أشرف عبد الباقى: راهنت على الشباب في «مسرح مصر»
الثلاثاء، 08 مارس 2016 04:56 ص
بعد سنوات طويلة عجاف كان فيها المسرح المصرى يحتضر، بل إنه كان أقرب لحالة الموات الكاملة، لكن منذ ثلاثة أعوام دبت فيه الروح عبر تجربة تعد الأهم، فى الربع قرن الاخير وهى تجربة النجم الكبير، أشرف عبد الباقى والتى بدأت عروض " تياترو مصر"، وانتقل بالتجربة لقناة أخرى باسم "مسرح مصر"، والتى حققت نجاحًا كبيرًا وأعادت العائلات للمسرح ورفعت لافتة "كامل العدد".
إلتق «صوت الأمة» الفنان اشرف عبد الباقى، ولحقت به الفنانة دينا محسن الشهيرة بـ "ويزو" احدى نجمات تجربة "مسرح مصر"
بداية هل ترى فوارق بين "تياترو مصر" وتجربة "مسرح مصر" ؟
لا فارق على الاطلاق، ولكن يبقى تغيير الاسم، وهذا الامر على الهامش للغاية، فهو ليس كل شىء فهؤلاء الشباب تمتد علاقتى منذ فترة، وكان الغريب انى اعرفهم ونتواصل مع بعض ولم يكن يجمعنا شىء على الاطلاق، ولكنى كنت أحبهم وارتبطت بهم وصارت العلاقة بيننا اخوة، دون ان يجمعنا عمل ولكن حينما عرض على الجزء الاول من مسلسل " راجل وست ستات " عام 2007 فاستعنت بهم فى هذا الجزء، وبعدها قدمت برنامج " جد جدا " وهنا اكتشفت لديهم ملكة الارتجال والحقيقة ان فكرة " مسرح مصر " كانت قديمة لدى ولكن منذ فترة لم يتحمس لها اى جهة انتاجية، منهم جابى خورى واحمد الابيارى وغيرهم لان الفكرة كانت تبدو مجنونة، وفيها مغامرة كبيرة،ـ إلى ان عرض على فكرة برنامج اخر فاقترحت على المنتج ان اقدم له مسرحية كل اسبوع بدلا من حلقة برنامج ومن هنا انطلقنا وربنا أكرمنا.
ولكن بعض النقاد قال ان تجربتكم غير مكتملة وهى لا تخرج عن اسكتشات متلاحقة ؟
أتسائل عن مواصفات الناقد المسرحى؟، لابد ان يكون درس النقد فى مكان متخصص، وحصل على بعض الدراسات الحرة ويكون من المهتمين بالقراءة، عن كل ما يخص المسرح اما بعض الاحبة من الصحفيين والاعلاميين حينما يدلى برأيه فى عرض مسرحى، ليس معناه انه يخضع هذا العرض أو ذاك لمعايير واسس النقد المسرحىـ، ولكنه يقول رأيه وايا هذا الرأى فله كل الاحترام والتقدير ولكنه فى النهاية رأى شخصى.
بما تفسر وجهات النظر التى انطلقت نحو تجربتك ؟
تفسير بسيط وانا اوضحه للجميع وهو ان هناك احد فنون المسرح، ظهر فى القرن السادس عشر اسمه " الكوميدى دى لارت "، فى ايطاليا ثم انتشر فى اوروبا الى ان وصل لمصر فى القرن الثامن عشر، وهو "فن الارتجال" والتى تعتمد على الخطوط العريضة للعمل، ثم الارتجال امام الجمهور وكان هذا الفن يقدم فى الكباريهات التى تتضمن فقراته الراقصة ثم المنولوجيست، إلى ان قام بتطويره نجيب الريحانى، وأسس هذا النوع من وقصر العرض المسرحى على المقاعد وخشبة العرض المسرحى فقط دون خمور او راقصات، وجعل الدفع مقدما واول ما اعتمد عليه الريحانى كان هو " فن الارتجال " وتبعه على الكسار وكان النقاد وقتها كانوا يعقدون مقارنات بين ما يقدمه جورج ابيض ويوسف، وتكون النتيجة ان ما يقدمه الريحانى والكسار إسفاف.
إذن هو مسرح موجود ورواده اساتذتنا فأن يأتى شخص الان ويقول ان "مسرح مصر" ليس مسرح، فيكون هذا الشخص اما غير دارس أو لا يفقه شىء عن المسرح، وتاريخه او يكون هو رأى شخصى، ولكن ما نقدمه مسرح بما تحمل الكلمة من معنى مادام هناك جمهور وستارة وممثلين تكون مسرحية اتفقنا او اختلفنا على مستواها الفنى ولكن فى الاخر هو مسرح.
كيف قمت ومعاك شباب "مسرح مصر" بالتدريب أن تقدموا مسرحية كل اسبوع، وفى نفس الوقت تقوموا ببروفات عرض مسرحى جديد للاسبوع التالى لدرجة تقديمكم لـ 62 عرض مسرحى فى وقت قليل للغاية ؟
بالطبع هو مجهود خارق للجميع، ولكن الرهان كان على اننا نحب ما نقوم به لإسعاد الجمهور، والمجهود الخارق لدى الشباب الذى يتواصل لـ 24 ساعة متواصلة احيانا والحمد لله نجحا فى اضحاك الناس إسعادهم دون اللجوء مثلث الدين والجنس والسياسة فلم نختار الاسهل وقمنا باختيار الاصعب.
هل توقف اكتشافك للنجوم الشباب وتفريغ اجيال اخرى، وستعتمد على المجموعة الموجودة معك حاليا فقط، حتى لا تعرض الفرقة لأى أخطار؟
الأمر ليس بتلك الحسبة، بل إنى صرت مرتبط بالمجموعة الحالية كأسرة واحدة وعائلة كبيرة، لا يحدث بيننا امور كريهة فلماذا ننفصل ولكن اذا جاء لاحدهم عروض أخرى ووجد نفسه فيها أكثر من " مسرح مصر "، ربنا يكرمه ونتمنى له النجاح وسأشجعه ولكن نستعين بوجوه جديدة، اذا تغيب احد من المجموعة الموجودة حاليا لظروف هو يختارها لنفسه.
إنضمت ويزو لحوارنا مع اشرف عبد الباقى واضفت روحًا خاصة كعادتها على المسرح، وكان سؤالنا الاول لها؛
هل تتعمدى ألا تخضعى لأى ريجيم، فقالت: إطلاقا على العكس، أريد أن أقدم فوازير ولا يجب ان نخضع لفرضيات غير منطقية فأنا مثلا لا اصلح ان اكون راقصة باليه.
كيف كانت رحلة الكويت الاخيرة ؟
الرحلة كانت ناجحة للغاية، حيث عرضنا اكثر من سبع ليال، كانت بفضل الله كلها محجوزة قبل ان نغادر مصر، كما لاقت العروض إعجاب الاخوة الكويتيين والمصريين، والعرب المقيمين بالكويت ووجدنا ردود افعال اكثر من رائعة.