الاقصر علي موعد مع التاريخ.. إفتتاح «طريق االكباش» بعد 3000 سنة من الظلام

الإثنين، 01 نوفمبر 2021 12:00 ص
الاقصر علي موعد مع التاريخ.. إفتتاح «طريق االكباش»  بعد 3000 سنة من الظلام
وحفل إفتتاح «طريق االكباش» بعد 3000 سنة
كتبت: إيمان محجوب

يوم الخميس القادم 4 نوفمبر 2021 مدينة الأقصر علي موعد مع التاريخ وحفل افتتاح «طريق الكباش»  الذي كان في الأصل طريق ملكي يربط بين «معبد الأقصر» و «معبد الكرنك» ويبلغ طوله 2700 متر، وكان ملوك مصر القديمة يستخدمونه في الاحتفالات والطقوس الدينية.
 
FB_IMG_1635696632840
 
وقد تم الإعلان رسميا عن الانتهاء من أعمال الترميم منذ عدة أيام وتحدد موعد افتتاح «طريق الكباش» ليكون الخميس 4 نوفمبر لأنه يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة الملك الذهبي «توت عنخ آمون» وذلك حفل أسطوري عالمي مهيب مُشابه لموكب المومياوات الملكية سينطلق  من معبد الكرنك مرورا بطريق الكباش ووصولًا حتى معبد الأقصر،  حيث المنصبة الرئيسية ومكان تواجد كبار الزوار من قادة وزعماء الدول والشخصيات العامة ، ويضم الموكب عددا من المركبات الفرعونية والعجلات الحربية وأكثر من 400 من الشباب والفتيات الذين يرتدون الزي الفرعوني فيما ترتدي الفتيات تيجانا فرعونية، وسيسير هذا الموكب الفرعوني المهيب على أنغام «ترتيلة آمون» الشهيرة ، وسيشهد الحفل قادة سياسيين دوليين ومحليين ، كما ستقوم بتغطيته كل وكالات الأنباء المصرية والعربية والأجنبية
 
FB_IMG_1635696663496
 
كذلك سيتضمن الحفل الكبير عرضا للبالون الطائر الذي سيتم تصويره بواسطة طائرات «درونز»، أثناء إقلاع وهبوط البالون في سماء البر الغربي، وذلك بمشاركة 15 شركة من شركات البالون الطائر ، كما سيتم تسيير عدد من المراكب النيلية التي تحمل بعض اللافتات المزينة بشكل معين للمشاركة في الاحتفالية الكبرى لطريق الكباش من خلال تنفيذ بعض العروض في المياه بشكل مبهج بحيث يشاهدها الكثير من الأهالي والحضور والمارين بهذا الطريق على طول كورنيش النيل بمدينة الأقصر
FB_IMG_1635696644361
 
 وسيتضمن الحفل إقامة مسرح كبير على البحيرة المقدسة داخل معبد الكرنك لتنفيذ بعض العروض الاستعراضية في حالة بهيجة، حيث يستخدم منظمو الحفل مركبت أو «لانش نهري» داخل البحيرة للتنقل وتركيب المسرح وإقامته أعلاها، ليكون بذلك أول مركب ينزل هذه المياه منذ 4000 عام.
 
 
وطريق الكباش كان له اسمين؛ الأول هو «وات نثر» ويعني طريق الرب، والثاني هو «تا مي رهنت» ويعني «طريق الكباش»  لأن الطريق كله مزين على الجانبين بتماثيل على هيئة كباش في وضعية أبو الهول ، والكبش هنا بيرمز للاله آمون 
 
 
وطريق الكباش ظل مجهولا وغير معروف لأنه كان مدفون تحت الأرض لقرون طويلة ، وأول من اكتشف هذا الطريق الدكتور الأثري «زكريا غنيم» عام 1949، غندما كان ينقب عن الآثار فعثر على 14 كبش ، وبعدها بعشر سنوات في الستينات عثر الدكتور «محمد عبد الرازق» على 64 كبش آخرين ، و في عام 2002 توصل الدكتور «محمد الصغير» إلى حقيقة ان هذا طريق كامل طوله 2.7 كم مزين على جانبيه بالكامل بــ 1200 كبش، وأستطاع أن يحدد مسار الطريق القديم الأصلي بدقة 
FB_IMG_1635696670683
 
لكن المشكلة ان أغلب هذا الطريق كان قد دُفن تحت الأض، وتم بناء منازل ومساجد وكنائس علي المسار الأثري لطريق الكباش مما جعل عملية إحياء الطريق القديم صعبه لضرورة إزالة كل هذه التعديات ، لأن تكلفة نزع الملكيات هذه وتعويض أصحابها وتوفير أماكن بديلة ليهم هي تكلفة عالية جدا، ويحتاج لارداة سياسية وقيادة قادرة علي التطوير.
 
 
 هذا بالإضافة إلي الصعوبة الفنية في الكشف عن الطريق الأثري القديم وترميمه ، وكذلك ترميم الكباش اللي تم اكتشافها وكان أغلبها في حالة يرثى لها ،  لذلك ظل مشروع إحياء «طريق الكباش» مجرد حلم صعب التحقيق.

FB_IMG_1635696650131
 ومنذ عامين في 2019  قررت الدولة المصرية أن تخوض التحدي الكبير وتوفر كل الامكانيات المادية والفنية ، لإحياء طريق الكباش وتطوير وترميم معبد الاقصر ومعبد الكرنك، وبالفعل تم إزالة مئات المباني من منازل و مساجد و كنائس، وبعد ذلك بدأت أعمال الحفر الأثري المتخصص ، لتظهر معالم الطريق الأثري القديم  وتتضح شيئا فشيئا ، ليخرج للنور بعد 3 ألاف سنه، كما تم ترميم الكباش الأثرية بواسطة الأثريين المصريين والتي بلغ عددها 48 كبش بعضها كان مهمل و مكسر و بعضها جاء من محافظات أخري ، وبعد مجهود مضني استمر لمدة سنتين نجحت البعثة المصرية في مهمتها باعادة تلك الكباش لحالتها الأصلية
  FB_IMG_1635696660921
بالتوازي مع ذلك، تم ترميم «معبد الكرنك» لإزالة الاتساخات وعوامل التعرية التي حدثت له عبر مئات السنين، كما تم إعادة الألوان الأصلية للنقوش الأثرية المحفورة على أعمدته الضخمة 
 
 
 
وطريق الكباش بعد التطوير سيربط بين معبد الأقصر و معبد الكرنك مباشرة أو العكس بدون خروج الزائرين من الأجواء الفرعونية ، لأن السائحين سيستعملوا  الطريق الفرعوني ، ولن يضطروا للسير في أي طرق حديثة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق