أحمد شريف مصور النجوم: «السما والنجوم أحسن حل للبعد عن مشاكل الحياة».. عندي طموح بصعود جبل كلمنجارو.. وأنصح الشباب «متشتغلوش حاجة مش بتحبوها ولو مفيش غير الشغل دا»
الجمعة، 15 أبريل 2016 06:14 م
في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها شباب المصريين، من ضغوط في العمل أو ضغوط في البحث عن عمل، وضغوط الماديات واشكاليات الإرتباط، كان علي الشباب أن يفتح نافذة ليتنفس منها هواءًا نقيًا بعيدًا عن الهواء الذي يتنفسه يوميًا الملئ بمشاكل الحياة ومجرياتها النمطية التي لا تنتهي، وإختار أحمد شريف نافذة مختلفة ليتنفس الصعداء بعيدًا عن أعباء عمله وحياته، لجئ إلي إستكشاف الفضاء والنجوم ورصد حركات القمر والشٌهب وتوثيق تلك اللحظات بكاميرته الخاصة،تلك الكاميرا التي أظهرت للناس مدي روعة وجمال خلق الله عز وجل للسموات.
أحمد شريف "مهندس كمبيوتر" ويدرس حاليًا الماجيستير في علوم الكمبيوتر، الذي بدأ حبه للفلك والأجرام الكونية منذ حوالي أربع سنوات عندما كان في رحلة لـ"وادي عراضة" بسيناء فإندهش أحمد لجمال المنظر الذي يراه من زهو النجوم والقمر،أراد شريف أن يتعرف أكثر عن سبب ظهور السماء بهذا المنظر البديع بتلك البقعة بسيناء وعدم وجوده بباقي الأماكن كالقاهرة مثلًا؟ فعرف أن التلوث الضوئي الموجود في تلك المنطقة يكاد يكون معدومًا وأنه كلما قلت نسبة الإضاءة الصناعية بمكان ما تظهر الإضاءة الطبيعية التي مصدرها النجوم والقمر بشكل أعليً،لذلك تظهر السماء في هذا الشكل الخلاب.
ومن هنا قرر شريف أن يقضي كل أوقاته للتعرف أكثر وأكثر عن السماء والنجوم،فخصص كل أوقات فراغة تقريبًا لمراقبة السماء وأسرارها،وبدأ في زيارة الكثير من المناطق التي يكون التلوث الضوئي منعدماًَ أو قليلًا مثلًا في سيناء "سانت كاثرين، دهب، وادي عراضة"، الصحراء الغربية، الواحات "صحراء بيضاء، صحراء سمراء"، المرصد الفلكي بالقطامية.
وفي وقت ما خطر بباله أن يحاول توثيق ما يراه،حتي يعلم الناس "الكنز المدفون" لكنه ليس في الأرض بل في الأعلي،فبدأ في شراء كاميرا "بروفيشنال" ولوازمها،وبدأ في التعلم من خلال مصورين محترفين،وأنطلق أحمد ليوثق كل يوم حدث جديد في السماء فيومًا نجمًا وأخر قمرًا وهكذا،ويري أحمد أن أكثر الأشياء التي يحب تصويرها هي زخة الشهب "Meteor shower " وهي حالة علمية تعني "إحتكاك مجموعة من الشهب بالغلاف الجوي الذي يؤدي إلي إحتراقها ويكون عددها في بعض الأحيان 120 شهاب في الساعة الواحدة" وأيضًا "السُدم"وهي مجموعة من الغازات الكونية مثل الهيليوم،نيتروجين،هيدروجين التي تتفاعل مع بعضها البعض والتي يكون نتاجها النجوم ومن ثم تحدث المجموعات الشمسية.
أما عن النقاط الفنية في كيفية التصوير لدي أحمد فيري أن الـ"Iso" يجب أن يكون مرتفعًا،وهو المسئول عن تضخيم حجم الضوء الداخل إلي الكاميرا، ويجب علي وقت "shutter" أن يكون كبيرًا حتي يسمح بدخول أكبر كم من الضوء،وهناك معادلة معينة نقوم بحساب مدة إنغلاق "shutter" لكي تخرج الصورة بشكل جيد.
وعن طموحات أحمد المستقبلية في مجال النجوم والسماء فإنه يخطط في منتصف العام الحالي لصعود جبل "كلمنجارو"، الموجود بتنزانيا وهو من ضمن أكبر 7 قمم في العالم، وأيضًا صعود جبل الهيمالايا، وأوضح أحمد أن الإكتشاف وإرضاء فضوله هو الغاية من رحلاته والتصوير هو وسيلة لتوثيق الأحداث.
وهناك رسالة يريد أن يوجهها لكافة الأشخاص بشكل عام والشباب بشكل خاص وهي "متشتغلوش حاجة مش بتحبوها،ولو مفيش غير الشغل دا،إفتح لنفسك شباك لحاجة بتحبها" وأضاف أن علي الشباب ألا يسوفوا ويؤجلوا في تحقيق أحلامهم قائلًا"إنت هتعيش عمر واحد".
وأكد علي أهمية الإهتمام بالعلوم الفلكية والسفر إلي الفضاء فهو بجانب حب الإستطلاع والفضور إلي العوالم الأخري،يثبت أننا في تطور مع العلم فبدون الإهتمام بعلوم الفلك لم نكن لنعلم أن الأرض بيضاوية وليست مسطحة،وأن القمر لا ينير بل يعكس نور الشمس.
وأهدي أحمد رسالة إلي أباء الشباب "لازمًا تقفوا ورا أحلام ولادكم حتي لو شايفنها غلط عرفوهم وسيبوهم يعرفو غلطهم،بدل ما تقفلوا عليهم ويعملوها من وراكم"