محمد فزاع يكتب: ثورة 30 يونيو «مصر من الظلام إلى النور».. الجيش والشرطة جناحا القوة والأمن

السبت، 03 يوليو 2021 11:00 م
محمد فزاع يكتب: ثورة 30 يونيو «مصر من الظلام إلى النور».. الجيش والشرطة جناحا القوة والأمن

الشرطة تقدم خدمات تليق بالمصريين تحت شعار «بلد الأمن والأمان».. وقضت على التخريب واستبدالت عنف الإرهاب بمشاهد مشروعات تنموية
 
خطوات مهمة اتخذتها الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية بعد ثورة 30 يونيو، كانت بمثابة مرحلة فارقة في المجالات كافة، ساعدت مصر في تدعيم أركان استقرار الدولة من جانب واستعادة مكانتها ونفوذها الإقليمي والدولي من جانب آخر، بعد حالة الاضطرابات والتحولات التي شهدتها المنطقة منذ 2011، وتعدد جبهات وميادين المواجهة ومكافحة الإرهاب.
 
تلعب دائما الجيوش والمؤسسات العسكرية الدور المحوري والأهم في معادلة حماية البلاد من التهديدات، وتُقاس قوة الدول بمدى الاستقرار والأمن، وقدرات قواتها المسلحة، ولتدعيم ما سبق ركزت القيادة المصرية في أعقاب 30 يونيو على وضع استراتيجية شاملة، اعتمدت أساسها على تحديث وتطوير القوات المسلحة المصرية لترسيخ وتعزيز القوة الشاملة للدولة.
 
مكانة مرموقة للجيش
 
ساهمت عملية تطوير الجيش المصري منذ 2014 وحتى الآن، في وضع مصر بمكانة متقدمة، جاءت خلالها بالمرتبة التاسعة عالميا ضمن أقوى جيوش العالم، وفي مقدمة الجيوش العربية والإفريقية والشرق أوسطية في 2020 -بحسب تصنيف «جلوبال فاير باور»-، ما يدل على حجم التطور الذي شهدته القوات المسلحة المصرية، في كفاءة المقاتل المصري، ونوعية التسليح والمنظومة التكنولوجية العسكرية.
 
تنويع مصادر السلاح واستقلالية القرار
 
اتخذت مصر منهجا مغايرا بعد عام 2014 واتجهت إلى تنويع مصادر التسليح، للحفاظ على استقلالية القرار المصري وعدم الخضوع للضغوط الذي يمكن أن تمارسه الدولة المصدرة للسلاح، مع أهمية تجميع القدرات والإمكانات التسليحية المتطورة من كافة دول العالم، للحفاظ على الأمن القومي ضد التهديدات التي تواجهه.
 
عملت القوات المسلحة على تحديث البنية العسكرية، بتوقيع اتفاقات تسليح للقوات البرية والجوية والبحرية، ويظهر ذلك بتدشين قواعد عسكرية استراتيجية لحماية وتأمين الجبهات عملا بمبدأ «جيش قوي يحمي الحدود».
 
وكان من أبرز القواعد «قاعدة محمد نجيب» و«قاعدة برنيس»، اللذان يهدفان لتأمين السواحل الجنوبية لمصر من جانب وتأمين الملاحة البحرية في باب المندب وقناة السويس، وتقديم خدمات الإسناد والإيواء من جانب آخر.
 
وبجانب القواعد نجحت مصر في الحصول على حاملات الطائرات من طراز «ميسترال»، ناهيك عن الفرقاطات الفرنسية من طراز «فريم تحيا مصر» وغواصات ألمانية من فئة «1400/209» وطراز «إس 42»، مع الطائرات الفرنسية «الرفال»، والأمريكية «f-16»، فضلا عن أحد لانشات الصواريخ الهجومية الروسية «RKA 32» من طراز «مولينيا».
 
رفع الكفاءة وتوطين الصناعات العسكرية
 
لم تتوقف جهود الدولة عند تحديث الأسلحة، لكن عملت على تطوير وتحديث المؤسسات التعليمية العسكرية، عبر دعم برامج المشاركة في الأنشطة العسكرية الدولية، وتوسيع حجم المناورات العسكرية بالتعاون مع الدول لنقل مهارات وقدرات عناصر القوات المسلحة وتبادل الخبرات القتالية والتكنولوجية.
 
وطوال 7 سنوات توجهت الدولة المصرية إلى توطين الصناعات العسكرية وإنتاجها بصبغة محلية، لتصنيع الدبابات والعربات المدرعة وأجهزة الاتصالات، والصواريخ المضادة للدبابات، وبناء السفن الحربية، وصناعة الأسلحة والذخائر.
 
وكان ثمار الفكرة بتعاون بين وزارة الإنتاج الحربي مع وزارة الدفاع، لافتتاح «مصنع 300 الحربي» لتلبية احتياجات القوات المسلحة ودعم ومبدأ التوطين العسكري.
 
تطوير خدمات وثوب جديد
 
أما وزارة الداخلية اتبعت سياسة وأسلوب جديد مع التطورات الاقتصادية في قطاعات الدولة الذي تشهده البلاد منذ سنوات، وشغلت اهتمامها الجانب الخدمي بتقديم خدمات جديدة تسهل على المواطنين حياتهم، منها توفير أماكن تليق بتلقي الخدمات الشرطية وتلبي متطلبات كبار السن وذوي القدرات الخاصة، وتفعيل الخدمات الإلكترونية في قطاعات الوزارة كافة، وتطوير مكاتب حقوق الإنسان.
 
أقسام الشرطة شهدت بدورها تطورا كبيرا وفقًا لنموذج موحد روعي فيه المظهر الحضاري، تنفيذا للخطة التي وضعتها قيادات الوزارة لتطوير المنشآت وافتتاح أخرى أقسام جديدة لتقديم خدمات أفضل للمواطنين تستخدم فيها أحدث الوسائل التكنولوجية، منها على سبيل المقال إدخال «منظومة الخدمات الرقمية».
 
تأمين المواطنين عقيدة
 
خروج جماعة الإخوان الإرهابية من السلطة بعد ثورة 30 يونيو، لم يكن أمرا سهلا، فقررت الانتقام من المواطنين بحرق الأخضر واليابس، والتعدي على المنشآت العامة والخاصة، وارتكاب جرائم ضد رجال الأمن والجيش والشعب.
 
من جانبها حاربت الشرطة المصرية مخططات الجماعة وقضت على مشاهد التخريب والدمار التي ارتكبتها الإخوان عقب الإطاحة بهم، ودفعت ذلك بدماء شهداء ومصابين سقطوا وهم يسطرون الملاحم البطولية رافعين شعار «بلد الأمن والأمان».
 
وبينما جرى استبدال العنف بمشاهد مبهجة ومشروعات تنموية بعد سنوات، استمرت العيون الساهرة، في كتابة تاريخ جديدة بمقاومة الإرهاب وقادت ضربات استباقية، أربكت العناصر الإرهابية وقضت على نحو 1000 بؤرة إرهابية، والقبض على أكثر من 20 ألفا من العناصر التكفيرية، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والعبوات الناسفة.
 
كما عملت على تفكيك الخلايا العنقودية وتطهير الصحراء من معسكرات المتطرفين، المتسببين في أعمال التخريب، واصطياد وتصفية الخلايا المسلحة لجماعة الإخوان أمثال «حسم» و«أجناد مصر» و«أنصار بيت المقدس» و«لواء الثورة» وغيرها من الكيانات الإرهابية، ما انعكس على تراجع الحوادث الإرهابية من من 481 في عام 2014 إلى 22 حادثا في 2017، ثم التلاشي نهائيا بدءا من 2019.
 
لم تتوقف جهود الشرطة في ميدان المعارك فقط، لكنها حرصت على تطوير برامجها لمراقبة صفحات العناصر الإرهابية وتتبعهم، وتدعيم الضباط وقطاعات مباحث الإنترنت والأمن الوطني والتوثيق والمعلومات بأجهزة تكنولوجية حديثة، وإغلاق آلاف الصفحات التحريضية التي يديرها عناصر إرهابية من داخل البلاد وخارجها، وضبط القائمين عليها.
 
قوافل طبية ومنتجات مخفضة
 
وبالتزامن مع التصدي للإرهاب، اهتمت الوزارة بتقديم جانب خدمي ملموس للمواطنين، إذ أفرجت عن أكثر من 4687 غارما وغارمة تنفيذا لتوجيهات الرئيس، ودفعت بمئات القوافل الطبية للكشف المبكر على المواطنين بالأماكن الأكثر احتياجا، مع توجيه بعضها لنزلاء السجون وأقسام الشرطة المختلفة.
 
كما عملت على نشر أكثر من ألف منفذ «أمان» ثابت ومتحرك لبيع المنتجات الغذائية بأسعار مناسبة وجودة عالية، وتنظيم معارض موسمية في الأعياد وقبل بداية الفصول الدراسية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق