مهنة تفنن بها حرفيو الكويت قديما

الخميس، 24 مارس 2016 08:48 ص
مهنة تفنن بها حرفيو الكويت قديما
مهنة النجارة في الكويت

ارتبطت مهنة النجارة في الكويت قديما بحرفيين تفننوا في إتقان عملهم المرتبط بتأمين الكثير من مستلزمات البناء وأدوات المنزل حتى صارت كلمة (نجار) مقرونة بألقاب وأسماء عائلات اشتهرت ببراعتها في تلك الحرفة.

ولم تكن النجارة مهنة سهلة مقارنة بغيرها من الحرف القديمة فقد كان على النجار أن يبذل جهدا عضليا مضنيا في سبيل إنجاز عمله معتمدا على قوته البدنية في استخدام العدة لاسيما ان معظم الخشب المستخدم لصناعة الأبواب من نوع (الجنقلي) أو (الصاج) وهو نوع قاس يحتاج إلى جهد كبير لنشره.

وكان الكويتيون الذين احترفو النجارة يشترون قطعا خشبية كبيرة من البنايات المنتشرة على ساحل البحر ويبلغ طول الواحدة منها ما بين 10 و15 مترا وتسمى (بوحز) ويتسلمها (الشراح) المسؤول عن قطع الأخشاب الكبيرة أو الجذوع وتحويلها الى شرائح وألواح ذات سماكات مختلفة حسب الطلب.

وكان معظم الشراحين يتخذون من ساحل البحر مقرا لعملهم لقربه من العمارات التي تباع فيها الأخشاب الكبيرة ويصعب نقلها إلى أماكن بعيدة كما انتشر بعضهم في المناطق القريبة من ورش العمل والمناجر مثل منطقة دروازة عبدالرزاق ويتقاضى الشراح أجره مقابل قطعه للمتر الطولي ل(البدن) أو للألواح التي يشرحها من (البدن).

أما الأخشاب فقد استوردت من الهند وافريقيا واستخدمت لصناعة الأبواب المختلفة الداخلية والخارجية والنوافذ و(التخوت) وحواجز (الباستيل) والكراسي الكبيرة المستخدمة في المقاهي والخزانات والأسرة.

ويعاون النجار في صناعة الأبواب والشبابيك عددا من الحرفيين كل واحد منهم متخصص في جزء معين من العمل فيعمل أحدهم في تقطيع وتفصيل الخشب وآخر في تنعيمه وثالث في عمل الثوب بواسطة (المجدح) ورابع في الزخرفة.

كما برع النجارون الكويتيون في صناعة لوازم المنزل الضرورية مثل (الشداخة) المستخدمة لصيد الفئران و(السحارة) و(المباخر الخشبية) و(كرسي البرمة) و(المرازيم) التي تصنع من جذع النخل لتصريف مياه الأمطار.

وحظي الأطفال بنصيب جيد من أعمال النجار مثل صناعة (الدراج) وهي عربة صغيرة الحجم ذات ثلاث أو أربع عجلات يستخدمها الطفل الصغير ليتعود على المشي بالإضافة إلى صناعة ألعاب (النبطاطة) و(الدوامة) و(البلبول) التي كانت من أهم مصادر التسلية لهم.

وعلى الرغم من بساطة الأدوات التي يستخدمها النجار في ذلك الوقت فأنها كانت ضرورية ومنها (المشارة) أي المنشار المخصص لقطع الأخشاب وهناك المطرقة لدق المسامير و(الجدوم) لنحت الخشب و(المجدح) لثقب الأخشاب و(الرندة) لتنعيمها و(الجلابتين) لخلع المسامير و(الدرنفيس) أي المفك وكذلك المنقر لحفر ونقش الأخشاب و(السكنية) وهي الملزم لمسك قطعة الخشب في أثناء نشرها لمنعها من الحركة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق