التجسس على الحلفاء.. أزمة مرتقبة بين دول الاتحاد الأوروبي بسبب المخابرات الأمريكية

الثلاثاء، 01 يونيو 2021 04:09 م
التجسس على الحلفاء.. أزمة مرتقبة بين دول الاتحاد الأوروبي بسبب المخابرات الأمريكية

حالة من التوتر يشهدها الاتحاد الأوربي، بعد تورط المخابرات الدنماركية فى التجسس مع نظيرتها الأمريكية على عدد من السياسين في ألمانيا وغيرها.
 
وفتحت الفضيحة الباب على اتهامات سابقة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 2013، اتهمت فيها وكالة الأمن القومى الأمريكية، بالتجسس على هاتفها، وقالت إن التجسس على الأصدقاء غير مقبول.
 
صحيفة تاج شبيجل الألمانية، قالت في تقرير إن برلين كشفت قيام المخابرات العسكرية الدنماركية، بمساعدة وكالة الأمن القومي على التنصت على ميركل وسياسيين آخرين من 2012 إلى 2014، وثبت أن من بين من تأثر كان  الرئيس الحالي فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية آنذاك، وصديقه الحزبي بير شتاينبروك، المرشح لمنصب مستشار الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات 2013.  
 
ولم يكن التجسس الأمريكي يستهدف ألمانيا فقط، بل استهدف السياسيين في السويد والنرويج وفرنسا، وسمحت الدنمارك للمخابرات الأمريكية باستخدام محطة الاستماع Sandagergardan جنوب كوبنهاجن، و في المنشأة السرية ، استخدم الأمريكيون مركزًا للإنترنت للعديد من الكابلات البحرية. 
 
وطلبت ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الدنمارك والولايات المتحدة توضيح الأمر.
 
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن هناك سخطا في ألمانيا، بسبب عدم استخدام السياسيين الألمان القليل من قنوات الاتصال الآمنة، واتهم أحد الخبراء ميركل بأنها أجرت مكالمات هاتفية "غير منضبطة"، حيث  استخدمت المستشارة حتى عام 2013، هاتفًا خلويًا غير آمن من نوع CDU ، بالإضافة إلى هاتفها الخلوي الحكومي .
 
من جهته، قال الرئيس السابق لجهاز المخابرات الألمانية، أوجست هانينج، الإثنين: "سياسيينا يتحدثون عن أشياء مفتوحة يجب ألا يتحدثوا عنها علنًا، وإنه أمر مثير للاهتمام ما يناقشه الوزراء مع مديري مكاتبهم في الصباح من سيارتهم دون اهتمام بالسرية والآمان"، مشيراً إلى أن عدم رغبة السياسيين في إيلاء المزيد من الاهتمام لتأمين الاتصالات واتباع نصائح السلطات الأمنية الخاصة بهم هو أحد المؤشرات العديدة لمشكلة عامة: ألمانيا لديها صعوبات مع أجهزة المخابرات".
 
وقالت وزيرة الدفاع الدنماركية  ترين برامسن للإذاعة الدنماركية إن التنصت المنظم على الحلفاء المقربين أمر غير مقبول.
 
أما سيفيم داجديلين، رئيس المجموعة البرلمانية اليسارية في لجنة الشؤون الخارجية، فقال: إن دعم جهاز المخابرات الأمريكي  من قبل المخابرات الدنماركية الأجنبية والعسكرية في التجسس على المواطنين الأوروبيين لسنوات أمر لا يطاق ولا يمكن قبوله.
 
وقبل يومين، كشفت هيئة الإذاعة الدنماركية العامة بالتعاون مع العديد من وسائل الإعلام الأوروبية الأخرى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت على كابلات الإنترنت الدنماركية تحت الماء من 2012 إلى 2014 للتجسس على كبار السياسيين في ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا.
 
ونجحت وكالة الأمن القومي، في الوصول إلى الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية وحركة المرور على الإنترنت متضمنة خدمات البحث والمحادثات والرسائل، بما في ذلك تلك العائدة إلى المستشارة الألمانية ووزير الخارجية آنذاك فرانك فالتر شتاينماير وزعيم المعارضة آنذاك بير شتاينبروك.
 
وقال وزير شؤون أوروبا الفرنسي كليمان بون لإذاعة "فرانس إنفو": هذا أمر خطير للغاية نحتاج إلى معرفة ما إذا كان شركاؤنا في الاتحاد الأوروبي الدنماركيون، ارتكبوا هفوات أو أخطاء في تعاونهم مع الأجهزة الأمريكية"، مضيفاً أن احتمال تجسس واشنطن على زعماء الاتحاد الأوروبي أمر مقلق للغاية. وقال الوزير "يجب أن تكون هناك ثقة وحد أدنى من التعاون بين الحلفاء، لذا فإن هذه الحقائق المحتملة خطيرة".
 
وطالبت السويد والنرويج، جارتا الدنمارك، أيضاً بتفسيرات من كوبنهاجن، على الرغم من أن اللهجة كانت أكثر حذراً، وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية الاثنين، إن برلين على اتصال بجميع المحاورين الوطنيين والدوليين المعنيين للحصول على توضيحات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة