ماذا بعد سقوطه؟.. فيس بوك في مرمى الكونجرس والبيت الأبيض

الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 11:00 م
ماذا بعد سقوطه؟.. فيس بوك في مرمى الكونجرس والبيت الأبيض

عبارة موجزة أطلقتها المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي،وهي "نريد فرض المزيد من الإشراف الفيدرالي"، غير أنها تحمل الكثير وترسم ملامح مستقبل ربما يكون مظلما لموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وإدارته التي جنت المليارات من الدولارات وقدرت خسائر مالكها مارك زوكربيرج خلال الساعات الست التي غاب خلالها فيس بوك عن مستخدميه بقرابة 7 مليارات دولار.

 

التعليق الذي أدلت به ساكي لم يختلف كثيراً عن مواقف أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين حذروا في مناسبات عدة قبل ساعات السقوط الكبير ليلة الإثنين، من التجاوزات التي ترتكبها مواقع التواصل الاجتماعي ما بين نشر لخطاب الكراهية دون رقابة، واحتكار لسوق الإعلانات الرقمية والمساهمة في إرباك قواعد المنافسة العادلة.

 

وبالتزامن مع غياب الموقع الشهير عن مستخدميه، علق البيت الأبيض على ما كشفته ستيفاني هوجن الموظفة السابقة لدي شركة فيس بوك والتي اتهمت عملاق التواصل الاجتماعي بتجاهل معايير السلامة العامة في مقابلة تلفزيونية أشارت فيها إلى دور المنصة فى نشر المعلومات المضللة والمنشورات التي تحتوي على تعليقات عنصرية.

 

وقالت جين ساكي السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض خلال مؤتمر عقد أمس إن إدارة الرئيس جو بايدن تريد أن تضع اشراف فيدرالي بصورة أكبر على شركات التواصل الاجتماعي التي تمكنت من السيطرة على لغة الخطاب على منصاتها مشيرة الى ان الشركات لم تنجح في تطبيق المعايير المطالب بها.

 

وأضافت ساكي: "تعليقات فرانسيس هوجن في 60 دقيقة تثبت القلق الكبير الذي عبر عنه الرئيس والمشرعون من الحزبين حول كيفية عمل عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي والسلطة التي جمعوها"، وتابعت أن ملاحظاتها كانت مجرد أحدث الاكتشافات التي تشير إلى حقيقة أن التنظيم الذاتي لا يعمل.

 

وجاءت الضربة القاضية من البيت الأبيض في الوقت الذي كان فيه فيس بوك يعاني من انقطاع، حيث غرد الصحفيون بمعلومات من مصادر في الشركة وصفت الفوضى خلف الكواليس بينما كان الموظفون يتواصلون عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني.

 

من جانبهم صرح وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) أنهما ليس لديهما أي تعليق بشأن الانقطاع الذي أثر على خدمات فيس بوك وأحال جميع الاستفسارات إلى الشركة.

 

وقال متحدث باسم البنتاجون عندما سئل عما إذا كانت هناك أي مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن انقطاع الخدمة: "ليس لدى وزارة الدفاع ما تقدمه في هذه التقارير. فيس بوك شركة خاصة وننصحك بالتواصل مع فيس بوك".

 

في الوقت نفسه، صرح مسئولون فى وزارة الدفاع انها تدرس إمكانية وجود تهديد أمنى على خلفية ما يحدث لوسائل التواصل الاجتماعى وهو ما نفاه متحدث من فيس بوك.

 

وخسر مارك زوكربيرج، مؤسس الشركة، المليارات مع انخفاض أسهم فيس بوك وسط الانقطاع الذي امتد ليشمل خدمات الشركة على انستجرام وواتس اب.

 

وقالت الشركة على منصة تويتر المنافسة عبر حسابها الرسمي: "نحن ندرك أن بعض الأشخاص يواجهون مشكلة في الوصول إلى تطبيقاتنا نحن نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن ، ونعتذر عن أي إزعاج".

 

وفي نفس السياق أعرب الديمقراطيون عن اهتمامهم بزيادة التنظيم الفيدرالي لفيس بوك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى لسنوات ، حيث استمر خطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة حول الأزمات الصحية واخرها وباء كورونا وغيرها من القضايا في الانتشار عبر المنصات في جميع أنحاء قطاع التكنولوجيا.

 

في مقابلة بعطلة نهاية الأسبوع، وصفت هوجين كيف اختار فيس بوك على حد تعبيرها "الربح على حساب الأمان" وتجاهل التحذيرات بشأن تزايد المعلومات المضللة والخطاب العنيف، ومن جانبه رفض فيس بوك الادعاءات  وشدد على أنه يعمل على القضاء على الخطاب العنيف من منصاته.

 

 

Facebook Mark Zuckerberg opens a bottle of water while wearing a formal suit at a conference.

 

ورد متحدث باسم فيس بوك في بيان نشرته نيويورك تايمز بأن الشركة تواصل إجراء تحسينات كبيرة لمعالجة انتشار المعلومات المضللة والمحتوى الضار.

 

من المرجح أن يضغط أعضاء مجلس الشيوخ على هوجن بشأن عدد من القضايا التي أبرزتها الوثائق المسربة ، بما في ذلك معاملة فيس بوك التفضيلية للمستخدمين البارزين، والفشل في التعامل مع عصابات المخدرات التي تستغل المنصة والمساهمة في المعلومات المضللة عن لقاح فيروس كورونا.

 

وقال رئيس اللجنة الفرعية ريتشارد بلومنتال في بيان إن تصرفات فيس بوك توضح أننا لا نستطيع الوثوق به لضبط نفسه: "أتطلع إلى شهادة فرانسيس يوم الثلاثاء أمام لجنتي الفرعية، وإلى جلسات الاستماع المستقبلية التي توثق سبب وجوب محاسبة فيس بوك وشركات التكنولوجيا الأخرى - وكيف نخطط للقيام بذلك"

 

ومن المرجح أن يختلف الديمقراطيون والجمهوريون حول مواضيع أخرى، حيث انتقد الأول الشركة لعدم بذل المزيد من الجهد لتقليل خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، وأصدر الأخير مزاعم بأن شركات التواصل الاجتماعي تفرض رقابة على المعلومات الموجودة على اليمين، وقد يتم طرح القوة السوقية للشركة ومزاعم السلوك المضاد للمنافسة بالإضافة إلى استمرار المشرعين في تقييم المقترحات لتعديل قوانين مكافحة الاحتكار.

 

وقالت السيناتور إيمي كلوبشار رئيسة اللجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار في مجلس الشيوخ، في بيان: "أشكر فرانسيس هوجن لتقديم شهادتها الشجاعة"

 

وصرح السناتور مايك لي وهو جمهوري: "كشفت التقارير عن ثغرات مروعة ومذهلة للغاية في قدرة فيس بوك على حماية مستخدميه ، من التعرض للأذى باستخدام منصاته.

ويبدو هذا أيضًا سلوكًا محتكرًا لانه متأكد من أن عملائه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه لدرجة أنه يعرض تجاهلًا متهورًا لتأمين الجودة ، ولصورة علامته التجارية الخاصة ، وحتى مجرد الصدق مع مستخدميه بشأن السلامة الواضحة قال لي إنه يعرض المستخدمين له ، ولا سيما المستخدمين المراهقين"

 

ومن المقر أن يمثل مارك زوكربيرج  أمام لجنة لمجلس الشيوخ يوم 28 أكتوبر الجارى، لتقديم إفاداته بشأن مسؤولية شبكات التواصل الاجتماعي عن المحتوى فيها الى جانب تويتر الذي قال إن جلسة الاستماع أمام لجنة التجارة لمجلس الشيوخ يجب أن تركز على العمل المشترك من أجل حماية الانتخابات.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق