السوشيال ميديا سلاح إثارة الفوضى.. كيف نواجه 10 مليون حساب وهمي يزعزع الاستقرار؟

الأربعاء، 25 أغسطس 2021 04:00 م
السوشيال ميديا سلاح إثارة الفوضى.. كيف نواجه 10 مليون حساب وهمي يزعزع الاستقرار؟

تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى قضية جديدة، خلال الأيام الماضية، وهي قضية الوعي والتي وصفها بأنها "أخطر قضية تواجه المجتمعات في العالم"، فهذه ليست المرة الأولي التي يتحدث فيها عن قضية صناعة الوعي وتحذيراته من المخاطر التي تحاك ضد المجتمع المصري، وتعد قضية الوعي أحد الاشكال التي تستخدم ضمن حروب الجيل الرابع، والتي يتم فيها الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى تدمير الدول، بدلا من فكرة الحروب على الأرض واحتلال الدول.

في نفس السياق أكد عدد من الخبراء والقوى السياسية مواقع التواصل الاجتماعي إل يمكن أن تتحول إلى سلاح يستخدم تجاه الدول في الداخل وفى نشر الشائعات، لأن من يريد ذلك يجد تلك المواقع بيئة خصبة لها، وأن الأرقام الرسمية رصدت أن الفيديوهات السلبية سجلت مشاهدة أكبر بنسبة تصل لـ 60% والإيجابية 40 %، بالإضافة لوجود ما يقرب من 10 مليون حساب وهمى.

في نفس السياق قال النائب طارق الخولي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، أن السوشيال ميديا لها دور مؤثر وكبير في صناعة الرأي العام داخل المجتمعات، ومن الممكن أن تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى سلاح يستخدم تجاه الدول في الداخل وفى نشر الشائعات، لأن من يريد ذلك يجد تلك المواقع بيئة خصبة لها.

وشدد عضو تنسيقية شباب الأحزاب بمجلس النواب، أن التشريعات تطورت لمواجهة الجرائم والتحديات المتواجدة بمختلف دول العالم ومنها مصر، على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى لا تشكل فقط خطر على حرب المعلومات والوعى الخاص بالرأى العام بل بيئة خصبة لصناعة الإرهاب وتجنيد شخصيات لصالح بعض التنظيمات الإرهابية، هذا بجانب ما نحتاجه من بناء الوعى المضاد وهو ما بدأت الدولة المصرية تتخذ فيه خطوات جادة من خلال تقارير حكومية إلكترونية تتصدى لما يتداول من أكاذيب.

ولفت " الخولى" إلى أن بناء الوعى يرتبط بأكثر من عنصر منها الرد الفوري على مواقع التواصل الاجتماعى وهو ما تم البدء فيه بالفعل، هذا بجانب برامج للتثقيف والتوعية والتنوير تتصدى لمحاولات التطرف والتعصب وتشويه حقيقة ما يحدث على الأرض .   

ويقول النائب أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أن مخاطر السوشيال ميديا لا يمكن التغافل عنها ومدى تأثيرها في تغيير واقع الشعوب وسيكون هناك سلبيات أكثر مع التطور التكنولوجي الموجود، موضحا أنه لا زالت طبقا لدراسات أخيرة أجرتها اللجنة الاستخدامات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي هي الأكثر بين المواطنين والفيديوهات السلبية سجلت مشاهدة أكبر بنسبة تصل لـ 60% والإيجابية 40 %، بالإضافة لوجود ما يقرب من 10 مليون حساب وهمى منهم ما يعمل على بث الشائعات ومحاولات التشويه للإنجازات الأخيرة التي تحدث في الدولة المصرية .  

واعتبر رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أنه لابد من التوعية بالقوانين التي خرجت عن البرلمان بشأن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، والضوابط والمعايير التي تتضمنها، ومنهم "الجريمة الالكترونية"، والذى نجح في تقليل حدة الفيديوهات المسيئة وما تخترقه من قيم ومبادئ المجتمع، موضحا أن اللجنة حريصة على إنهاء المثلث التشريعي الخاص بضبط "السوشيال ميديا" وسيتضمن دور الانعقاد الثاني، مناقشة قانون المعاملات الالكترونية والمعروف إعلاميًا بـ"التجارة الإلكترونية" وأيضا قانون تداول المعلومات.

ولفت إلى أن صناعة الوعى وتعميق أثره يتطلب مشاركة كافة المؤسسات فيه والحوار المباشر من الوزارات المختصة على مواقع التواصل الاجتماعي والرد أول بأول عن أى معلومات يتم تداولها بشكل خاطئ حتى لا يترك مجال لأى محاولة للتشويه أو التسويق المضاد .

ويؤكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن الجمهورية الجديدة للدولة المصرية، تتطلب أن تكون هناك خطة متكاملة لصناعة الوعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يمكن أن يتم ترويجها على أن يشارك في ذلك مؤسسات مختلفة ومتنوعة.

وطالب بسرعة إصدار قانون تداول معلومات للفصل بين المعلومات الصحيحة، وما تقوم به بعض المواقع والحسابات غير صحيحة من ترويجه بمعلومات مضاده، بجانب تفعيل قانون الجريمة الالكترونية بشكل أكبر.

واعتبر "فهمى" أنه لابد من تشكيل مركز دراسات للوعى الوطنى، ليصدر بقانون تكون مهمتة كيفية تعزيز الوعى ونشر المفاهيم الصحيحة وأيضا الوعى بحقيقة ما تقوم به الدولة من إنجازات خلال الفترة الأخيرة وما تتعرض له الدولة، هذا بجانب الحاجة لإنشاء مرصد فورى الكترونى يضم متخصصين وخبراء تكون مهمتة الرد السريع والمتفاعل بقوة على ساحات السوشيال ميديا.

 

وأشار إلى أنه لابد وأن يكون هناك دور أكبر للمتحدثين بأسماء الوزارات على ساحات السوشيال ميديا، خاصة وأن الكلمة تكون سريعة الانتشار والأثر، وهذه الحروب هى الأخطر، والتى يمكن وصفها بالحرب الخبيثة والعمل على تزييف الحقائق وتغييرها، هذا بجانب إضافة مناهج تربوية بالجامعات والمدارس عن الوعي والهوية المصرية.

وشدد أن هناك حاجة هامة ليدرك الشعب المصرى، ويعى بما يتم من إنجاز حقيقي ليس الوعى السياسي فقط والتسويق لحقيقة ما يدار على الأرض.

وتؤكد الكاتبة الصحفية سكينه فؤاد، أن خطورة تأثير السوشيال ميديا واسعة المدى، ولابد أن تشارك كل أجهزة صناعة الوعى في التنبيه إلى مخاطرها، لافتة إلى ضرورة مراعاة اختلاف مستويات اللغة في خطط صناعة الوعى، ويجب استخدام اللغة التى يتم التعامل بها في السوشيال ميديا.

واعتبرت أن قوى الشر تدرك أن الأطفال والشباب هم العقل الأسهل والأسرع فى التأثير، وهو ما يتطلب التصدى بخطة متكاملة من كافة المؤسسات الدينية والإعلامية والثفافية والشباب والتعليم لصناعة الوعى المصرى، والاستعانة بنماذج حية تسهم في الرغبة للاحتذاء بها.

وأشارت إلى أن تشكيل تيار الوعى الجديد لابد من التحرك فيه بقوة ويكون مستمر لا يتوقف ولا يتراجع، خاصة وأن التأثيرات السلبية والأفكار الظلامية تجزرت بشكل كبير، ومن هنا فصناعة الوعى قضية بالغة الخطورة في إدراك المستويات والمستهدفات وكيفية الإقناع.

وطالبت بضرورة أن تسبق خطط الوعى دراسات مجتمعية لخصائص المستهدفين حتى تؤتى بنتائجها، مشددة على ضرورة النظر والتدقيق فى القائمين على العملية التعليمية بالمدارس والجامعات، والتوسع فى تدريس العلوم الإنسانية، ولكن بالتأكد أيضا ممن سيدرسها، كما أنه لا يمكن أن تنجح قوى الشر فى تنفيذ مخططها إلا إذا لم تضع أجهزة صناعة العقول المصرية خطتها الصحيحة فى المواجهة .

وأوضحت الكاتبة الصحفية، أنه من الضرورى خلق أوجه حوار مع الشباب والأطفال بمواد مبتكرة ومستحدثة سواء فنية أو غيرها تكون على قدر مواجهة اللغة والأساليب الآخرى، كما أنه من الضرورى عمل دراسة بنقاط الضعف للتعرف على كيفية اختراق العقول والثغرات التى يمكن التسلل منها.

وطالبت الكاتبة الصحفية، بضرورة تحديث كافة المؤلفات والمناهج وأن يكون هناك خطابا دينيا قادرا على الوصول للشباب ومخاطبة عقلهم والتصدى لما يمكن اختراقه وأن يكون هذا الخطاب محاكى للقضايا المجتمعية والإنسانية التى يمكن أن يعانى منه الشاب، مطالبة بتطوير بيوت الثقافة ومراكز الشباب والتى تعد أخطر الأماكن التى يمكن التسلل منها وبالأخص فى القرى والنجوع.

وشددت أنه من الضرورة أن يكون هناك خطة متكاملة تتعاون من خلالها كافة الأجهزة المسئولة عن صناعة وعى العقول المصرية واستثمار ما لدينا من قنوات والاستعانة بمتخصصين لتطوير المحتوى الإعلامى، وتنقية كافة المناهج من الفكر المتطرف، كما يستلزم أن يكون هناك اختيار دقيق لكوادر مستنيرة حقيقية  من مبدعين وخبراء وفنانين لتحديد من القادر بأن يحمل مفاهيم التجديد وتفنيد ما يردده قوى الشر من ادعاءات، ليس فى الدين فقط بل بكافة المجالات والتصدى للموروثات، وعمل دراسات موسعة فى كافة المجالات لكيفية إعادة بناء الإنسان المصرى والتعرف على الشخصية المصرية .

ولفتت إلى ضرورة تخصيص محتوى إعلامى للأطفال، مشددة أن الفنون والثقافة هى أكثر الأشياء التى يمكن بها التغيير للأفضل وهو ما يتطلب عودة دور العمل الدرامى فى ذلك، وتطوير المناهج التعليمية لتكون أحدث وأكثر ارتباطا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق