بعد رحيل كرم زهدى.. أزمة جديدة تضرب صفوف الإخوان والجماعة الإسلامية

الإثنين، 15 فبراير 2021 12:00 م
بعد رحيل كرم زهدى.. أزمة جديدة تضرب صفوف الإخوان والجماعة الإسلامية

يعلم قيادات الجماعة الإسلامية وعناصرها، أن جماعة الإخوان الإرهابية لديها استعداد كامل أن تسير على جثاثهم وأشلائهم ودمائهم من أجل مصلحة التنظيم، ورغم ذلك بينهما تحالف وتنسيق شبه كامل في تركيا وقطر، كما يعلم قيادات الجماعة الإسلامية علم اليقين أن الإخوان ليس لديها أي مانع في أن تقوم بتسليم قيادات الجماعة الإسلامية وعناصرها «تسليم أهالى» لأجهزة الأمن القطرية والتركية لتحقيق مكاسب، فقد تاجرت الإخوان سنوات وسنوات بالأعمال الإرهابية التي ارتكبتها الجماعة الإسلامية في مصر، وهو ما يثير الدهشة من والتساؤل، لماذا تجلس الجماعة الإسلامية في خندق الإخوان؟ الإجابة على السؤال تتلخص في أن كلاهما أيدلوجية وأحدة.

مؤخرا رحل  كرم زهدى رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية، المتورط في أكبر أحداث عنف شدتها مصر، كاغتيال الرئيس محمد أنور السادات، وأحداث أسيوط عام 1981، والتي وصل عدد ضحاياها 181 شخصا، لكن في الوقت ذاته كرم زهدى من أهم الشخصيات التي لعبت دورا كبيرا في مراجعات الجماعة الإسلامية لنبذ العنف.

رحيل الرجل قوبل بحالة من التباين، فهناك من نعاه وهناك من لعنه وهناك من توقف عن تناول الخبر، وجمعت جماعة الإخوان الإرهابية بين موقفين، الأول توقفت على نعي الرجل، والموقف الثانى استشهدت بعض قياداتها الإرهابية وعناصرهم بتصريحات قديمة لطارق الزمر يهاجم فيها كرم زهدي، وواصلت الإخوان اللمز والغمر على الراحل، واصفين إياه بالعميل، وهو ما دفع قيادات من الجماعة الإسلامية إلى الرد على الإخوان، مؤكدين أن انتقاد الإخوان لشيخ راحل موقف ليس غريبا عن الإخوان ولجانها الإلكترونية.

وأرجع عمرو عبد المنعم الباحث في شئون الجماعات والحركات الإسلامية، معركة الجماعة الإسلامية والإخوان بعد وفاة الشيخ كرم زهدى إلى أن الإخوان تعتبر أن الشيخ كرم زهدى تسبب في كشف حقيقة الإخوان وتبنيهم للعنف على مدار التاريخ.
 

عمرو عبد المنعم

وقال «عبد المنعم»: «كرم زهدى الميراث التاريخي للإخوان وتبنيهم للعنف طوال الوقت لذلك لم ينعوه بل أن بعض قياداتهم الهاربة في إسطنبول هاجموه، واستخدموا فيديوهات قديمة لطارق الزمر وعاصم عبد الماجد للنيل منه واتهامه بأنه عميل كان يعمل ضد الحركة الإسلامية».

«الإخوان جماعة تجيد الاغتيالات الدموية والمعنوية، وجماعة الإخوان هي دعاة لعنف والكراهية».. وفقا لما أكد منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي معلقا على المعركة التي تدور رحاها بين الإخوان والجماعة الإسلامية عقب وفاة كرم زهدى رئيس شوري الجماعة الإسلامية السابق.

وقال: «عدم ترحم جماعة الإخوان الإرهابية على كرم زهدي، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية كان أمرًا متوقعًا، ويأتي متسقًا ومتناغمًا مع شماتة التنظيم في الموت والموتى بخاصة مع الذين اختلفوا معهم أو تجمعهم خصومه فكرية أو سياسية».

وأضاف أديب، أن جماعة الإخوان دعاة عنف وكراهية، وربما هذا السلوك يدفعهم لخصومة الأحياء والأموات معًا!، بل والتشنيع عليهم، مشيرًا، أن الجماعة تُجيد فكرة الاغتيال الجنائي والمعنوي لكل من يُعارضها من الأحياء والأموات، فكل من يختلف معها تُصوره على أنه شيطان، بل قد يصل تصويرها له على أنه رأس الشيطان نفسه، ولا يردعها الموت، كما أنها لا تحترم حرمته.
 
وذكر، أن «زهدي» كان مختلفًا مع تنظيم «الإخوان» وحمله مسؤولية الكثير من الدماء التي سالت بعد عام 2013، لأنهم دفعوا شبابهم في معركة غير متكافئة مع المجتمع وثورة 30 يونيو عام 2013، بل دفعتهم لاستخدام العنف، ووفرت بيئة حاضنه لهذا العنف، وهو ما قد دفعها لعدم الترحم عليه، بل لاكت ألسنة التنظيم في عرض الرجل بعد الوفاة.
 
ولفت، إلى أن كرم زهدي، رفض عرضًا قدمه المرشد الخامس مصطفى مشهورًا أن ينضم لجماعة الإخوان المسلمين، عندما نجحت الجماعة في إقناع عدد من الذين كانوا يعملون تحت لفتة الجماعة الإسلامية آنذاك في الانضمام للجماعة مثل أبو العلا ماضي، وبالتالي قوبل رفض «زهدي» بحاله من العداء المكتوم ربما كشف عنها موقف التنظيم فيما بعد.
 
وأكد، على أن الإخوان المسلمين مثلهم مثل أي تنظيم متطرف، يحض على العنف والكراهية، فالطبيعي أن يواجه خصومه بالعنف الجنائي، بعدما يستعمل كل أدوات العنف معه مثل العنف السلوكي واللفظي، على سبيل المثال، والتشويه الذي يقوم به التنظيم دليلٌ على تطرفه، وشماتته في الموتى دليلٌ أخر على انفصام شخصيته.

وختم الباحث في شؤون الحركات المتطرفة حديثه، قائلًا: «الإخوان مرضى نفسيين سواء الذي سجنوا لفترات طويله، أو الذين تربوا في محاضن التنظيم، والتي شكلت وجدانهم وعقلهم الفكري، وكل هذه المقدمات تؤدي إلى نتيجه واحدة، أتباع متطرفون يشمتون في الموت والموتى».
 
وكان رحيل كرم زهدي، عن عمر يناهز 69 عاما مثيرا للجدل كما كانت حياته، وما يزال الاختلاف حوله قائما، بين فريق يعتبره بطلا لأنه اعتذر عن العنف وقاد مسيرة المراجعات، وآخر يُدينه بجرائمه الفادحة ولا يغفر له الدم وعمليات الإرهاب التى كان مشاركا فيها وقائدا لكثير منها.
 
وتورط كرم زهدى، فى اغتيال الرئيس السادات أوائل أكتوبر من العام 1981، وبعدها كان قائدا لواحدة من أفدح العمليات الإرهابية فى تاريخ مصر، بمهاجمة مديرية أمن أسيوط صبيحة يوم عيد الأضحى، ما أودى بحياة عشرات من الجنود والمواطنين، ثم تراجع بعد سنوات من داخل محبسه، وقاد مسيرة الندم والبراءة وإعلان التوبة عن العنف والإرهاب، وبين الأمرين تظل الحيرة والاختلاف قائمين فى النظر إليه، بين من يسامح ويترحم، ومن يُدين ويلعن!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق