في مثل هذا اليوم.. إيطاليا تعتقل «عمر المختار»

الجمعة، 11 سبتمبر 2015 06:13 م
في مثل هذا اليوم.. إيطاليا تعتقل «عمر المختار»

في مثل هذا اليوم .. 11 سبتمبر من عام 1931، كان الإيطاليون تنفسوا الصعداء عندما ألقوا القبض على أسد الصحراء و رائد المقاومة الإسلامية الوطنية التحررية الزعيم عمر المختار.

اعتقل المختار عقب توجهه بصحبة عدد صغير من رفاقه، لزيارة ضريح الصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء، مما شاهدتهم وحدة استطلاع إيطالية، وأبلغت حامية قرية اسلنطة التي أبرقت إلى قيادة الجبل باللاسلكي، فحركت فصائل من الليبيين والإرتريين لمطاردتهم.

وإثر اشتباك في أحد الوديان قرب عين اللفو، جرح حصان عمر المختار فسقط إلى الأرض وتعرف عليه في الحال أحد الجنود المرتزقة الليبيين، و نقلت برقية من موريتي فيها النبأ إلى كل من وزير المستعمرات دي بونو وحاكم ليبيا بادوليو والفريق أول غراتسياني، وتم استدعاء أحد القادة الطليان، وهو متصرف الجبل الأخضر دودياشي الذي سبق أن فاوض المختار للتثبت من هوية الأسير.

وبعد أن التقطت الصور مع الأسير نقل عمر المختار إلى مبنى بلدية سوسة، ومن هناك على ظهر طراد بحري إلى سجن بنغازي مكبلًا بالسلاسل.

وعندما وصل الأسير إلى بنغازي لم يسمح لأي مراسل جريدة أو مجلَّة بنشر أي أخبار أو مقابلات، وكان على الرصيف مئات من المشاهدين عند نزوله في الميناء ولم يتمكن أي شخص مهما كان مركزه أن يقترب من الموكب المُحاط بالجنود المدججين بالسلاح.

كما نقل المختار فوق سيارة السجن و تصحبه قوة مسلحة بالمدافع الرشاشة، و وضع في زنزانة صغيرة خاصة منعزلة عن كافة السجناء السياسيين تحت حراسة شديدة، وكان يتم تغيير الحراس كل فترة. كانت زنزانة عمر المختار تحوي سريرا من خشب وقماش وعلى أرضيتها قطعة من السجاد البالي لأجل وقع الرجلين عليه، ويذكر أن المختار كان يجلس عليها ويسند ظهره على الجدران ويمد رجليه إلى الأمام حتى يريحهما.

وفي الساعة الخامسة مساء في 15 سبتمبر 1931 كانت محاكمة عمر المختار التي أعد لها الطليان مكان بناء برلمان برقة القديم، وكانت محاكمة صورية شكلًا وموضوعا، إذ كان الطليان أعدوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام قبل بدء المحاكمة وصدور الحكم على المختار.

أما في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء في 16 سبتمبر 1931، اتخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم بينما أُحضر المختار مكبل الأيادي.

وفي تمام الساعة التاسعة صباحا سلَّم إلى الجلّاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلاما يسمعونه، لكنه لم ينبس بكلمة، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين.

وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل ، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق