باحث يمني: الحرب في اليمن ناتجة عن التدخلات الإيرانية والإهمال الإقليمي

الخميس، 05 مايو 2016 01:15 ص
باحث يمني: الحرب في اليمن ناتجة عن التدخلات الإيرانية والإهمال الإقليمي
المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع

أكد الباحث والمحلل السياسي اليمني الأستاذ عبدالناصر المودع مساء اليوم الأربعاء على أن الحرب في اليمن ناتجة عن فشل التسوية السياسية والتدخلات الإيرانية والإهمال الإقليمي والانقلاب الحوثي، مشددا على أهمية استسلام الانقلابيين أو هزيمتهم وتوحيد مؤسسات الدولة.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها المودع في منتدى الفكر العربي مساء اليوم بعنوان (الأزمة اليمنية والسيناريوهات المحتملة) وأدارها الدكتور محمد أبوحمور الأمين العام للمنتدى بحضور أكاديميين ودبلوماسيين وكُتّاب وإعلاميين.
واعتبر المودع أن الموقع الجغرافي لليمن أسهم في عزلته عن التفاعلات الحضارية العالمية ، مشيرا إلى أن الشح المزمن للموارد والاعتماد على الدعم الخارجي والموارد غير المستقرة أديا إلى الضعف في الهوية السياسية الجامعة وغياب مصدر الشرعية السياسية والانكشاف على العالم الخارجي.
وقال إن هناك عددا من الأسباب أسهمت في ضعف الكيان السياسي اليمني وهي : النمو السكّاني المفرط وندرة المياه وتنامي قوة الجماعات الإرهابية وانتشار السلاح وبروز الحركات الانفصالية وتنامي قوة الجماعات المسلحة المتمردة وتأثير التباين في البنية الاجتماعية.
وعن السيناريوهات المحتملة للأزمة اليمنية .. بين المودع أن هناك أربعة سيناريوهات تتمثل في استمرار الحرب وفق الوتيرة الحالية أو التسوية الهشة أو التسوية الناجحة أو سيناريو الدولة الفاشلة.. مؤكدا على أن عوامل التسوية الناجحة تتطلب استئناف العملية السياسية من حيث تمرير الدستور وإجراء انتخابات لسلطات الدولة.
وحذر المودع من استمرار انقسام مؤسسات الدولة وضعف الحكومة المركزية وتعدد اللاعبين الخارجيين وتراجع الاهتمام الدولي وارتفاع وتيرة العنف المذهبي والجهوي وسيطرة القوى الإرهابية على مناطق حيوية والانهيار الاقتصادي وانتشار المجاعة.
ومن جانبه .. قال أبوحمور إن موضوع الأزمة في اليمن تداعياتها وأبعادها العربية والإقليمية هي موضع اهتمام الفكر ليس بوصفها أزمة بلد وحكم وشعب في التوصيف السياسي وحسب ولكنها كما باقي الأزمات التي يعانيها الوطن العربي في سوريا والعراق وليبيا تشكل خللا في جسد الأمة الواحدة لا يقتصر الألم فيه على بقعة جغرافية محدّدة.
ودعا النخب الثقافية والفكرية العربية إلى النظر في وسائل معالجة الواقع الراهن، وتحليل الأسباب التي أدت إلى حدوثه بعمق وبشكل علمي هادىء وموضوعي، وبما تمليه مصلحة الحفاظ على وحدة هذا البلد واستقراره وتوفير الأمن الإنساني لشعبه والتوافق والتآلف بين مختلف فئاته وأطيافه، وبما يحقق مصلحة الأمة والحيلولة دون تفشي حالة التشرذم والتفتت في المشهد العربي.
وأشار إلى أن خصوصيات الأزمات القُطْرية لا تحول دون النظرة الشمولية إليها في إطار التداخلات الإقليمية والتأثيرات العالمية في المنطقة والأخذ بالاعتبار عاملي التزامن والتشابه في جوانب متعددة من تلك الأزمات التي نشبت في مرحلة ما سمّي الربيع العربي.
وأوضح أن بعض ظواهر هذه المرحلة جاءت أيضا لتشكل تهديدا لمكونات الأمة ووحدتها وهويتها الجامعة وثرواتها البشرية والمادية ومستقبل أجيالها، نتيجة استغلال الأجندات الخارجية لأوضاع الاضطرابات خلال الأزمات.
وشدد على ضرورة أن يتصدى العمل الثقافي والفكري للبحث عن أنجع الوسائل لتحقيق الأمن القومي العربي في مختلف مجالاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية وإلى التعاون والحوار والتفاهم وتبادل الأفكار والتجارب التي تسهم في إيجاد رؤى مشتركة لقضايا الوطن العربي.. منوها بأن منتدى الفكر العربي يواصل أنشطته ويكثفها في هذا الاتجاه استجابة لمتطلبات الوعي بمختلف القضايا المصيرية في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من التاريخ المعاصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق