مناورة إخوانية جديدة في تونس.. «الغنوشي» ينقلب على نفسه

السبت، 07 أغسطس 2021 12:28 م
مناورة إخوانية جديدة في تونس.. «الغنوشي» ينقلب على نفسه
راشد الغنوشي- رئيس حركة النهضة الإخوانية

في وقت تراجع فيه رئيس حركة النهضة الإخوانية في تونس راشد الغنوشي، عن تصريحاته السابقة بشأن قرارات الرئيس قيس سعيد، ارتفعت حدة الانقسامات داخل الحركة الإخوانية، إذ تبدو تصريحات الغنوشي مغايرة تماما لما جرى الاتفاق عليه خلال اجتماع مجلس الشورى العام للحركة الذي عقد في وقت سابق من يوم الأربعاء.
 
وفي 25 يوليو الماضي، عزل الرئيس التونسي قيس سعيد، رئيس الوزراء هشام المشيشي، وعلق عمل البرلمان، الذي يقع تحت سيطرة حركة النهضة الإخوانية، التي اعتبرت في البداية قرارات قيس، «انقلابا» على النظام الديمقراطي، قبل أن يتراجع رئيس الحركة الغنوشي ويعتبرها «فرصة للإصلاح».
 
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها تنظيم الإخوان إلى المناورات والتبدل في المواقف بحثا عن مصلحة التنظيم الخاصة، ففي الجزائر، اعتبر كثيرون أن الجماعة الإخوانية هي «حرباء السياسة»، كإشارة ودليل على قدرة التنظيم على أن يكون الشيء وعكسه، كما اعتبروا التيارات الإخوانية في البلاد ليست سوى «شركات تتاجر بالدين، وبأن الدين الوحيد لديها هو كسب الكراسي، وأنهم وصمة عار على السياسة والدين».
 
وفي ليبيا، يقول مراقبون، أن الجماعة الإخوانية تموّل ناشطين سياسيا وتستقطبهم بالمال، وتوفر احتياجاتهم قبل الانتخابات، وتوهمهم بأنهم يمثلون حركات مستقلة ليس لها علاقة بالإخوان، مشيرين إلى أنهم يظلون واقفين مع تلك التيارات الشبابية حتى آخر لحظة، إلى أن يحين وقت الانقضاض على السلطة، وقطف ثمار جهودهم.
 
ويرى محللون، أن تراجع الغنوشي يشير إلى زيادة حدة الخلافات والصراع المحتدم داخل الحركة على مدار الأسابيع الماضية، وارتفاع موجة الانقسامات، خاصة عقب اجتماع مجلس شورى الحركة الإخوانية، متوقعين أن تكون تصريحات الغنوشي ليست إلا مناورة لكسب الوقت وكسب أيضا أرضية للتفاوض، وتجنب السيناريوهات المظلمة التي قد تواجه الحركة الإخوانية.
 
ويقول الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن حركة النهضة الإخوانية في تونس بدأت مرحلة المناورة، بعد تصريحات زعيمهم راشد الغنوشي الذي أقرَّ بأخطاء الحركة، وما زعم أنه استعداد من الحركة للدخول في مناقشات لحل الأزمة. وبحسب عكاشة، فإن حركة النهضة تلقّت الصدمة ووجدت تأييدًا كاسحًا من قِبل الرأي العام التونسي لقرارات الرئيس قيس سعيّد، مؤكدًا أن «الأخير» يسير بخطا ثابتة منذ اتخاذه القرارات التي مثّلت مسارًا تصحيحيًّا لما وصلت إليه الأزمة السياسية التي تتحمل مسؤوليتها حركة النهضة.
 
ويشير مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن حركة النهضة كانت تتوقع في البداية أن يتراجع الرئيس التونسي عن قراراته، معتبرًا هذا النهج الإخواني بأنه كان خياليًّا بشكل كبير للغاية، مؤكدا أن سعيّد لديه أجندة وخارطة طريق يعمل عليها، ويصحِّح كافة الأوضاع، متابعا: «لا يمر يوم إلا ويشهد ترتيبًا واضحًا للبيت الداخلي التونسي من أجل تدارك أخطاء الماضي».
 
ويرى عكاشة، أن حركة النهضة بدأت تستفيق من الصدمة، وبدأت إجراء بعض المناورات التي تتسم بأنها ذات طابع إعلامي بعض الشيء، والبعض الآخر يغازل أطرافًا خارجية، مستدلًا على ذلك بتصريح الغنوشي بالاستعداد للحوار مع الرئيس التونسي، مشيرا إلى أن حركة النهضة تحاول إظهار نفسها أمام المجتمع الدولي بأنها على استعداد للدخول في مناقشات، في محاولة لإيجاد أوراق ضغط بما يخدم أهدافها ونفوذها بشكل كامل.
 
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها تنظيم الإخوان إلى المناورات والتبدل في المواقف بحثا عن مصلحة التنظيم الخاصة، ففي الجزائر، اعتبر كثيرون أن الجماعة الإخوانية هي «حرباء السياسة»، كإشارة ودليل على قدرة التنظيم على أن يكون الشيء وعكسه، كما اعتبروا التيارات الإخوانية في البلاد ليست سوى «شركات تتاجر بالدين، وبأن الدين الوحيد لديها هو كسب الكراسي، وأنهم وصمة عار على السياسة والدين».
 
وفي ليبيا، يقول مراقبون، أن الجماعة الإخوانية تموّل ناشطين سياسيا وتستقطبهم بالمال، وتوفر احتياجاتهم قبل الانتخابات، وتوهمهم بأنهم يمثلون حركات مستقلة ليس لها علاقة بالإخوان، مشيرين إلى أنهم يظلون واقفين مع تلك التيارات الشبابية حتى آخر لحظة، إلى أن يحين وقت الانقضاض على السلطة، وقطف ثمار جهودهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق