معركة استغرقت 6 سنوات ونجحت.. كيف خاضت مصر مفاوضات عودة الطيران الروسي؟

السبت، 07 أغسطس 2021 11:59 ص
معركة استغرقت 6 سنوات ونجحت.. كيف خاضت مصر مفاوضات عودة الطيران الروسي؟
الطيران الروسي - أرشيفية
رضا عوض

6 سنوات كاملة استغرقتها معركة عودة الطيران الروسي لمصر مرة أخرى، بعد انقطاع طويل، حيث خاضت مصر مفاوضات شاقة بعد أسابيع قليلة من الحادثة الإرهابية التي وقعت لطائرة روسية من طراز "إيرباص 321" فوق شبه جزيرة سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي في 31 أكتوبر 2015، وهو ما أدى إلى مقتل 224 راكبا بينهم سبعة من أفراد طاقم الطائرة كلهم من الروس.

وأعلنت وقتها هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، أن سقوط الطائرة نجم عن عملية إرهابية تم تنفيذها بواسطة قنبلة وضعت داخل الطائرة، وهو ما قامت معه روسيا بإيقاف الرحلات السياحية القادمة لشرم الشيخ والغردقة في نوفمبر 2015 حيث صدر مرسوم رئاسي روسي، نص على اتخاذ تدابير لضمان الأمن في روسيا، وحماية المواطنين الروس، وتطبيق حظر مؤقت على الرحلات الجوية إلى مصر.

المفاوضات الشاقة لاستئناف الرحلات السياحية التي خاصتها مصر استمرت لمدة 6 سنوات، بدأت في فبراير 2016، وأعلنت مصر أنها تأمل باستئناف الرحلات الجوية من وإلى روسيا في النصف الأول من عام 2016.

كما طلبت الشركات الروسية عودة الرحلات السياحية لشرم الشيخ والغردقة باعتبارهما الوجهة الأهم للسائح الروسي، كما طلبت مصر عودة الطيران

وفي شهر مارس 2016 ‏‎أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن بلاده اتفقت مع مصر على استئناف الرحلات الجوية شرط تأمين سلامة المواطنين الروس.

وأشار وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره سامح شكري في موسكو حينها إنه "تم الاتفاق على استئناف الرحلات الجوية لدعم السياحة في مصر شرط تأمين سلامة المواطنين الروس".

‎استمرت المفاوضات حتى 22 أغسطس 2016، حيث تم الاتفاق بين مصر والجانب الروسي على خريطة طريق لعودة حركة الطيران بين البلدين، وفي ‎ 5 سبتمبر 2016 التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، التي استضافتها مدينة هانغتشو الصينية، حيث جري الحديث بينهما لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، واتفق الطرفان على إيفاد وفد روسي رفيع المستوى خلال أيام إلى مصر، للانتهاء من جميع الجوانب الفنية والأمنية المتعلقة بهذا الموضوع.

‎في تلك الأثناء وفي 20 سبتمبر 2016 تقدمت شركتا طيران روسيتان، بطلب إلى الوكالة الفيدرالية للنقل الجوي لتسيير رحلات منتظمة من روسيا إلى مصر، كما تقدمت شركة "إير آيرو" الروسية للطيران، بطلب للسماح برحلات طيران من "أومسك" في روسيا إلى مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة.

وبعدها ب 10 أيام وفي 30 سبتمبر 2016 ‏‎أعلن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، أنه قد يتم توقيع اتفاق حكومي دولي بشأن أمن الطيران بين روسيا ومصر قبل نهاية العام.

‏‎وبعدها بـ10 أيام أخرى وبالتحديد في الأول من أكتوبر أعلن وزير الطيران المدني "وقتها " شريف فتحي، أن الأجهزة البيومترية لمطارات مصر، ستصل في منتصف شهر نوفمبر، وكان وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، طلب من مصر في الرابع من أكتوبر وضع نظام آلي بيومتري يسجل دخول الموظفين للمطارات.

‏‎وفي 23  نوفمبر 2016، أعلن نائب وزير النقل الروسي فاليري أوكولوف، إن مصر نفذت التوصيات المقدمة من قبل المتخصصين حول أمن الطيران، وأن وفدًا روسيا رفيع المستوى سيصل إلى القاهرة، لتفقد الإجراءات الأمنية بمطار القاهرة الدولي.

‏‎وفي أوائل يناير 2017 عاد الخبراء الروس من مصر بعد عملية التفتيش في مطاري الغردقة وشرم الشيخ، وأعدوا تقريرًا للحكومة الروسية حول نتائج التفتيش.

‏‎وفي 17 فبراير أعلنت الحكومة الروسية، أنها صادقت على بروتوكول التعاون في مجال أمن الطيران المدني بين مصر وروسيا.

‏‎‏‎وبعد أقل من شهر علي هذه البروتوكول أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد (الغرفة العليا للبرلمان الروسي)، فالنتينا ماتفيينكو، أن السلطات المصرية نفذت نحو 90% من الإجراءات المطلوبة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر

‎بعدها أعلن نائب وزير النقل الروسي فاليري أوكولوف للصحفيين، أن العملية التفاوضية بين بلاده ومصر حول استئناف الرحلات الجوية عالقة.

‏‎وعلى هامش أعمال المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك الروسية، أعلن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف أن شركات الطيران الروسية قد تستأنف رحلاتها الجوية إلى مصر عقب توقيع المرسوم الخاص بهذا الشأن.

وفي نهاية 2017 ‏‎أعلن وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، أن أول رحلة جوية مباشرة بين موسكو والقاهرة ستنطلق بداية فبراير 2018، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته لمصر أنه ناقش مع السيسي ملف السياحة خلال مراسم توقيع اتفاقية التعاون بشأن أمن المطارات تمهيدا لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، مع وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف.

وفي الأول من إبريل عام 2018 تم استئناف رحلات الطيران المباشرة مع مصر، وهي الأولى من نوعها بعد توقف دام لمدة عامين ونصف العام، لتصل أول رحلة قادمة من مطار شيريميتيفو في موسكو إلى القاهرة تتبع شركة "إيروفلوت" على متنها حوالي 120 راكبا، حيث كان جدول التشغيل بمعدل 3 رحلات اسبوعيا وزاد عدد الركاب في تلك الفترة بسبب مباريات كاس العالم والتي اقيمت في روسيا .

استمرت حركة الطيران إلى أن جاءت جائحة فيروس كورونا التي اضطرت معه حركة الطيران العالمية للتوقف تماما ، حيث استمر هذا التوقف حتي عاد بشكل جزئي ، وجري تسيير 3 رحلات، بينما بدأت اكثر من 7 شركات طيران روسية في تسير رحلات الي مطار القاهرة .

وفي 23 إبريل 2021 جري الاتفاق بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، حيث سيستقبل مطار الغردقة الدولي مساء الاثنين المقبل أول رحلة طيران روسية قادمة من العاصمة الروسية موسكو، حيث ستقل على متنها 500 راكب روسي الجنسية، وهي الرحلة الأولى منذ أكتوبر 2015.

عودة الطيران جاءت بعد التقرير الذي كشف عن أن نتائج التقييم الذي أجراه خبراء التفتيش الروس للمطارات المصرية، شرم الشيخ والغردقة، والذي انتهى بالفعل يوم الأربعاء الماضي، وقدمه الخبراء الروس في تقريرهم النهائي للجهات المعنية الروسية، أكد علي أن مستوى التقييم جاء إيجابيا للغاية، وأنه بالإمكان إعادة فتح رحلات الطيران العارض من المدن الروسية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق