صفقة أمريكا وطالبان.. هل عادت الحركة إلى حكم أفغانستان بشروط؟

الخميس، 19 أغسطس 2021 08:44 م
صفقة أمريكا وطالبان.. هل عادت الحركة إلى حكم أفغانستان بشروط؟
عنتر عبداللطيف

الصفقة الأمريكية مع حركة طالبان لن تكن وليدة اللحظة ولم يبدأ تنفيذها كذلك في عهد إدراة الرئيس الأمريكي الحالى جو بايدن لكنها تعود إلى إدراة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والذى كان يريد خروج قواته من أفغانستان لذلك فقد قع اتفاقا في 2020 لتبدأ أمريكا بالفعل في بسحب قواتها بموجب الاتفاق الذى وصفه "ترامب" حينها بـ"الرائع".

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان حتى ولو كان سبق ومهد له " ترامب"  كان صادما لكثيرين حيث نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقال رأي لضابط سابق من قوات البحرية الأمريكية يدعى تيموثي كودو، خدم في العراق وأفغانستان، اعتبر فيه أنهم "ضحوا بأرواحهم من أجل كذبة".

فى ظل حكم "ترامب" نشطت المحادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية إلأ أن هذه المفوضات لم تكن ذات جدوى بالنسبة لطالبان وإن أسفرت عن بعض النتائج منها تبادل 5 آلاف سجين من طالبان مقابل 1000 أسير من قوات الأمن الأفغانية.

ذهب "ترامب" وجاء "بايدن" ليجكم أمريكا ليسير على طريق سلفة فيما يتعلق بالملف الأفغاني قائلا إنه لن "يرسل جيلاً آخر من الأمريكيين إلى الحرب في أفغانستان دون احتمالات معقولة بإمكانية تحقيق نتائج مختلفة" متابعا :"احتمال قيام طالبان باجتياح كافة المناطق والسيطرة على الدولة بأكملها أمر مستبعد للغاية".

ليقول مراسل التايمز في أفغانستان، إنه وبينما تستعد الولايات المتحدة للإعلان عن تفاصيل اتفاق مع حركة طالبان، يلاحق السكان شبح عودة الحرب الأهلية التي عاشوها في تسعينيات القرن الماضي.

الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي على الرغم من اختلافه مع ترامب حول كل السياسات الأخرى تقريبا، واصل تنفيذ اتفاق سلفه مع طالبان، ليقرر  سحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان من دون شروط، بحلول 11 سبتمبر الجاري.

ما أن بدأت القوات الأمريكية في الانسحاب من أفغانستان حتى راحت رحة طالبان تسيطر على ولايات أفغانستان الواحدة تلو الأخرى لتتمكن في النهاية من دخول القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول عب فرار الرئيس، أشرف غني خارج البلاد.

يقول  الخبير الاستخباراتي الروسي سيميون شانكين، إن الأمريكيين لم يفعلوا شيئا للشعب الأفغاني، واكتفوا برمي الدولارات التي لم تصل إلى عامة الشعب، وهو ما جعل حركة حركة طالبان تحظى بالدعم الشعبي، الأمر الذي سهل مهمتها؛ إذ لم تجد صعوبة في دخول العاصمة كابول.

وعرضت صحيفة التايمز البريطانية تحليل كتبه  أنثوني لويد بعنوان "الأفغان يشعرون باليأس تجاه اتفاق السلام الأمريكي الذي يسلم طالبان النصر على طبق من ذهب" لافتا إلى أن الوضع الاقتصادي السيئ في ذلك الوقت دفع الكثيرين، بمن فيهم الأطفال، إلى امتهان أي عمل للحصول على مصدر للدخل، بما في ذلك تجميع الخردة لغرض بيعها.
 
يظل السؤال مطروحا فهناك الكثير فى الكواليس لم ينشر بعد بشأن المفاوضات بين أمريكا وحركة طالبان والتى بالفعل عادت لتحكم أفغانستان لكن ليست بذات الآليات التى حكم بها الملا محمد عمر قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 وسقوط حكم الحركة التى كانت تأوي عناصر تنظيم القاعدة حيث تقدم الحركة الآن نفسها للمجتمع الدولي كحركة تؤمن بعمل المرأة واصدرت عفوا عن خصومها السياسين وراحت تغازل العالم لتضمن تأييده لتحكم قبضتها على أفغانستان من جديد.

 

 
 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق