فيروس طالبان يتفشى في أفغانستان.. مدن كاملة تسقط والعاصمة تقترب وبريطانيا تلوح بالعودة

الجمعة، 13 أغسطس 2021 04:01 م
فيروس طالبان يتفشى في أفغانستان.. مدن كاملة تسقط والعاصمة تقترب وبريطانيا تلوح بالعودة
الوضع في أفغانستان
محمد الشرقاوي

تداعيات متلاحقة تشهدها الأوضاع في أفغانستان، منذ الانسحاب الأمريكي في يوليو الماضي، الأمر الذي تسبب في تطورات عسكرية على الأرض لصالح حركة طالبان. 

وفي ظل التطورات العسكرية المتلاحقة، حذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من حدوث كارثة إنسانية في أفغانستان، مع استمرار القتال بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة طالبان للسيطرة على البلاد.

وحثت الأمم المتحدة الدول المجاورة لأفغانستان على إبقاء حدودها مفتوحة، بعد أن أُجبر مئات الآلاف من الأشخاص في البلاد على الفرار من منازلهم، حيث وصل العديد من هؤلاء النازحين داخلياً إلى العاصمة كابول، آملين أن تكون الملاذ الآمن الأخير لهم، حيث تفيض الملاجئ، ويخيم الناس في العراء.

ووصف برنامج الغذاء العالمي نقص الطعام في أفغانستان بالمريع. وحذر من كارثة إنسانية.

واليوم الجمعة، تتواصل العمليات القتالية بين طالبان والقوات الحكومية، مع تتالي سقوط المدن، بيد مسلحي الحركة، التي بسطت سيطرتها على قندهار، ثاني أكبر المدن الأفغانية، ومعقلها السابق.
 
واليوم، أعلنت حركة طالبان سيطرتها على مدينة "بل علم" مركز ولاية لوغار، جنوب العاصمة الأفغانية كابل، وهي تتسم بأهمية استراتيجية كبيرة، إذ إنها لا تبتعد عن العاصمة سوى 90 كيلومترا فقط.
 
وقالت الحركة إنها سيطرت على مدينة ترينكوت مركز ولاية أورزغان وسط أفغانستان، مشيرة إلى أن محافظ المدينة وقائد الشرطة فيها استسلما للحركة.
 
وأيضاً سيطر المتمردون الجمعة على "لشكركاه" عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد، بعد ساعات قليلة على سقوط قندهار ثاني مدن البلاد على بعد 150 كيلومترا إلى الشرق منها.
 
وتعد سيطرة طالبان على قندهار المكسب الاستراتيجي الأهم الذي حققه حتى اللحظة اليوم، وجاءت السيطرة على المدينة الثانية في البلاد، التي يسكنها نصف مليون شخص، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش، الذي انسحب إلى منشأة عسكرية خارج المدينة.
 
ووفق وكالة "فرانس برس" الفرنسية، تسيطر القوات الأفغانية على مطار قندهار، الذي كان ثاني أكبر قاعدة للجيش الأميركي في البلاد.
 
 وتمثل السيطرة على قندهار أهمية رمزية لحركة طالبان، إذ إنها بذلك تستعيد السيطرة على معقلها الذي خسرته عام 2001، في بداية الغزو الأميركي لأفغانستان.
 
وفي غور، وسط أفغانستان سيطر مسلحو حركة طالبان ايضا على عاصمة الولاية، شغشران، وهو ما أعلن عنه الناطق باسم حاكم غور، وذلك بعد ساعات من سيطرة طالبان على معظم أنحاء مدينة هرات، ثالث أكبر مدينة، في أفغانستان.
 
وأوضح المسؤول أن القوات الحكومية لا تزال تسيطر فقط على المطار ومعسكر للجيش، مشيرا إلى أن العائلات إما غادرت أو تختبئ في منازلها.
 
 
وبذلك أصبحت طالبان تسيطر على 16 مركز ولاية في أفغانستان التي يبلغ عدد الولايات فيها 34.
 
وأمس، حذر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، من انزلاق أفغانستان نحو حرب أهلية مع توالي سقوط المدن الأفغانية في يد حركة طالبان، مشيراً إلى أن بلاده قد تعود عسكريا إلى تلك البلاد إذا أصبحت ملاذا لتنظيم القاعدة الإرهابي مجددًا، وأن الوضع في أفغانستان صعب مع اكتساب حركة طالبان زخما، إثر استيلائها المتتالي على المدن الأفغانية مثل قندهار ولشكر كاه، جنوبي البلاد.
 
وأعرب عن قلقه من عودة تنظيم القاعدة الإرهابي إلى أفغانستان، معتبرا أن الدولة الفاشلة تكون أرضا خصبة للتنظيمات الإرهابية.
 
كما انتقد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، الرئيس جو بايدن، بسبب ما وصفه بسياسته "المتهورة" تجاه أفغانستان، في وقت تعمل الولايات المتحدة على إجلاء موظفي سفارتها في مواجهة تقدم طالبان.
 
وقال ماكونيل في بيان إن أفغانستان تتجه نحو كارثة هائلة ومتوقعة ويمكن تفاديها. والمحاولات السريالية للإدارة، للدفاع عن سياسات الرئيس بايدن الخطيرة، هي صراحة مهينة، مضيفاً إدارة بايدن هبطت بالمسؤولين الأميركيين إلى درجة مناشدة المتطرفين لتجنب سفارتنا، بينما يستعدون للسيطرة على كابول.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق