مفتى الجمهورية عن أحاديث خيرية الجيش المصرى: صحيحة المعانى والأسانيد

السبت، 29 مايو 2021 12:24 ص
مفتى الجمهورية عن أحاديث خيرية الجيش المصرى: صحيحة المعانى والأسانيد
الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية

 
قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم: إن أفكار سيد قطب تؤكد حتمية الصراع مع المجتمع بكافة مكوناته، سواء القوات الأمنية والعسكرية أو المجتمع المدنى لنشر تلك الأفكار، وبالتالى يصبح القتل والتدمير وأخذ الأموال داخلًا فى حيز الإباحة عنده من أجل إعادة الناس عن جاهليتهم، مشيرًا إلى أن هناك عدة كتب نافعة حللت شخصية سيد قطب ككتب الأستاذ حلمى النمنم عن سيد قطب، فقد برع فى كشف شخصيته وحللها تحليلًا جيدًا موضحًا أنه تذبذب وتحول فى حياته كثيرًا.
 
وعن تشكيك هؤلاء المتطرفين فى الأحاديث النبوية المذكورة فى خيرية الجيش المصرى والأحاديث التى وردت فى فضله، قال خلال حواره مع الإعلامى حمدى رزق عبر برنامجه نظرة المذاع على قناة صدى البلد، أن هذه الأحاديث صحيحة المعانى والأسانيد عن النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه، وقد وردت بأكثر ألفاظها فى خطبة عمرو بن العاص -رضى الله عنه- وهى خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحد يُنسَب إلى العلم فى قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردُّها أو يطعن فيها فى هذه الأزمان هوًى منه أو جهلًا.
 
وأضاف، أن هؤلاء يرددون كلاما باطلا من الناحية العلمية والواقعية، وعلى المصريين أن ينفضوا عن أنفسهم كل هذه الأكاذيب التى ليس لها أساس من الصحة، وأن هذه المقولات المشككة فى خيرية الجيش المصرى العظيم لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013، فالجيش المصرى العظيم انحاز لإرادة شعبه فى جميع التغيرات السياسية، وهذا الانحياز لم يعجب البعض فأخذ يشكك فى وطنية الجيش المصرى الذى يقف بجانب الشعب على مدار التاريخ، فضلًا عن أن هؤلاء المتطرفين كانوا يستشهدون بهذه الأحاديث قبل ثورة 30 يونيو؛ مما يدل على افتقادهم للصدق والمنهجية.
 
واستعرض فضيلة مفتى الديار المصرية الأستاذ الدكتور شوقى علام الأدلة التى يتخذها هؤلاء مبررًا لإعلان حرب مفتوحة ضد الأبرياء والآمنين، ومنها الآية المسماة بآية السيف، وهى الآية الخامسة من سورة التوبة: "لا يوجد فى القرآن الكريم لفظ السيف، ولكن فهم المتطرفون الآية فهمًا خاطئًا من منطلق أنهم يأتون على كل المجتمعات التى لا توافق أفكارهم بالتكفير" مؤكدًا أن تفسير الآية التى يستشهدون بها على ذلك وهى قوله عز وجل: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ...} يجب أن يتم بقواعد لغة العرب، ولفظ المشركين الوارد فى الآية ليس على العموم، بل يقصد به مجموعة معينة من المشركين المعيَّنين المحددين، بمعنى أن "الـ" هنا للعهد وليست للجنس كما يقول العلماء، ولا تفيد العموم، أو يمكن القول بأن لفظ المشركين هو للعموم ولكنه عموم أُريد به الخصوص، فهؤلاء الناس المخصوصون المحدودون الذين يعلمهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعلمهم المسلمون هم هؤلاء الذين ورد النص بخصوصهم ولا ينسحب على كل إنسان بدليل أن الله سبحانه وتعالى قال بعد هذه الآيات: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ} التوبة: 6".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق