«لف وأرجع تاني».. أدروغان يتراجع عن سياسة الهجوم على أمريكا: «نرغب في تعاون أفضل»

الأحد، 21 فبراير 2021 01:28 م
«لف وأرجع تاني».. أدروغان يتراجع عن سياسة الهجوم على أمريكا: «نرغب في تعاون أفضل»
جو بايدن

تراجع مثير ومضحك في نفس الوقت، سجله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سياسته تجاه الإدارة الامريكية، بعد أن قرر تهدئة لهجته التصعيدية تصالحية فيها كثير من خطب الود والتوسل، وهو ما جعل البعض يعلق على ما قام به أردوغان بقوله "لف وارجع تاني".

ولم تكد تمر بضعة أيام على آخر سجال غاضب بين أردوغان والإدارة الأمريكية حتى بدا أردوغان متراجعا بشكل ملفت للنظر.

الديكتاتور التركي قال، إن المصالح المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة تفوق الخلافات وإن أنقرة ترغب في تعاون أفضل مع واشنطن، وذلك في نبرة تصالحية نادرة.

وقال أردوغان في تصريحات بثها التلفزيون "نؤمن في تركيا بأن مصالحنا المشتركة مع الولايات المتحدة تفوق بكثير خلافاتنا في الرأي"، مضيفا أن أنقرة ترغب في تعزيز التعاون عبر "رؤية بعيدة المدى" تعود بالفائدة على الطرفين.

وقال الرئيس التركي: "ستستمر تركيا في تنفيذ ما عليها بأسلوب جدير بمستوى التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين"، مضيفا أن العلاقات التركية-الأمريكية "تعرضت لاختبار خطير" في الآونة الأخيرة.

الغريب أن هذا التراجع المضحك بدا أنه خطوة استباقية من أردوغان لتجنب رد الفعل الغاضب من أمريكا ردا على أردوغان وتجاوزاته.

فقبل خمسة أيام فقط، وجه أردوغان اتهامات لواشنطن "بدعم الإرهاب" فيما استدعت الخارجية التركية السفير الأمريكي لدى أنقرة للاحتجاج رسميا على بيان لنظيرتها الأمريكية تضمن عبارات تشكك في الرواية التركية الرسمية حول اعدام حزب العمال الكردستاني 13 من الرعايا الأتراك في شمال العراق.

وأبلغ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في أول اتصال هاتفي بينهما منذ بدء إدارة الرئيس جو بايدن عملها، بعدم ارتياح بلاده تجاه البيانات الأمريكية الأخيرة.

وردّ بلينكن بلهجة أقل حدة، مؤكدا أن بلاده تعتقد أن حزب العمال الكردستاني يتحمل المسؤولية عن مقتل "الرعايا" الأتراك الـ13، في تصريح دبلوماسي يتناغم مع ما ورد في تقارير أمريكية سابقة تفيد بأن إدارة بايدن لن تعتمد النهج الصدامي في التعاطي مع الخلافات القائمة مع تركيا.

كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على أنقرة في ديسمبر الماضي لشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 بينما ثار غضب تركيا بسبب دعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تصنفها أنقرة منظمة إرهابية.

موقف أردوغان الانسحابي يبدو أنه جاء بعد قراءات متعددة للسياسيين والمراقبين لطبيعة العلاقات بين بايدن وأردوغان المستقبلية لاسيما وأن الأول أحجم حتى عن الاتصال بنظيره التركي في إشارة واضحة على أن هنالك اسباب وعوائق تحول دون ترطيب الأجواء بين البلدين وهي تؤشر لضرورة اتخاذ انقرة خطوات عملية لإصلاح نهجها السياسي ومراجعة ملفها في مجال الحريات والحقوق الاساسية المثقل بالخروقات والتجاوزات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق