"الكيوي" تشعل صراعا اقتصاديا بين الصين ونيوزيلندا

السبت، 19 يونيو 2021 09:00 م
"الكيوي" تشعل صراعا اقتصاديا بين الصين ونيوزيلندا

أشعلت فاكهة الكيوي، توتراً اقتصادياً بين نيوزيلندا والصين جديداً، بعد سنوات من بدء الأزمة منتصف 2010.
 
تقول صحيفة الغارديان البريطانية، إن الكيوي المنتشر في محال السوبر ماركت في نيوزيلندا يعتبر أكثر الصادرات الزراعية قيمة في تلك البلاد، وبدأت القصة منتصف عام 2010، عندما هرّب مستمثر سر الفاكهة النيوزيلندية وأفشى به إلى الصين، وبعدها ظهرت آلاف الهكتارات من هذه الفاكهة بشكل غير مشروع في بلاد "التنين".
 
تقول الصحيفة، إن نيوزيلندا كافحت لسنوات من أجل حماية حقوق الملكية الخاصة بالكيوي، الذي يعد منتجا زراعيا بالغ الأهمية من الناحية التجارية لها، إذ حققت شركة "زيسبري" العملاقة من ورائه أرباحا بلغت 3.9 مليار دولار نيوزيلندي (2.6 مليار دولار)، العام الماضي فقط.
 
وساهم "صن غولد"، وهو نوع جديد من الكيوي، في إنقاذ الصناعة المحلية من الكارثة، إذ مع حلول عام 2010، تعرضت مساحات شاسعة من محصول الكيوي إلى الخراب بسبب تفش مرض. 
 
وبحسب الصحيفة، كان الأمر كابوسا بالنسبة للمزارعين، وأوقع خسائر تقدر بـ900 مليون دولار نيوزيلندي، وحتى النوع الجديد تعرض لأضرار. ومع ذلك، سارعت "زيسبري" إلى تسجيل الملكية الحصرية للنوع الجديد في أنحاء العالم، وكان ذلك خطوة صائبة، إذ مع مرور الزمن تجاوزت صادرات الكيوي الذهبي في نيوزيلندا صادرات الكيوي الأخضر.
 
وتابعت: "في عام 2016 وردت أنباء غير سارة: الكيوي الذهبي شوهد ينمو في الصين، فاستأجرت الشركة محققين خاصين، وبالفعل كانت الأنباء صحيحة."
 
واكتشف التحقيق أن رجلا يدعى هاويو غاو، وهو مستثمر اشترى بستانا في قرية صغيرة في نيوزيلندا، نقل كميات من براعم الكيوي تهريباً إلى مقاطعة سيتشوان وسط الصين، حيث باعها هناك بمبلغ 60 ألف دولار نيوزيلندي.
 
وفي النهاية، أمرت المحكمة العليا في نيوزيلندا بتغريمه بمبلغ 13 مليون دولار نيوزيلندي.
 
وربحت "زيسبري" المعركة القضائية ضد هذا المستثمر لكنها خسرت الحرب مع الصين، خاصة بعد انتشار زراعة الكيوي الذهبي في الصين على نطاق واسع، وفشلت في الحصول على دعم قوي من حكومة بكين في هذا المجال.
 
وكتبت الشركة النيوزيلندية أن "المساحة غير المشروعة من بساتين الكيوي الذهبي تضاعفت ببين عامي 2019 و2021، إلى أكثر من 5200 هكتار".
 
وتشرف على ذلك شركة صينية تحمل اسم "غولد ثري"، وسط توقعات بأن تضاعف هذه الشركة إنتاج الكيوي الذهبي.
 
والمفارقة في الكيوي أن جذورها صينية الأصل، ووصلت إلى نيوزيلندا عام 1904 ثم وازدهرت في ظل المناخ المواتي هناك، حتى بدأ في تصديرها في الخمسينيات، ومع مرور الوقت أصبح الكيوي مرادفا لنيوزيلندا.
 
وتتهم حكومة رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، بالتساهل في مواجهة الصين، لكن آخرين يرون أن هامش الحركة أمامها محدود، خاصة أن الصين أكبر شريك تجاري للبلاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق