طبيب الغلابة بالفيوم.. ترك عيادته بمدينة نصر ليتفرغ لأبناء قريته 3 أيام أسبوعيا.. وتوفى وكشفه 20 جنيها فقط

مواطنو قريته: بدأ بـ5 جنيهات وكان يتبرع به للجمعيات الخيرية.. وكان شعاره "اللى ميقدرش ميدفعش"

 

 

 

وسط حالة من الحزن سيطرت علي أبناء قرية قصر الباسل بمركز اطسا بمحافظة الفيوم بعد أن شيعوا جثمان الدكتور على ممدوح الباسل الذي اطلق عليه أبناء قريته "طبيب الغلابة "، فرغم إقامته بالقاهرة وعيادته الموجودة في مدينة نصر ويقصدها المئات من المرضي القادرين علي دفع ثمن الكشف ، إلا أنه كان يخصص 3 أيام أسبوعيا لأبناء قريته يستقبلهم في عيادته ومنزله لتوقيع الكشف وإجراء الدراجات بأجر رمزي يتبرع به كله للجمعيات الخيرية.

 

يقول أيمن معمر الباسل أحد أبناء القرية أن الدكتور علي ممدوح الباسل كان طبيب جراح وكان يقيم بالقاهرة ولم يروق بالبناء ولديه عيادة كبيرة بمدينة نصر، وهو طبيب شهير لكنه كان لديه وفاء لجميع أبناء قريته جعله يتطوع بوقته وجهده وماله لخدمه المرضي بالقرية لسنوات طويلة، مما جعل القرية تتشح بالسواد ويصرخ رجالها ونساءها  في وداع طبيب الغلابة الذي لم نري مثله ابدا في الوفاء والاخلاص.

 

ولفت أيمن الباسل أن الدكتور علي كان لديه عيادة بالقرية يحصر لها مساء يوم الثلاثاء من كل أسبوع ويبقي فيها حتي يوم السبت، ويقوم بتوقيع الكشف الطبي علي المرضي مقابل 5 جنيهات لكل مريض، ومع الغلاء رفع تكلفة الكشف إلي 10 جنيهات ثم 15 جنيها وآخر سعر وصل له الكشف كان 20 جنيها ومن لا يستطيع لا يدفع أبدا.

 

وأشار أيمن إلى أن الدكتور علي الباسل كان يخصص يوم الأربعاء من كل أسبوع لإجراء الجراحات للحالات التي رأي من خلال الكشف الطبي أنها تستدعي الجراحة، لافتا إلي أنه كان يجري 30 عملية جراحية خلال هذا اليوم ولا يتقضى عن كل عملية سوي 200‪0 جنيه تكلفة أدوات الجراحة وطبيب التخدير ولا يتقاضي لنفسه جنيها واحدا

 

وعن مواقفه الإنسانية الشهيرة قال أيمن أن إحدي فتيات القرية كان والدها يعمل حارسا بعمارة سكنية في القاهرة وذهبت إلي الطبيب للكشف في عيادته بمدينة نصر ودفعت كشف 350 جنيه، حيث قال لها الطبيب أثناء الكشف" انتي شبه بتوع اطسا انتي منين وعندما أخبرته أنها من قريته أعاد لها الكشف ودفعت 10 جنيهات فقط مثلما يتقاضي من أبناء القرية في عيادته الموجودة بالقرية.