يضاف للتراث المعمارى المتميز، خاصة أن واجهة الفندق من ناحية شارع عدلى ما تزال كما هى منذ الإنشاء عام 1870.

وأشارت، إلى أنه جارى التفاوض مع بقية المستأجرين حوالى 150 فردا، سواء للمحلات التجارية أو «الفاترينات الصغيرة»، تمهيدا لدفع تعويضات لهم لإنهاء الخلافات تماما مع التنسيق الحضارؤى ومختلف الجهات لبناء نفس الفندق القديم بنفس الشكل، حيث تم التراجع عن إنشاء فندق على طراز حديث، لافتة إلى أن الفندق سيكون بنفس ارتفاع الفندق القديم ونفس الأبعاد: «احنا مش هنبنى أبراج فى المنطقة».

كما قامت شركة إيجوث العامة للسياحة من خلال اللجنة المشكلة بمعرفة الشركة القابضة والممثل فيها هيئة الرقابة الإدارية ومحافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضارى والشركة القابضة وشركة إيجوث وعدد من شاغلى المحلات والأعين بوضع آليات للتعويضات لشاغلى المحلات بالفندق وفقاً للضوابط التى حددها قرار رئيس مجلس الوزراء.

وتم إعداد التصميمات الخاصة بالفندق على نفس الطراز المعماري المميز وبنفس ارتفاعاته الاصلية التي أنشأ عليها في عام 1870 مع مراعاة البصمة البنائية للمبنى الأصلي وحدوده الخارجية، بالإضافة إعادة البناء طبقا لواجهاته التاريخية، مع المحافظة على الواجهة المطلة على شارع عدلي وربطها ودمجها مع التصميم على الواجهات التي تم اعداداها والتي تتسق مع الطابع المعماري المميز للمبني.

وأوضحت، أنه تم عقد العديد من الاجتماعات مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والتي أسفرت عن موافقة الجهات المعنية على ما تم من تصميمات معمارية للفندق والمعدة من قبل الشركة القابضة للسياحة والفنادق مع الاحتفاظ بالواجهه المطلة على شارع عدلي وربطها بالفندق الجديد.

وأشارت رئيس القابضة، إلى أن المستهدف إنشاء فندق بدرجة نجومية خمس نجوم، وعلى التوازي مع الأعمال والدراسات الهندسية تم الانتهاء من أعمال الهدم لمبنى الفندق المتهالك، والصادر له رخص هدم كلي رقم 12/01/16/4 تاريخ 31 يناير 2016 كمنشأ آيل للسقوط ويمثل خطورة داهمة على الأرواح.

ويستهدف المشروع إنشاء فندق بدرجة نجومية خمس نجوم Business Hotel  وبطاقة إجمالية 250 غرفة وجناح، بالإضافة إلى مجموعة من القاعات والمطاعم ونادي صحي (سبا) وجيم، وعدد ثلاثة أدوار تحت الأرض كأماكن لانتظار السيارات بطاقة استيعابية 691 سيارة، كذلك يتضمن المشروع مجموعة من المحلات التجارية لخدمة المنطقة وتتكامل مع الخدمات الخاصة بالفندق، وذلك بتكلفة تقديرية نحو 1.7 مليار جنيه.

وتاريخيا فإن فندق كونتيننتال؛ الذى تم بناؤه خلال عصر الخديوى إسماعيل، الذى كان مهتما بالثقافة الغربية وحرص على نقلها لمصر، والفندق وقتها كان بالقرب من النيل العظيم شاهدا على الاحتلال الإنجليزي لمصر وثورات واحتجاجات المصريين والحربين العالمية الأولى والثانية، حيث كان ملتقى لقادة الحرب ولأمراء وابناء وأحفاد محمد على باشا وإلى مصر، ويعد واحدا من أعرق الفنادق التاريخية فى مصر والذى تعرض لعملية إهمال أدت إلى انهيار أجزاء منه، كما أن فندق كونتيننتال أو جراند كونتننتال الأوبرا، كان ملتقى الرؤساء والملوك ورجال الأحزاب في العهد الملكي.

وتم انشاء فندق كونتيننتال عام 1866، ثم تم تطويره وتغيير اسمه إلى «فندق جراند كونتيننتال- عام 1908»، والفندق له موقع متميز وكان يطلق عليه اسم "الكونتننتال الملكي أمام الاوبرا الخديوية، وكان الفندق المقر الرئيسي لضيوف مصر نظرا لموقعه المتميز أمامه تمثال إبراهيم باشا ومن خلفه الأوبرا وعلى يساره حديقة الأزبكية. وفيما بعد وبعد مرور سنوات طويلة حل مكانه محال تجارية تخصص معظمها فى بيع الملابس الرجالى والأقمشة ما زالت موجودة حتى الآن، ويوجد خلف هذه المحال ممر يصل بين شارعى فؤاد وعدلى يسمى ممر الكونتننتال.

ومع استمرار الإهمال قامت الشركة المالكة له وهى الشركة العامة للسياحة إيجوث بتنفيذ أعمال الترميم والتنكيس اللازمة له وآخرها الأعمال الواردة بالحكم القضائى بتاريخ 2-9-2006، ومن واقع مسئولية الشركة قامت بإعداد الدراسات الفنية اللازمة من خلال الجهات الحكومية المتخصصة درأ لأى مخاطر، والتى انتهت إلى أن العقار بحالته الراهنة يمثل خطورة على الأرواح والممتلكات، وبناء عليه سعت الشركة بالتعاون مع الجهات الرسمية ـ تكراراً ـ بمحاولة منها بترميم العقار بتوجيه دعوات إلى شاغلى المحلات لإخلائهم لاستكمال إجراءات الترميم دون أى استجابة منهم، رغم الوعود المتكررة لهم بعودتهم إلى محالهم جميعاً بعد الانتهاء من أعمال الترميمات، وذلك تجنباً لأى آثار سيئة ناتجة عن حالة العقار.

واستمر الوضع لنحو 10 سنوات حتى بدأت الحكومة أعمال الهدم، حيث قامت الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "إيجوث" بالبدء في تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 12/1/16/4 بتاريخ 31/12/2016 باتخاذ الإجراءات اللازمه لاستخراج ترخيص الهدم باعتبار العقار منشأ آيل للسقوط.

ومع انتهاء أعمال الهدم التى بدأت يوم 28/1/2018 تنفيذاً لرخصة الهدم رقم 12/01/16/4 بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء، مع الحفاظ على الواجهة المطلة على شارع عدلى حفاظاً عليها طبقاً لمتطلبات التنسيق الحضارى، بات فندق كونتيننتال التاريخى، بمنطقة الأوبرا الخديوية بالأزبكية على بعد خطوات من العودة للحياة مرة أخرى على نفس طرازه وبنفس ارتفاعاته التى كانت عام 1870 ، وذلك بتكلفة تصل لنحو 1.7 مليار جنيه سيتم تدبيرها عن طريق قروض بنكية أو عن طريق الدخول فى شراكة مع القطاع الخاص وفقا لما تتفق عليه الشركة القابضة للسياحة مع شركة إيجوث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق