مصر خالية من الحصبة.. الدولة تواجه الشائعات الهدامة بالشفافية

السبت، 19 يونيو 2021 11:00 م
مصر خالية من الحصبة.. الدولة تواجه الشائعات الهدامة بالشفافية
أحمد سامي

أخصائي الصحة النفسية: الشائعات وسيلة خطيرة لإثارة الرعب بين المواطنين والتشكيك في مؤسسات الدولة.. ويجب انتقاء المصادر الموثوقة للأخبار
 
 
تتعرض الدولة المصرية خلال السنوات الماضية لحرب من خلال منصات وكتائب إلكترونية تجندها لجان معروف توجهاتها تستهدف النيل من الدولة المصرية واستقرار وضعها لضرب الاستقرار، من خلال بث الشائعات في إطار حملاتهم الدائمة لتشويه المؤسسات، وتستهدف بشكل أساسي الوعي المجتمعي، مستعينين بصفحات التواصل الاجتماعي لينقلوا ويرددوا أخبار لا صحة لها ليثيروا الذعر بين المواطنين.
 
ورغم ما توليه الدولة من اهتمام بقطاع الصحة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية والعمل علي تطوير المنظومة الصحية، من خلال حزمة من الإصلاحات و المبادرات الرئاسية للاهتمام بصحة المواطن، فضلا عن النهوض بالمستشفيات وإعادة تأهيل البنية التحتية، ومواجهة وباء كورونا إلا أن أهل الشر يحاولون التشكيك في تلك الانجازات من خلال بث الشائعات المسمومة لهدم ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.
 
آخر هذه الشائعات كانت انتشار أخبار لا صحة لها عن مرض الحصبة في مصر، فلم يكد المصريون يفرحون بتناقص أعداد المصابين بفيروس كورونا وإعلان عدد من المسؤولين تخطي ذروة الإصابات، حتى انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي شائعات انتشار مرض الحصبة بين الأطفال المصريين بمختلف محافظات الجمهورية من خلال رسالة صوتية بتطبيق "واتس اب"، ما تسبب في حالة من الذعر والفزع بين المواطنين.
 
الدكتور أمجد حداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، قال ان كل ما يشاع عن انتشار مرض الحصبة بين الأطفال في مصر ليس له أساس من الصحة ولا توجد أي حالات إصابة في الفترة الأخيرة، مؤكداً أن الحملات القومية للتطعيمات هي حملات اجبارية يتم تطعيم الأطفال بها، وكان هناك حملة كبيرة قريبا للتطعيم بالحصبة وهي حملات تنشيطية، والاقبال عليها كبير جدا.
 
وأضاف رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، في تصريحات خاصة لـ" صوت الأمة"، أن برنامج حملات التطعيم سواء للحصبة أو شلل الأطفال حازم جدا، وتوليه الدولة اهتماما كبيرا وكل ما يقال عن عزوف المواطنين خلال الفترة الماضية عن تطعيم أطفالهم بسبب انتشار فيروس كورونا لا يمت للواقع بصلة، وهو ما يظهر جليا في عدم ظهور أي حالات للإصابة فحملة التطعيمات مستمرة ولم تتوقف.
 
وأوضح حداد أنه من وقت لأخر يخرج علينا مريدي الخراب بحملات مضادة، فشائعة انتشار مرض الحصبة ليست الأولى ولا الأخيرة، فكان هناك تشكيك كبير في لقاح فيروس كورونا وانتشرت الشائعات بتسببه في الموت والجلطات مما أدي إلي عزوف المواطنين عن التسجيل للتطعيم باللقاح، رغم إن لقاحات كورونا الموجودة في مصر آمنة لجميع الفئات ما فوق 18 عامًا، نافيًا تسبب اللقاحات الموجودة في مصر في أي أثار جانبية.
 
من جانبه قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الشائعات هي وسيلة خطيرة لإثارة الرعب بين المواطنين خاصة في الأوقات الحرجة التي يشهدها العالم، لافتاً إلى أنه على المواطنين العمل على مكافحة الشائعات من خلال انتقاء الوسائل الموثوقة للأخبار، وعدم نشر الأخبار الكاذبة وإثارة الرعب، خاصة أن هذه الشائعات تعتبر مادة خطيرة تستغلها الجماعات الإرهابية لنشر الذعر وإثارة القلق بين المواطنين.
 
وأضاف هندي في تصريحات خاصة لـ" صوت الأمة" ان ظهور الاشاعات بانتشار مرض الحصبة في مصر، يريد به أعداء الوطن النيل من الاستقرار التي تشهده البلاد، مضيفا أنه من الطبيعي عند الحفاظ على صحة المواطن سيواجه الوطن حملة مضادة وترديد عبارات جاهلة حول انتشار الامراض والموت، لذلك لابد من مواجهة هؤلاء من خلال رفع الوعي لدى المواطنين وإحداث حراك مجتمعي ضد الشائعات، والتحفيز للحالة النفسية، للقضاء على هذه الشائعات وعلى أي حرب مضادة.
 
وأضاف استشاري الصحة النفسية، أن جروبات مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة بصورة كبيرة هذه الأيام  على "الواتس أب" او صفحات "الفيس بوك" تسبب خطر بالغ على الصحة النفسية للأشخاص، لما تسببه من ضغط نفسي وإثارة الفزع ونشر الشائعات غير الصحيحة حول انتشار الأمراض مثل الحصبة أو تزايد اعداد الاصابات والوفيات بفيروس كورونا وطرق العدوى، ما يؤدي لظهور اضطرابات نفسية تتمثل في القلق والاكتئاب والخوف المبالغ فيه.
 
ومن الناحية القانونية، كشف محمد السيد، المحامي بالنقض،أن القانون الحالي يعاقب كل من أنشأ أو استخدام أي من المواقع أو الحسابات الخاصة على الشبكة المعلوماتية لنشر وترويج تلك الأخبار والبيانات والإشاعات الكاذبة أو تسهيل ذلك فإن العقوبة تصل إلى الحبس الذي لا يقل عن سنتين والغرامة التي لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد عن ثلاثمائة ألف جنيه.
 
وأضاف السيد، في تصريح خاص لـ" صوت الأمة أنه إذا ثبت وقوع ذلك بغرض الإخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر أو الإضرار بالأمن القومي للبلاد أو بمركزها الاقتصادي أو منْع أو عرقلة ممارسة السلطات العامة لأعمالها أو تعطيل أحكام الدستور أو القوانين أو اللوائح أو الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، فإن العقوبة تكون السجن المشدد.
 
وكان قد نفى المركز الإعلامى لمجلس الوزراء ما تم تداوله من أنباء عن انتشار كمرض الحصبة بين الأطفال، وفي هذا الشأن تواصل المركز مع وزارة الصحة والسكان، التى نفت تلك الأنباء، مُؤكدةً أنه لا صحة للرسالة الصوتية المتداولة والتى تزعم انتشار مرض "الحصبة" بين الأطفال بأى من المحافظات على مستوى الجمهورية، مُوضحةً أنه لم يتم رصد أى حالات مصابة بالحصبة بين الأطفال.
 
وأشارت الصحة المصرية، إلى "امتلاك البلاد نظاما قويا من برامج التطعيمات الأساسية والترصد والتقصي للأمراض الوبائية، يعمل بشكل فعال في الاكتشاف والرصد المبكر لأية أوبئة أو أمراض قد تتسرب داخل البلاد"، مشددة على "حرص الوزارة على إطلاق حملات قومية بكافة محافظات مصر للتطعيم ضد أي أمراض وبائية، بما فيها الحصبة والحصبة الألمانية، بهدف الحفاظ على مصر خالية من تلك الأمراض".
 
كما تم الإعلان عن انطلاق الحملة المحدودة للتطعيم ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية بالمجان للأطفال المصريين وغير المصريين (المقيمين على أرض مصر)، التى تساهم بشكل فعال فى رفع مناعة الأطفال ضد الأمراض المختلفة، حيث تستهدف تلك الحملة المحدودة المحافظات الحدودية والمناطق النائية فقط، بهدف ضمان زيادة معدلات المناعة المجتمعية بهذه المحافظات، والتى يكثر تواجد غير المصريين بها، كما تستهدف الحملة تطعيم الأطفال فى الفئة العمرية من 5 أعوام وحتى 15 عامًا، ويشارك فى الحملة أكثر من 249 من الفرق الطبية والفنية والإدارية، والذين تم تدريبهم وإعدادهم بشكل جيد، بالإضافة إلى الفرق الإشرافية، والإدارات الصحية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق