أساطير «طيرت النوم من عين المصريين»
الخميس، 10 ديسمبر 2015 09:35 م
من منا لم يسمع في صغره عن تلك الأساطير التي كنا نرتعد بسببها، أساطير وقصص طيرت النوم من أعيننا بسبب الخوف الذي كنا نعيشه ليلًا، ولا نستطيع النوم لقضاء حوائجنا.
بين الحقيقة والأسطورة عاشت قصصًا في أذهاننا لسنوات وتوارثتها أجيالا بعد أجيال منها حكايه أمنا الغوله وأبو رجل مسلوخه والنداهه وأبو شوال والمارد والبعبع.
قصص علمتنا كيف يعيش الخوف في داخلنا، كيف يصبح الرعب جزء منا، وكيف نعيش ساعات الليل بلا نوم نختبئ من تلك الاساطير تحت " البطاطين" وننظر أسفل "السرير " قبل أن نستلقي عليه، ونغمض أعيننا حتي لا نري.
فقد أرهقنا تلك الطفوله وأرهقتنا الأساطير معها لكن دعونا نستعرض هذه القصص من أين أتت وما مصدرها.
أمنا الغوله
عرف العرب الغوله بأنها حيوان خرافي له عين واحده في وسط وجهه لونها أحمر شديد اللمعان وتقوم بأكل البشر أحياء، وذكر أن هناك قبيله عربيه كانت تعيش في شبه الجزيره العربيه تحمل اسم " الغول "، وأفرادها ياكلون لحوم البشر.
أما أمنا الغوله في رواياتنا وقصصنا الشعبي ارتبطت بالشر والخوف والوجه القبيح والساحره الشريره التي تقوم بتفريق الأحبه كالشاطر حسن وست الحسن والجمال.
وكل منا تحمل مخيلته أوصافا عن أمنا الغوله متفقين جميعا علي بشاعه منظرها والخوف التي تبثه في أرواحنا مع كل غروب للشمس.
واعتقد العرب في الجاهليه بأن الغول هو سحره الجن الذي يظهر للغريب المسافر علي شكل حيوان أليف أو امرأه فاتنه ليرافق المسافر ثم يمتص دمائه ويأكل لحمه في مشهد بشع.
والجدير بالذكر أن تلك الأسطوره كانت مصدر الهام للعديد من المؤلفين، حيث ظهر عدد من الأفلام استمدت قصته من هذه الأسطوره ليس فقط عند العرب بل في الغرب أيضا، والذين “goul ربطوا الأسطوره أيضا بالخوف والرعب مطلقين عليها نفس الاسم "
أبو رجل مسلوخه
عاشت قصه أبو رجل مسلوخه في أذهاننا جميعا وارتبطت بأرجل العنزه، وتعد هذه الأسطوره من أشهر الأساطير العربيه التي كانت تروي للأطفال الأشقياء
أصل القصة
يرون أن مجموعة من الأولاد كانوا يذاكرون دروسهم بواسطة كلوب «مصباح يعمل بالكيروسين» في الشارع، وهذه الطريقة كان يلجأ إليها كثير من الطلبة الفقراء قبل دخول الكهرباء في الريف المصري فكانوا يجتمعون سويا تحت موقد واحد لتوفير الكيروسين.
وبعد ليلة شاقة في المذاكرة اقترح أحدهم أن يتجولوا قليلا بين شوارع القرية، وأثناء ذلك شاهدوا عروسًا مزينة بالفستان الأبيض وشاهدوها تتوجع وتبكي، وعلى سبيل الفضول توجه الطلبة لمعرفة ماذا حدث لها ولماذا هي في الطريق العام في هذه الساعة المتأخرة من الليل، ولماذا عليها هذه الملابس ولماذا تبكي وتتوجع بآهات مرتفعة الصوت؟
فأشاروا لبعضهم البعض وقد تملكهم صمت عجيب وذهبوا لرؤيتها ومعهم الكلوب وما أن وصلوا لها حتى صرخ الجميع من منظر رجلها؛ لأنه كان بمثابة الصدمة للجميع، وما أن تمالك كل واحد منهم ما تبقى من رباطة جأشه بعد الرعب والخوف حتى هلع هاربا من أمام هذه العروس، وراح الجميع يجرون من أمامها لأنهم وجدوا أن العروس لها أرجل معزة.
النداهه
ترتبط النداهه بالجنون الذي غالبا ما يصيب أشخاص اعتقدوا أن هناك من يناديهم، وظهرت قصص كثيره لهذه الأسطوره أغلبها يستعرضها لاظهار الكبت العاطفي لدي " المندوه".
وهناك بعض من هيئ لهم بأنهم رأوها في أشكال وأحجام مختلفه،وفي أماكن معظمها مهجوره، والاتبطت معظم قصص النداهه بالقري الريفيه وشط الترعه حتي أن هناك بعض الأفلام العربيه يستعرض الأسطوره.
أما عن المندوهين فيقال أنهم يعانون من هلاوس سمعيه وبصريه ويستمتعون بالسير ليلا خاصه في الأراضي الزراعيه، ويصعب تعقبهم.
وأوضح البعض أن النداهه تخاف من ذكر الله ورش الملح، وان أردت تجنبها فعليك أن تفعل ذلك متذكرا أنها تتجسد في جسد امرأه جميله وأشكالا أخري تجذب النظر.