دراسة حديثة تكشف مخاطر التيارات السلفية الجهادية في ألمانيا .. إرهاب من رحم الإخوان

الإثنين، 24 مايو 2021 11:00 ص
دراسة حديثة تكشف مخاطر التيارات السلفية الجهادية في ألمانيا .. إرهاب من رحم الإخوان

 
 
يعد الإرهاب فى أوروبا من أكثر القضايا المزعجة والتى تشكل أزمة لدى السطات خاصة مع كثرة حالات التفجير والاعتداء فى الأفراد والمنشآت العامة، وتشهد المانيا موجة عالية من تواجد الارهابيين المتطرفين التابعين للفكر السفلى الجهادي  الذي يعتبر الاوروبين وجميع ما يختلف عنهم عدوهم.
 
 
وكشفت دراسة حديثة صادرة عن المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب،  أن السلفية الجهادية فى ألمانيا ارتكبت جميع الهجمات ومحاولات الهجمات ذات الدوافع الإرهابية فى ألمانيا فى السنوات الأخيرة من قبل أشخاص قاموا بالتطرف من خلال السلفية الجهادية وومن ضمن هذه الشخصيات المتطرفة  أنيس عمرى، الذى ارتكب هجومًا على سوق عيد الميلاد عام 2016 فى برلين. وتصنف أجهزة الاستخبارات الألمانية المتطرفين المفترض قيامهم بهجمات الإرهابية بأنهم خطرين أمنيا، أما المتطرفين ذوى الصلة فهم من يقدمون المساعدات اللوجيستية مثلا.
 
 
 
يرجع تاريخ  ظهور جماعة الإخوان المسلمين فى ألمانيا منذ الستينيات على يد “سعيد رمضان”، حيث يعد خروج وظهور كافة التيارات السلفية والمتشددة من رحم جماعة الإخوان، لاسيما وأن الجماعة استطاعت تولى رئاسة “المركز الإسلامي” فى ميونخ الذى لايزال المقر الرئيسى للتنظيم الدولي. وتسيطر الجماعة على عدة مراكز إسلامية فى فرانكفورت (ماين) وماربورغ ونورمبرغ وشتوتغارت وكولونيا ومونستر وبراونشفايغ ومدن رئيسية أخرى، تم إضفاء الطابع الرسمى على العلاقات الوثيقة بين فرعى الإخوان المصريين والسوريين فى عام 1994 عندما قام أنصارهم بتأسيس المجلس المركزى للمسلمين فى ألمانيا (Zentralrat der Muslime in Deutschland (ZMD)، المنظمة الجامعة للإخوان المسلمين فى ألمانيا.
 
 
وصل عدد قيادات تنظيم الإخوان المسلمين فى ألمانيا حوالى (1350) قياديا، وتصنف الاستخبارات الداخلية الألمانية تنظيم الإخوان المسلمين على أنه يشكل مصدرا لتهديد الديمقراطية فى ألمانيا وأنها أخطر من تنظيم داعش. حيث تسعى جماعة الإخوان المسلمين فى ألمانيا إلى جذب أنصار جدد باستمرار عبر استهداف الجاليات المسلمة وتنظيم طرح قضايا جذابة ونشاطات اجتماعية للجاليات المسلمة.
 
 
 
أكد “سيريل نون” سفير ألمانيا في28 مارس 2021 أن الجماعات المحظورة فى ألمانيا غير شرعية ولا يسمح لها بأى نشاط، وينطبق ذلك على جماعة الإخوان، فبلادنا  لن تكون ملاذا آمنا لتنظيم جماعة الإخوان لأى نشاط فى البلاد إذا فكروا فى الرحيل إليها من أى دولة أخرى.
 
 
 
تعد خلية هامبورغ شمال ألمانيا من أخطر الخلايا ولها دورًا حاسمًا فى الهجمات على الولايات المتحدة فى عام 2001. التقى بعض أعضاء الخلية أثناء دراستهم فى إحدى الكليات الألمانية. ومن أبرز أعضاء الخلية المصرى محمد عطا الذى وصل إلى هامبورغ عام 1992. والإماراتى مروان الشحى، واللبنانى زياد جراح والمغربيان سعيد بهاجى ومنير المتصدق.
 
 
 
تردد أعضاء الخلية بشكل متكرر على مسجد القدس فى “هامبورغ” والتقوا بالعديد من المتطرفين، من بينهم الداعية المتشدد “محمد الفزازي” وقبيل أحداث 11 سبتمبر2001، زار بعض أفراد المجموعة معسكرات تدريب القاعدة فى أفغانستان، كان “عطا والشحي” هو من قاد الطائرات إلى كل من البرجين لمركز التجارة العالمى. فى الولايات المتحدة الأمريكية، شكل اكتشاف خلية “هامبورغ” صدمة للسلطات الألمانية، لأنهم عاشوا بشكل غير واضح كـ”خلايا نائمة” لفترة طويلة. بالرغم أن الاستخبارات الألمانية كانت على علم بتطرف أعضاء “خلية هامبورج” دون معرفة مستوى التهديد الحقيقى للخطر الذى كان يمثلونه.
 
 
 
 
 
من الشخصيات الإرهابية الهامة فى تاريخ الجماعات  المتطرفة بالمانيا “أحمد عبد العزيز عبد الله” انتقل من العراق فى عام 2000. واستقر مع عائلته فى بلدة Tönisvorst فى شمال الراين وستفاليا. أثبت نفسه كأكثر السلفيين الجهاديين نفوذاً فى ألمانيا، ولقب بـ”أبو ولاء العراقي” وكذلك بـ”شيخ هيلدسهايم” و”الداعية الذى لا وجه”. خطب الداعية “أبو ولاء العراقي” فى مسجد “Deutschsprachiger Islamkreis”بمدينة” Hildesheim ” فى ولاية سكسونيا السفلى.
 
 
 
وتحول المسجد لبؤرة التقاء السلفيين المتطرفين، ليس فقط من ولاية سكسونيا السفلى، بل من خارجها أيضاً ليصبح المسجد أحد مراكز المشهد السلفى الجهادى. يعتقد أن حوالى (20) رجلاً ممن غادروا ألمانيا للانضمام إلى تنظيم داعش فى العراق وسوريا قد تحولوا إلى التطرف عبر المسجد الذى كان يخطب فيه.
 
 
 
بايع “أبو ولاء” تنظيم داعش وقام بإنشاء شبكة لتجنيد مقاتلى داعش من الشبابا الألمان. وقام بتقديم لمساعدة للمجندين مالياً ولوجستياً للسفر إلى مناطق الصراعات بسوريا والعراق، كان على اتصال بـ” أنيس عمري” منفذ هجوم سوق عيد الميلاد فى برلين،امتلك “أبو ولاء العراقي” حسابات على شبكات التواصل الاجتماعى كتطبيق” Telegram”و”Facebook” وبلغ عدد المعجبين بصفحته حوالى (25)ألف شخص، وكان يبث أفكاره وخطبه على قناته الرسمية علي”YouTube” وكان فى معظم فيديوهات الداعية لا يظهر وجهه. امتلك الداعية “أبو ولاء العراقي” تطبيقا خاصا باسمه “Abu Walaa” فى “متجر أبل”، حيث كان بإمكان مستخدمى الهواتف الذكية من أنصاره تتبع نشاطاته.
 
 
 
حكمت محكمة ألمانية فى 21 فبراير 2021 على الداعية العراقى “أبو ولاء” بالسجن عشر سنوات ونصف، وذلك بتهم تمويل ودعم الإرهاب والمساعدة فى التخطيط والتحضير لهجمات إرهابية والانتماء إلى منظمة أجنبية إرهابية واستقطاب وتجنيد الشباب التجنيد للقتال فى مناطق الصراعات بسوريا والعراق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة